تكليف قبل التشريف ، أو فهم المهمات أولا.
رسائل عدة توصلنا بها تباعا كانت تتطلب منا قراءتها بروئية وتمعن . لا ان نتعامل معها كتعامل باعت الفطائر مع جرائد الصباح التي لايتعدى عمر ما بصفحاتها عمر الفراشة قبل ان تحال الي محلات "السندويتشات" أو ماسحي زجاج السيارات ...
ولعل كل الخطوات التي طبعت مسار التحضير للمؤتمر من التكوين الذي اعتمد على ساحات الفعل الوطني بتمثيل واسع ومتنوع الي النكاف الصامت في أفكار ومحتوى وثائق اللجنة ، والصراحة التي ادير بها النقاش الوطني المتشعب والمفتوح على كل الرؤوى والاطاريح كانت تعطي الانطباع ان التحول والارتحال من أهم معالم خريطة الطريق التي يجب أن يؤكدها المؤتمر ويترجمها الي قررات وادوات ... ( وهو ما شكل استثمار عكسي للبعض احيانا في براءة ومشاعر، واختلاق هواجس لدى فئيات من المؤتمرين !!!) . _ رأي خاص _ .
كل هذا تم تعزيزه بالمداخلة ( الوثيقة) التي تقدم بها الأمين العام عند افتتاح الندوة الوطنية والتي حملت المؤتمرين مسئولية الدفاع عن ما استحسنوا من فحواها المؤطر للرؤية الوطنية للمحاور الكبرى وتحديد معالم المرحلة المقبلة ...
لتأتي بعد ذلك الخطوات الرزينة التي تم اتباعها بعد ان أسدل الستار على نتائج ومخرجات الاستحقاق الوطني .
ان فتح باب مشاورات واسعة وهادفة على اساس تقييم/ استشراف ؛ وتكييف أدوات الفعل. والترسيم الاستقبال رئاسة المؤتمر وتسليم الوثائق لتنم عن جدية كبيرة في التعاطي مع مابعد المؤتمر . ثم الانتقال بالسرعة المعقولة للانطلاق من خلال الاجتماع التأسيسي للأمانة الوطنية والذي عكس النظرة الجدية والمؤسسة على فهم المسئوليات قبل استلامها وذلك من خلال استفاء كل الخطوات القانونية للتأسيس ، ثم تقسيم اللجان على اساس التخصص وتجزئية محاور برنامج العمل الوطني عليها. هذا البرنامج الذي هو بمثابت العقد الرابط بين القيادة المنتخبة ومطالب ناخبيها في مختلف مناحي الحياة الوطنية والتي ستعزز ثقتها بها من خلال الجدية في الإنجاز وتكييف المتطلبات والطموح مع الجهد والإمكانات... بدلا من نفسية تحيين الفرص والعمل بالشد والشد المضاد والتي يجب أن تكون في مرمى النقد ومضمارا للشجب والرفض ...
اسلوب جعل الاسماء وخريطة التعيينات يتوارى ضمن سلم الأولويات، عكس ما كان يسود من ترقب للمشهد ..
الي ذلك يبقى الاستنتاج ان العمل بنفس الأدوات بأسلوب مختلف هو امتحان يحتاج الي النباهة والفهم والتفهم المتبادل . كونه محك حقيقي للرسكلة وفرصة ثمينة لكسب الثقة المتبادلة وتكاثف جهود مختلف هيئات ومستويات الحركة والدولة في الإنجاز والتنفيذ للوصول الي لحظة ومناخ السلاسة المطلوبة للإقلاع الشامل بكل الهيئات والمؤسسات الوطنية وبرؤية موحدة ومنسجمة .
محمد لغظف عوة .