-->

من ودائع الرحمن ...رفيق ليس كالرفاق ...



رفيق ليس كالرفاق ...
عرفتك مثقفا من طراز رفيع ومثالا حيا للعصامية في زمن اصبح التسلق هواية مغرية، مثابرا حين الجد، مرحا عندما تملا الجو نكاتا وتشيع البهجة في الحضور, متواضعا عندما كنت تصر على تنبيهي كلما التقينا باني اول من اهدى لك كتابا وهو رواية ''عندما ينهال المطر'' للاديب التونسي عبد الرحمان عمار,ونحن بعد على اعتاب التعليم المتوسط, نقضي الساعات الطوال في المكتبات العامة نلتهم بنهم امهات الكتب وروائع الادب الانساني، حين كنت الاستثناء في النباهة والنبوغ، يسكنك شغف التعلم وتآسرك اللغات..
في الجامعة -كما في كل اطوار محطاتنا معا-كنت المثال في المبادرة وهمة التحصيل وانت الحامل للواء قضية شعبك العادلة, المنافح عن حقه وآماله، في اقسام ومدرجات كلية الصحافة بجامعة دمشق العريقة، تدعمك في ذلك دماثة خلقك وخبرتك المعهودة في ربط الصداقات ونسج العلاقات البناءة ..
كنت المثال عند ممارسة مهامك التنظيمية بعد التخرج مستشارا اعلاميا بالرئاسة، وملحقا اعلاميا بمدريد، وزاولت تخصصك عند اعتمادك مراسلا لجريدة الخبرباسبانيا،وحين شغلت منصبك كمترجم بالاتحاد الافريقي بداية الالفية، قابلتك و انت تخطو بثبات على مدارج الوظائف الدولية، لتعين بعد ذلك مسؤولا بقسم الترجمة بلجنة الامم المتحدة بافريقيا بعد دورة تكوين لعدة اشهرفي نيويورك، وهي المهمة التي قدمت من خلالها خدمات جليلة لشعبك بشهادة الجميع، وقمت بها على اكمل وجه طيلة السنوات الاخيرة، الى ان فاجأنا نبأ رحيلك المفجع يوم امس ..
سيذكرك غيري- من معارفك الكثر- وانت الحاج لبيت الله الحرام، بالجدية والنزاهة والرحمة والمودة وحفظ العهود والكثير من الصفات النبيلة والمزايا التي لا حصر لها، لكني ساحتفظ معها باطياف ذكرياتنا التي نسجناها بالكثير من الصدق والثقة والتسامي والمرح ..
كان بيتك بالعاصمة الاثيوبية مضافة تجسد الكرم وتستحضر العادات وكنت للصحراويين ممثلا وسفيرا ولافراد عائلتك الصغيرة سندا ومعيلا ...
نرجو من الله ان ينزل شأبيب رحمته وعزائم مغفرته على روحك الطاهرة في عليائها وان يسكنك فسيح جنانه ويلهم ذويك جميل الصبر والسلوان ...
انا لله وانا اليه راجعون
بقلم: محمد فاظل سلامة جدود (كيلو)

Contact Form

Name

Email *

Message *