-->

ملاحظة ورؤى


بالنظر إلى الكثير من الأخطاء اللغوية المتكررة لدى البعض من صحفيين في مختلف الوسائط الوطنية ، أرى أنه أصبح من الضروري التكوين الجيد للصحفيين وإعادته في كل مرة بجدية عالية لتفادي كل أسباب الضعف اللغوي ، سواء كان في الشكل أو في المضمون .
أرى كذلك تفعيل وظيفة المدقق اللغوي ، التي مازالت حبرا على ورق ، خصوصا في الإذاعة والتلفزيون ، وهذا حتى لا نسوق مزيدا من الأخطاء الفاضحة للمتلقين على إختلاف مستوياتهم اللغوية .
أرى أيضا وجوب إهتمام الصحفيين بمهنتهم وتقوية مهاراتهم ومعارفهم فيها وإتقانها لغة ، مضمونا وأداء . 
صدقوني لقد أصبح الوضع مقززا للغاية ، ومن غير المعقول السير بالأخطاء إلى مالا نهاية ، خصوصا في ما يتعلق بميدان الصحافة وباللغة الرسمية لبلدنا تحديدا ، فلاشك أن وزارة الإعلام الصحراوية قطعت أشواطا معتبرة على طريق التحرير والبناء ، وكانت بدايتها رائعة مع جيل جذبته الغيرة أكثر من الإختصاص ، وتحمل قساوة الحياة وقلة الإمكانيات ، وضيق الوقت ومتاعب المهنة وصعوبتها ، ومع هذا أحسن صنعا وأتقن أداء في وقت وجيز ، وفي زمن من القناعة التامة والإخلاص الباهر ، الذي لا يحتاج شكرا ولا جزاء .
اليوم وزارة الإعلام للأسف ، وبما تزخر به من إمكانيات هائلة ، وبما توظفه من أصحاب التجربة وخريجي الميدان ، وبما أحيطت به من عناية فائقة من قبل الدولة ، هاهي ذي تسبح في فلك اللا مبالاة ، ولا تكلف نفسها جهدا للوصول إلى الريادة ، فالعفوية لا تصنع الفارق أبدا ، والبناء على أساسات هشة لا يخدم المستقبل .
بإستطاعة وزارة الإعلام الصحراوية مراجعة برامجها ، وإنتشال العديد من صحفييها من أوحال الرداءة اللغوية ، وتطوير قدراتهم في هذا المجال ، ومحاسبتهم على التقصير المهني وسوء الأداء اللغوي ، وهي الأولى بإتقان اللغة العربية في خطابها وفي كل توجهاتها إلى الرأي العام الوطني والعربي خاصة .
إنه لمن العيب أن يكون المرء صحفيا ولا يتقن في المقابل إختصاصه ، وفي هذا أرى أن سياسة وزارة الإعلام التي إنبنت على التركيز على المضمون وتوصيل الرسالة الإعلامية بغض النظر عن سلامة اللغة وجودتها ، هي التي ساهمت في تجهيل الصحفيين بأصول اللغة العربية وقواعدها ، ففي الصحافة لا يمكن أن نفصل الشكل عن المضمون ، وإلا بماذا نفسر الريادة التي تحتلها أغلبية إن لم أقل كل الوسائل الإعلامية العربية المختلفة؟ لماذا علينا مجاراة الضعف ونحن قادرون على أن نكون أقوياء في كل شئ ؟ 
لماذا نأخذ الأشياء بالعفوية وبقدر كبير من اللامبالاة ، في الوقت الذي يبذل فيه الآخرون جهدا في الدراسة والتمكين لما يريدون ؟
هناك من يشكك في عروبتنا وقد يعيرنا بذلك يوما من الأيام ، وبالتالي فعلينا أن ندرك أن العروبة دم وفعل وممارسة ثقافية وأخلاقية ، يجب الإعتزاز بها ةالحفاظ عليها خالصة من الشوائب قبل فوات الاوان .
بقلم : محمد حسنة الطالب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *