رأي اليوم: فتح قنصليات في الصحراء الغربية دعاية مغربية لن تغير الوضع القانوني للإقليم المُتنازع عليه
اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) الثلاثاء أن فتح اربع قنصليات في الصحراء الغربية، التي يحتلها المغرب وتطالب بوليساريو باستقلالها،”مجرد دعاية مغربية” لن تغير الوضع القانوني للاقليم المتنازع عليه.
والصّحراء الغربيّة مستعمرة إسبانيّة سابقة تمتدّ على مساحة 266 ألف كيلومتر مربّع، شهدت نزاعًا مسلّحًا حتّى وقف اطلاق النّار العام 1991 بين المغرب الذي اجتاحها عسكريا في 1975 وجبهة بوليساريو التي تطالب باستقلالها.
وكانت الرباط اعتبرت الجمعة ان فتح ممثليات دبلوماسية لكل من جزر القمر وغامبيا وغينيا والغابون بمدينتي الداخلة والعيون في الصحراء الغربية يشكل محاولة لشرعنة احتلالها للصحراء الغربية
وقال ممثل بوليساريو في الجزائر عبد القادر الطالب عمر في مؤتمر صحافي إن “الدول التي فتحت قنصليات في الأقاليم المستعمرة ليس لديها أي رعايا هناك وليس لديها مصالح اقتصادية”.
وأضاف “هذه دعاية مغربية ستطيل النزاع وتعرقل المسار السلمي (…) ولن تغير الوضع القانوني للصحراء الغربية. والجهة الوحيدة التي يمكنها تغييرهذا الوضع هو الشعب الصحراوي عندما يقرر مصيره” بالاستفتاء المنتظر منذ 1991.
واعتبرت الجزائر التي تدعم جبهة بوليساريو، أن فتح هذه القنصليات “يشكل انتهاكًا صارخًا لمعايير القانون الدولي”، و”عملا استفزازيا يهدف إلى تقويض عملية تسوية مسألة الصحراء الغربية التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة”.
كذلك اعتبر الطالب عمر أن تنظيم كأس افريقيا لكرة القدم داخل القاعة بين 28 كانون الثاني/يناير و7 شباط/فبراير من طرف المغرب في مدينة العيون بالصحراء الغربية “انتهاك للوائح الدولية” و”يسيئ للأهداف النبيلة للرياضة”.
من جانبه وصف عضو الأمانة الوطنية، وممثل الجبهة في فرنسا، السيد أبي بشراي البشير، خطوة التي أقدم عليها الإحتلال المغربي فيما يخص المياه الإقليمية للصحراء الغربية، مجرد إعادة سيناريو البحث عن السيادة المزعومة على الأراضي الصحراوية، مؤكدا في هذا الصدد أن المغرب ومثلما فشل في الحصول على إعتراف بالسيادة على اليابسة لـ45 سنة، سيفشل على المياه أيضا وبكل تأكيد.
وقال الدبلوماسي الصحراوي، أن ما قام به الإحتلال المغربي، مثير للشفقة، كونه نظام الرباط التوسعي، تناسى طيلة أربعة عقود ونيف من إحتلال العسكري غير الشرعي للصحراء الغربية، أن لديه مياه إقليمية، في حين أن الإقليم وحسب لوائح الأمم المتحدة غير محكوم ذاتيا في إنتظار تصفية الإستعمار على النحو المنصوص عليه في إتفاق وقف إطلاق النوع الساري بين جبهة البوليساريو بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي والمملكة المغربي القوة المحتلة للإقليم.
من جهة أخرى، أوضح السيد أبي بشراي، أنه وفي الشق القانوني، فإن إقليم الصحراء الغربية سبق وأن أكدت محكمة العدل الدولية في لاهاي أن كل الأدلة التي تقدمت بها المملكة المغربية غير كافية للسيادة للقانونية، كما أكدت المحكمة العدل الأوروبية هي الأخرى على نفس القرار بالإشارة إلى أن ''الصحراء الغربية والمغرب بلدان منفصلان ومتمايزان'' ا وبأن الرباط لا تمتلك السيادة القانونية لإدراج المياه والأراضي والموارد الطبيعية للإقليم ضمن الإتفاقيات المبرمة مع الإتحاد الأوروبي.
المتحدث وفي معرض حديثه لقناة فرانس24، شدد أن على هذه الخطوة التي تدخل ضمن سلسلة الألعاب النارية المتعددة، تعكس إستهتار المغرب بالوضع الإقليمي وتدفع بشكل واضح وصريح نحو أتون حرب ونزاع عسكري آخر، ستدفع ثمنه شعوب المنطقة وأمن وإستقرار بلدان الجوار.
وفي سياق آخر، ردا على سؤال حول مستقبل عملية التسوية المتعثرة حاليا، قال السيد، أبي بشراي، أن آخر المعلومات المتوفرة، في هذا الشأن هي أن عملية البحث عن المبعوث الخاص لا تزال جارية من قبل الأمانة للأمم المتحدة، ولكن إستمرار غياب مبعوث أممي لمواصلة مهمة الوساطة، يعكس حقيقة أن هناك إرادة غير كافية داخل مجلس الأمن الدولي وبالتأكيد لدى الطرف المغربي، في الدفع بالمسار الذي يؤدي إلى النتيجة المرجوة في هذا الصدد..
وجدد التذكير بأن جبهة البوليساريو ومنذ 30 أكتوبر 2019 وكذلك من خلال مخرجات المؤتمر الـ15 لجبهة البوليساريو الذي نظم مؤخرا في بلدة تيفاريتي المحررة، كان واضحا من خلال تحميل مناضلو الجبهة لقيادتهم السياسية تجسيد قرار مراجعة الإنخراط في التسوية والتعامل مع الأمم المتحدة التي ظلت وللأسف لمدة ثلاثين سنة دون إحراز أي تقدم رغم وجود لبعثة المينورسو للإستفتاء إلا أنها هي الأخرى لم تتقدم ولو بخطوة في اتجاه تنفيذ مهمتها..
في الختام خَلُصَ عضو الأمانة الوطنية للجبهة، أنه إذا ما لم يتخذ مجلس الأمن قرارات واضحة وحاسمة ضد الإحتلال المغربي بصفته الطرف المعرقل، لن نصل بمسار التسوية إلى تنظيم إستفتاء تقرير المصير يمكن الشعب الصحراوي من فرصة يوم واحد من أجل تحديد مستقبله ومصيره وطي صفحة هذا النزاع الذي يرهن إستقرار وتنمية وتكامل الشعوب المغاربية
وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهودا لإيجاد حل سياسي متوافق عليه ينهي هذا النزاع.
وفي أيّار/مايو استقال آخر مبعوث أممي في هذه القضية، الرئيس الألماني الاسبق هورست كولر، “لأسباب صحية” بعدما تمكن من جمع الطرفين حول طاولة مفاوضات بعد ست سنوات من القطيعة. ولم يعين بعد خلف له.
ولاحظ ممثل بوليساريو أن عدم تعيين خلف لكولر يصب “في صالح المغرب” الذي استغل “تقاعس الأمم المتحدة ليتراجع عن كل التزامات وقف إطلاق النار”.