-->

يا نساء العالم اتحدوا.


يقول إبن رشد: الحق لا يضاد الحق، بل يوافقه ويشهد له.”
لماذا وسائل إعلام موريتانيا، وصفحاتها في عالم التواصل الإجتماعي متخمة بالغث والسمين، من أخبار العالم، بستثناء ما يتعلق بأعدل قضية بعد القضية الفلسطينية، وآخر مستعمرة في إفريقيا، قضية الصحراء الغربية؟.
أكذب نفسي وأقمع ظنوني حين تراودني الشكوك أن هنالك يد خفية تخنق كل قناة تلفزيونية، أو راديو، أو صحيفة، أو حتى صحفي فرد بسيط، بالخصوص حين يتطرق للجرائم التي ترتكب ضد الشعب الصحراوي في الأقاليم الصحراوية المتنازع عليها، و التجاوزات من قبل قوات المخزن المغربي.
ولأن بعض الظن إثم، و بناء المواقف والأحكام على الشك ظلم و جرم كبير، قررت أن اتساءل دون تحريض أليست المرأة الصحراوية كسائر نساء العالم تستحق أن يقدر لها نضالها في الحياة الإجتماعية. والجوانب الإقتصادية، و الحراك السياسي والحقوقي، بالإضافة إلى التربوي، بصفتها مربية إجيال في أقسى ظروف يمكن أن يمر بها مجتمع في القرن الحادي و العشرين؟
إذا.. لما يتضامن الموريتانيون مع العراق و سورية و غزة و بورما ...إلخ و لا أكاد أرى متضامناً واحد مع القضية الصحراوية و نحن نشاهد يوميا السحل و الضرب و السجن، و الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان؟
أليس و راء الأكمة ما وراءها؟ 
في موريتانيا لدينا مجتمع مدني نشط و حركات حقوقية وشبابية سياسية أكثر نشاطاً، و أحزاب سياسية تسير القوافل في البر و البحر و أخرى عابرة للقارات بيسارييها و يمينييها، ومع ذلك إذا تعلق الأمر بالصحراء الغربية لا يكاد يسمع لهم ركزا.
لقد إمتلأت صفاحتنا بجرائم السيسي ضد أنصار الشرعية في مصر، و لم يكن حظ الصحرويين نسبة٪1 من إهتمام هذه الفئة.
يقول البعض أن السبب يكمن في كون أنصار الشرعية إخوان مسلمين، و يستحقون أكثر من هذا على الإخوان في موريتانيا، و الشعب الصحراوي يواجه مملكة حكومتها إخوانية، و من واجب الإنتماء الفكري التستر على جرائم إخوان الفكر، ولو كانت الجرائم ضد إخوان الدم و العرق و الدين و الثقافة و اللهجة و الأصل و الأرض و الفرع و الإنسانية ...إلخ، فكل تلك الروابط لا تشفع للشعب الصحراوي أن ينتصرله الإخوان المسلمين في موريتانيا.
الإجابة متروكة لشباب الإخوان هوم الأقدر عليها.
كذلك تكتظ صفحاتنا بصور الجرائم في العراق و أناشيد حزب البعث العربي الخالد، و لم أرى لهؤلاء نفس الحماسة إتجاه القضية الصحراوية الثورية العربية، فما هو سبب تلك البرودة إتجاه القضية الصحراوية؟ 
شباب حزب البعث و القوميون العرب لديهم الإجابة الشافية.
نعم..ثرنا مع تونس و سوريا و اليمن و ليبيا ... وكل العالم العربي، لكننا لم نحرك ساكناً مع إنتفاضة "أكديم الزيك" التي قال فيها المثقف الأول عالمياً وعالم اللسانيات "نعوم تشومسكي" إن الربيع العربي بدأ لأول مرة في نوفمبر عام 2010 بالصحراء الغربية عندما انتفض سكانها في إشارة إلى أحداث "اكديم إزيك" قرب العيون ضد الاحتلال المغربي للصحراء الغربية. 
وأضاف تشومسكي الذي كان يتحدث في محاضرة بجامعة غزة، ان لا أحد سمع عن "ثورة" الصحراء الغربية لأن الإعلام الغربي لم يكن مهتما بأن يحدث أي تغيير في المنطقة. 
ماذا عنا نحن انصار الثورات ألا نريد تغييراً في المنطقة أيضاً؟ لمذا لم نضع أعلام الصحراء على واجهة حساباتنا؟ 
سؤال يجيب عنه من وئدت ثورتهم في رحمها كحركة 25 فبراير.
إن من يناصرون و يدعمون البلدان البعيدة من على المنابر كالشيشان و أفغانستان و البوسنة و غيرها بحجة "إن ستنصروكم في الدين فعليكم النصر.. الآية" 
أليس الصحراويون ذوي قربى و أحق بالمعروف؟، 
ثم ألم تستنصركم ثكالى الصحراء الغربية الإسلامية وأيتامها ؟ أم أن الفكر السلفي و تحريض أإمة السعودية هو الذي يحرك البوصلة لا عدالة القضية و عقيدة الشعب المظلوم؟
الشباب السلفي يعرف قطعاً كيف يرد.
لا يكاد يخطؤك شاب في مقهي. أو في دهاليز الجامعات، أو في الشارع، إلا هو مشبع بالفكر الثوري اليساري، تارة موشح بالأحمر الماوي، أو الأكثر حمرة الماركسي، أو يحن إلي بندقية تشيغي فارا و ألحان كوبا كاسترو...، 
ومع ذلك لا يعرف عن يسارية الثورة الصحراوية إلا النزر القليل، ولا تكاد ترى أولا ترى على الإطلاق منشوراً واحداً له يؤازر فيه الرفاق الصامدون في الصحراء الغربية منذ أربعين عاما أو تزيد.
الأقلام الحمراء لا تسكت على الضيم.
في موريتانيا حقوقيات بعدد حساباتهن على الفيسبوك (وليس ذلك بالقليل).. ورشحت مؤخراً إحداهن لجائزة نوبل العالمية، ومع ذلك لا يكلفن أنفسهن عناء زيارة مخيمات اللاجئين ومؤازرتهم، أوجمع الدعم والتبرعات كما يفعل معهم حقوقيوا العالم الآخر. 
هنا لا أعرف إن كان سيأتي الرد.
ان كان السبب في ما تقدم ذكره هو الغفلة والنسيان، أو أعذار المتقاعسين، فعليكم أن تهبوا لنصرة قضية الشعب الصحراوي العادلة، فلا عذر لكم بعد اليوم، فأحرار العالم سبقوكم إلي نصرة الحق.
و ان كان السبب في تقاعسكم هو ضغط المملكة المغربية الشقيقة الظالمة، في المجال الدبلوماسي والمعنوي والمادي .. فعليكم أن تقولوا لهم "من كان يرزقنا فاليقطع"
تحية نضالية
من صفحة الصحفي سيد احمد اطفيل ـ عامل في المنظمة العالمية لحقوق الإنسان بنيويورك

Contact Form

Name

Email *

Message *