بيان وزارة التعليم .. استهجان هجين و استغراب غريب
استهجان وزارة التعليم هجين و استغرابها غريب، أيعقل أن تواجه وزارة التعليم قواعدها بأسلوب الوعيد و التهديد إن هذا الخطاب الهجين و الغريب لا يمكن أن يكون خطاب وزارة عريقة بزغت في ظروف عسيرة كان أبطالها من يطالبون اليوم بحقوقهم المشروعة كباقي مناضلي الجبهة فدرسوا تحت الأشجار و تحت الخيام ثم شيدوا المؤسسات بقوة سواعدهم رجالا و نساء لبنة لبنة.
إن هذا الخطاب هو في الحقيقة خطاب أشخاص لا تربطهم بالمنظومة سوى أقدار وضعت بين أيديهم خواتيمها فأصبحوا يوزعون صكوك الإخلاص و المواظبة في الوقت الذي كانوا هم أنفسهم من سببوا هذا الواقع المزري الذي وصل إليه القطاع.
إن الفكر الوطني لم يكن يوما استبداديا في خطاب الجماهير و كذلك الإطارات النوعية التي قادت التنظيم منذ نشأته، فبمجرد الإستماع إلى خطابات الرموز الوطنية المخلصة التي قضت نحبها في كنف الثورة إلا و تكرر على مسمعك الإشادة بالجماهير و التمسك بمواقفها و تحريضها من خلال الإنصات إليها و إقناعها و توجهيها و ليس العكس الذي هو أسلوب الإحتلال الغاشم.
بل الأكثر من ذلك فالجبهة الشعبية وجدت أصلا لتحقيق رغبة الشعب الصحراوي و دفاع الجبهة عن حق الشعب الصحراوي في الحرية و الإستقلال إنما هو مطلب جماهيري طرحته القواعد الشعبية و هي الضامنة لتجسيده فهي الأصل و الأساس و كل المؤسسات الوطنية هي لتحقيق رغبة المواطن الصحراوي و نضيف للإخوة الذين أصدروا القرار و الذين يتبين أنهم يحتاجون للتأطير السياسي و إعادة التكوين بأن أعلى سلطة و المتمثلة في المؤتمر الشعبي الذي ينظم كل أربع سنوات يتم فيه تحديد المسار العام و الجزئي لكل القضايا عن طريق القواعد الشعبية من خلال ممثليهم فكيف يتناقض من يسمون أنفسهم إطارات المنظومة مع هذا المبدأ العام.
و بالخوض في التجارب الناجحة في التعامل مع إرادة القواعد الشعبية فإنها تشترك في عامل واحد و هو استعطاف الجماهير و تحقيق إرادتها و لعل خير دليل على ذلك تجربة الحليف التي تم التعامل معها بسلاسة و حنكة من خلال تجسيد إرادة الجماهير و عكس هذا إنما ينتج واقع مواجهة لا يحمد عقباه و الأدلة كثيرة في وقتنا الحالي.
إن الجماهير الشعبية دائما على حق و عندما تتقدم بمطالب جماعية فلابد للمسؤولين على الأقل أن يكونوا آذانا صاغية و ألسنا رطبة بكلمات الود و الإحترام فلولا القواعد لما وجد المسؤول أصلا.
إننا نتعمد عدم ذكر الوزارة و الجهات الوصية لأننا نعتبرها ملكا للشعب و المؤسسات الوطنية كمكتسبات لا يجب أن تذم بسبب قرارات أشخاص يجب أن يتحملوا مسؤولية أفعالهم و قراراتهم، و لا يجب أن يكون التنظيم كإطار سياسي جامع مرمى نيران صديقة بسبب مسؤولين سقطوا في الخطأ سهوا أو عمدا.
إن وزارة التعليم كجهة وطنية تتبنى الفكر الجبهوي الثوري و تؤمن بأن الجماهير هي ضامنة حرب التحرير يجب أن تتبرأ من هذا البيان و تراجع العلاقة مع منسوبيها التي أفسدتها تجارب سابقة بنية أو بغيرها.
القواعد العمالية بالمنظومة التعليمية طالبوا بحقوقهم المشروعة في إطار القانون و هذا يجسد رقي المعلم الصحراوي و كذلك يؤكد على تطور الدولة الصحراوية التي أصبحت تواجه صراع الحق و الواجب الذي هو جانب من جوانب الدولة الحديثة.
يجب على القواعد العمالية المطالبة بمحاسبة الأشخاص المتسببين في الوضع مهما كانت مناصبهم و لو تعلق الأمر بأعلى الهرم بدل استهداف الوزارة التي هي ملك للعامل و التلميذ و الشعب و مكسب من مكاسب الثورة الذي يجب الحفاظ عليه و تطويره بتنقيحه من الشوائب و المساهمة في رسم خطط مستقبلية تجعل هذه المؤسسة المحورية تلعب دورها الحقيقي.
*#المطالبة بالحقوق رقي و حضارة*
*#مطالبنا مهنية في إطار الجبهة الشعبية و الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية**