-->

بن سلمان يعتقل 20 أميرًا على الأقل في السعودية وحديث عن “انقلاب” و”خيانة”


قال موقع “ميدل ايست آي” البريطاني إن ولي العهد السعودية محمد بن سلمان اعتقل 20 أميرا على الأقل من العائلة المالكة.
وأكد الموقع أنه تأكدت له أسماء أربعة أمراء على الأقل وهم شقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز، ونجله نايف بن أحمد بن عبد العزيز رئيس جهاز المخابرات والأمن للقوات البرية، والأمير محمد بن نايف، ولي العهد السابق إلى جانب أخيه نواف.
وذكر الموقع نقلا عن مصادر لم يسمها أن بن سلمان وبعد عمليات الاعتقال أمر الأمراء بإظهار ولائهم له، وأن بعضهم عبر عن ذلك عبر “تويتر”.
وكانت وكالة “رويترز” أكدت في تقرير لها أن السعودية احتجزت ثلاثة أمراء سعوديين بارزين من بينهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، والأمير محمد بن نايف، ابن شقيق العاهل السعودي، بدعوى التخطيط لانقلاب حسبما ذكرت مصادر مطلعة على الأمر.
وتحرك الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية وابن الملك سلمان والحاكم الفعلي للبلاد، لتعزيز سلطته منذ إزاحة الأمير محمد بن نايف عن ولاية العهد عام 2017.
وفي وقت لاحق من ذلك العام، احتجز الأمير محمد بن سلمان عددا من أفراد الأسرة المالكة وشخصيات سعودية بارزة أخرى داخل فندق ريتز كارلتون بالرياض على مدى شهور، في حملة ضد الفساد أحدثت صدمة في الداخل والخارج.
قال مصدر إن ولي العهد الأمير محمد “اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، منها الأمريكيون وغيرهم، لتنفيذ انقلاب”.
وصرحت خمسة مصادر بأنه تم احتجاز الأمير أحمد والأمير محمد بن نايف في العملية الأخيرة. وقال مصدران، أحدهما من المنطقة، إن احتجاز الأمير محمد بن نايف وأخيه غير الشقيق نواف تم أثناء وجودهما في مخيم خاص بالصحراء أمس الجمعة. وقال مصدران إن الأمير أحمد أُخذ من منزله.
وقال المصدر الإقليمي إن ولي العهد الأمير محمد “اتهمهم بإجراء اتصالات مع قوى أجنبية، منها الأمريكيون وغيرهم، لتنفيذ انقلاب”.
وأضاف: “عزز الأمير محمد بن سلمان بهذه الاعتقالات قبضته على السلطة بالكامل. انتهى الأمر بعملية التطهير هذه”، مشيرا إلى أنه لم يعد أمامه الآن أي منافسين يمكن أن يعترضوا على اعتلائه العرش.
وصرح مصدر آخر بأن الأمراء متهمون “بالخيانة”.
وقال مصدر ثالث إنهم كانوا يناقشون تنفيذ انقلاب بدعم من قبائل نافذة لكن تلك النقاشات لم تصل لمرحلة متقدمة.
ولم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب للتعليق على عملية الاحتجاز التي كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” أول من نشر نبأ عنها.
ولم يتضح مكان احتجاز الأمراء الثلاثة، وما من سبيل للتواصل معهم للتعليق على ما قيل عن التخطيط لانقلاب.
وقال المصدر الثالث: “لا بد من التعامل معهم باحترام”، مشيرا إلى مكانتهم داخل الأسرة.
ويقول سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة ولي العهد في حياة الملك البالغ من العمر 84 عاما، إدراكا منها بأن من المستبعد أن ينقلب على ابنه المقرب الذي أوكل إليه معظم مهام الحكم.
أما الأمير أحمد فقد تجنب إلى حد كبير الظهور في مناسبات عامة منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018 بعد أن أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج، وقال متابعون للشأن السعودي إنه لم يبدر عنه ما يدل على استعداده لتولي المُلك. وخلال رحلة الأمير أحمد للخارج بدا أنه ينتقد القيادة السعودية أثناء رده على محتجين تجمعوا أمام مقر إقامة في لندن وكانوا يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.
ويقول ستيفن هيرتوج من كلية لندن للاقتصاد إن احتجاز الأمراء يمثل تذكِرة للأسرة الحاكمة “بعدم تخطي ولي العهد بأي شكل من الأشكال… ليس من المرجح أن يكون مخططا كبيرا ومعقدا لتغيير القيادة في السعودية، فكل الشخصيات المحتجزة لم تعد لديها قدرة تذكر على الوصول لموارد الدولة”.
وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان واحدا من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء أسرة آل سعود الحاكمة، عارضوا انتقال ولاية العهد للأمير محمد بن سلمان عام 2017.
وأضافت تلك المصادر أن تحركات الأمير محمد بن نايف تخضع لقيود ومراقبة منذ ذلك الحين.
وتأتي عملية الاحتجاز الأخيرة في وقت تزايدت فيه حدة التوتر مع إيران ومع تنفيذ ولي العهد إصلاحات اجتماعية واقتصادية من بينها طرح أولي عام لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة في البورصة المحلية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وترأس السعودية حاليا أيضا مجموعة العشرين.
ولاقى الأمير محمد إشادة في الداخل لتخفيفه قيودا اجتماعية في المملكة المحافظة ومحاولة تنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.
ولكنه واجه انتقادات دولية بسبب حرب اليمن ومقتل خاشقجي واحتجاز مدافعين عن حقوق المرأة في خطوة اعتبرها البعض جزءا من حملة صارمة على المعارضة.( وكالات)

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *