-->

السؤال الأكثر بحثاً: كيف نحمي أنفسنا من كورونا الغامض؟

لم يستطع غالبيّة الأطبّاء، والذين استضافتهم الشاشات الإخباريّة، وضع تشخيصٍ واضحٍ حول مرض “كورونا” وما هي أسبابه، والآتي من الصين، وتحديداً مدينة ووهان المعزولة، والتي تردّد أنّ فيها سُوقاً لبيع الحيوانات النّافقة وغير الشرعيّة، والتي قد تكون قد تسبّبت في تفشّي المرض.

السّؤال الأكثر بحثاً وطرحاً في الساعات الماضية، هو كيف يُمكن الوقاية من المرض الغامض، هُنا ينصح الأطبّاء احترازيّاً للوقاية منه، بغسل اليدين بالماء والصابون لمُدّة عشرين ثانية، تجنّب الخروج من المنزل قدر الإمكان، والابتعاد عن المُصابين، وعدم الاختلاط بالحيوانات البريّة، وهي إجراءات يقول خبراء آخرون أنها غير كافية، في ظل عدم معرفة سبب انتشار الفيروس القاتل الحقيقي، والذي يُقدّر خبراء صحّة أمريكيّون أنّه سيقتل 65 مليون شخصاً أثناء تفشّيه بالعالم خلال 18 شهراً.

أسباب انتشار المرض، لا تزال غير مُثبتة علميّاً، لكن آخر التقارير الإخباريّة، تحدّثت عن فرضيّة لافتة، وهو أن يكون فيروس الكورونا، قد تسلّل من مختبر بيولوجي صيني، وتسبّب في هذا التفشّي المُخيف، واللافت في هذه الفرضيّة، أنّ مختبرات في مدينة ووهان، وهي ذات المدينة المُتسبّبة في انتشار المرض، كان قد صُمّم فيها مختبرات للتعرّف على أسباب انتشار مرض سارس، والذي تفشّى في العام 2017، وهو ما قد يضع أسباب تفشّي المرض الجديد بين نطاقيّ سوق الحيوانات البحريّة والبريّة غير المشروع وغير القانوني، أو التسلّل المختبري، في حين أنّ المسافة الفاصلة بين المختبر والسوق بالفعل هي 20 ميلاً، فيما ربط البعض سبب تفشّي المرض، بتناول فتاة صينيّة خفّاشاً.

وضمن الحرب الصينيّة- الأمريكيّة التجاريّة الاقتصاديّة، ومع توجيه أصابع الاتّهام للولايات المتحدة الأمريكيّة بالضّلوع في تفشّي الفيروس، رغم عدم قُدرتها على ضبطه، وبدء تسجيل حالات مُصابين بالمرض على أراضيها، تصدّرت أنباء تلك التحذيرات الأمريكيّة منذ خمس سنوات التي كانت قد تحدّثت عن هروب فيروس كورونا من مختبر صيني، وهو ذاته المختبر البيولوجي الذي أنشأته الصين قبل خمس سنوات، لدراسة بعض أخطر الفيروسات التي أصابت العالم.

وفي الصين ذاتها يعمل الأطبّاء بجدٍّ مُنذ الإعلان عن المرض الرئوي، والتي تُحدّد أعراضه بضيق التنفّس، ارتفاع درجة الحرارة، الإسهال في حالات نادرة، لكنّ ثمّة تحليلات طبيّة بدأت تُثير الذّعر، تقول إن المرض قد ينتقل بين الأفراد حتى دون ظهور الأعراض في البداية، فيما لا يزال البحث جارياً عن لقاحٍ يقضي على المرض نهائيّاً، والصين بحسب مركز مُكافحة الأمراض الفيروسيّة، قد شرعت في تطوير لقاحات مُضادّة لفيروس كورونا الجديد، ونجحت في عزله، وتُحاول تحديد سلالته.

وزير الصحّة الصيني، كان صريحاً فيما يبدو، أكثر من وزراء الصحّة، ومُقارنةً بنظرائه العرب في مثل تلك الأزمات الصحيّة، الذين طمأنوا مُواطنيهم حول الاستعدادات لمُواجهة الفيروس الخطير.

وسارعت الدولة العربيّة، والتي منها السعوديّة، الكويت، الأردن، إلى تركيب كواشف حراريّة في المطارات، لكشف المُصابين وعزلهم في حال الاشتباه، ويبدو أنّ تلك الدول، تتجنّب خلق حالة من الذعر، فيما تحدّث وزير الصحّة الأردني عن إمكانيّة تعطيل المدارس، لو وصل كورونا إلى الأردن، وكان قد ثار جدل أردني حول إجلاء رعايا عالقين في الصين، والخشية من إصابتهم، لكن الحكومة قالت إنهم سيخضعون إلى عزل صحّي في إجراءت وقائيّة فور وصولهم المملكة، بالعودة إلى وزير الصحّة الصيني ما خياووي، فإنّ قدرة الفيروس على الانتقال تزداد قوّةً، وعددُ الإصابات قابلٌ للارتفاع.

الأرقام القادمة من الصين تبدو أنها سترفع حالة الاستنفار في العالم، فالوفيّات وصلت حتى كتابة هذه السطور إلى 56 حالة، فيما سُجَل أكثر من 300 إصابة جديدة، فيما يُحذّر أطبّاء، من أنه قد يكون من الصّعب السيطرة على انتشار المرض السّريع.

على هامش الذّعر الذي أصاب العالم، والعربي منه على وجه الخُصوص من المرض الذي قد تكون الأفاعي أو الخفافيش مُتّهمةً بنقله، كان الاهتمام العربيّ مذهولاً بالإعلان الصيني، عن مُباشرته ببناء مُستشفى خلال 10 أيّام، لعلاج مرضى الكورونا، على مساحةٍ تُقدّر ب25 ألف متر مربع، ويتّسع لألف سرير، ويبدأ العمل به حسب وكالة “شينخوا” الصينيّة 3 فبراير المُقبل.

واللّافت في كُل هذا أنّ العمّال الصينيين تنازلوا عن إجازة رأس السنة التقليديّة مع عائلاتهم من أجل بناء المستشفى، وأظهرت لقطات من التلفزيون الصيني عشرات الجرافات التي تعمل ليلاً، ونهاراً من أجل تسليم مشروع المستشفى، وهو ما جعل النشطاء العرب في حالة ذهول، وعدم تصديق الخبر، لكن الصين بالفعل ستُنهي بناء هذا المستشفى خلال 10 أيّام، وهو ما دفع بالكثيرين إلى مُقارنته مع مشاريع مُتوقّفة منذ سنوات في بلادهم، أو حتى تحتاج سنوات لإنهائها.

المصدر: راي اليوم

Contact Form

Name

Email *

Message *