من الصحراء الغربية الى ليبيا مرورا باليمن... تعثر الوساطة الاممية تدفع المبعوثين الامميين الى الاستقالة تحت المبررات الصحية
أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة استقالته من منصبه لأسباب صحية، مضيفا في تغريدة نشرها على حسابه على "تويتر" بأن صحته "لم تعد تسمح بوتيرة الإجهاد منذ تسلمه المنصب".
وقال سلامه، الذي تولى المنصب لنحو 3 سنوات، إنه "سعى لعامين وأكثر إلى لم شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد".
وتعقب استقالة غسان سلامة، تعثر محادثات سياسية وعسكرية في جنيف، بين ممثلين لطرف النزاع في ليبيا، كما تأتي في سياق يتسم بالتصعيد العسكري في طرابلس، من طرف القوات التابعة للمشير خليفة حفتر
ويعتبر اللبناني غسان سلامة، 6 مبعوث أممي خاص، وثاني مبعوث لبناني يتولى رئاسة البعثة الأممية في ليبيا.
هذه الاستقالة لدواعي المرض تعتبر الثانية من نوعها لمبعوث اممي حيث بررت منظمة الأمم المتحدة في بيان أصدرته استقالة مبعوثها الى الصحراء الغربية هورست كولر (76 عاما)، "لدواع صحية".
وأعلنت المنظمة الدولية قائلة "الأمين العام (أنطونيو غوتيريش) يأسف بشدة لهذه الاستقالة لكنه قال إنه يتفهمها تماما وقد أعرب عن أطيب تمنياته للمبعوث" الذي تسلم مهامه في يونيو/حزيران 2017. ولم توضح الأمم المتحدة طبيعة المشكلات الصحية التي دفعت بالرئيس الألماني الأسبق لترك منصبه.
ومنذ عين مبعوثا إلى الصحراء الغربية سعى كولر بكل جهده لإحياء المساعي الرامية لإيجاد حل لهذا النزاع. وبعد ست سنوات من انقطاع الحوار، نجح كولر في جمع الأطراف المعنية في حوار لا سيما حين عقد في سويسرا اجتماعين، في ديسمبر/كانون الأول 2018 ومارس/آذار الفائت شارك فيهما كل من المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) والجزائر وموريتانيا.
وفي نهاية الاجتماع الثاني، لم تعط جبهة البوليساريو سوى أمل ضئيل لتحقيق تقدم في تسوية هذا النزاع القديم مؤكدة أن "المغرب لم يبد أي رغبة في الالتزام بعملية جدية للمفاوضات". وفي نهاية مارس/آذار، رأى كولر أن المواقف ما زالت "متباينة في قضايا أساسية". وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان إن "المملكة أخذت علما بأسف" بهذه الاستقالة، مشيدة "بهورست كولر للجهود التي بذلها منذ تعيينه". وعبرت جبهة بوليساريو من جهتها عن "حزنها العميق" لهذا النبأ وشكرت كولر على "جهوده الحية لإنعاش عملية الأمم المتحدة للسلام".
وفي بيانها أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام، الذي شكر المبعوث المستقيل على عمله، "شكر أيضا الطرفين (المغرب والبوليساريو) والدول المجاورة (الجزائر وموريتانيا) على انخراطهم مع كولر في العملية السياسية" الرامية لإيجاد مخرج للنزاع.
وفيما يستمر تعثر وساطة الامم المتحدة في اليمن حيث شنت الكاتبة والباحثة السياسية سامية الحيدري هجوماً ضد الأمم المتحدة، قائلة: إنه "تعاقب ثلاثة مبعوثين للأمم المتحدة على اليمن منذ 2011، والبلد تنحدر أوضاعه باضطراد".
وفيما يستمر تعثر وساطة الامم المتحدة في اليمن حيث شنت الكاتبة والباحثة السياسية سامية الحيدري هجوماً ضد الأمم المتحدة، قائلة: إنه "تعاقب ثلاثة مبعوثين للأمم المتحدة على اليمن منذ 2011، والبلد تنحدر أوضاعه باضطراد".
وأضافت: "تم تعيين ثلاثة مبعوثين غير يمنيين يجهلون أبسط الحقائق عن اليمن؛ فالأول بن عمر وصل به التفاؤل بنجاحه في توقيع المبادرة الخليجية التي أطاحت بصالح إلى اعتبار أن جلوس اليمنيين إلى طاولة الحوار معجزة، وهو لا يعلم أن اليمنيين تحاوروا بقدر ما تحاربوا، في حين الثاني بقي حائراً متخبطاً بعد فشله في مفاوضات الكويت، وزاد في تعقيد الملف اليمني".
ووصفت المبعوث الأممي الأخير غريفيث بـ"الملهوف على أي نجاح شخصي إلى درجة الخفّة"، مضيفة: "نحن أمام كارثة للأمم المتحدة التي لم تقدم لنا سوى أسماء زادت من انفجار الوضع بالبلاد".