-->

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


رحل المناضل المبدئي والإطار الطلائعي ورجل الاجماع الوطني، امحمد خداد بعد صراع مرير مع المرض، وحياة حافلة بالعطاء والتضحية في مقدمة المعركة الدبلوماسية والقانونية ضد الاحتلال المغربي.
وبرحيله تفقد جبهة البوليساريو واحدا من قياداتها الاوفياء ومفكريها النادرين، ومثقفيها الملمين بالعلاقات الدولية ومجريات الوضع الداخلي والخارجي واحد رجالات ثقة الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز المقربين جدا.
ادار العديد من الملفات الثقيلة والحساسة بحنكة واقتدار، وظل بحجم المسؤولية التي جعلته محل ثقة الجماهير.
عرفت القيادي امحمد خداد خلال محطات عمل جمعتني به، ومنحتني الاطلاع على شخصية فريدة ومميزة في البساطة والتواضع وعلو الاخلاق والاسلوب الراقي في التعامل والجدية في العمل واحترام الوقت، فضلا عن ثقافته الغزيرة وإطلاعه الواسع ونظرته العميقة للأشياء.
في سنة 2012 اجريت مع الشهيد امحمد خداد لقاءا صحفيا حول مسار المفاوضات بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي ونظرته الى مستقبل النزاع في ظل العقبات المغربية، وفشل الامم المتحدة في ايجاد حل ينهي النزاع، فتعرفت على جوانب من سيرته النضالية حيث اكمل امحمد خداد دراسته الجامعية تخصص هندسة، شغل عدة مناصب من بينها والي ولاية السمارة، سفير للجمهورية الصحراوية بالجزائر، مسؤول مكلف باوروبا عضو مؤسس لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، مدير مركزي بوزارة الدفاع ، كما شارك في عدة محافل دولية ضمن مؤتمرات الأمم المتحدة، حركة عدم الانحياز، الوحدة الأفريقية، الاتحاد الإفريقي.
مثل جبهة البوليساريو في أول لقاء رسمي مع المغرب في بماكو اكتوبر1979 برعاية الرئيس المالي موسى تراوري، وضم الوفد المغربي آنذاك رضا كديرة وبن سودة مستشاري الملك الحسن الثاني، إضافة الى الجنرال احمد الدليمي.
كما شارك القيادي امحمد خداد في اللقاء التمهيدي للمفاوضات مع الحكومة الموريتانية 1978 بباريس قبل توقيع اتفاقية السلام 5 غشت 1979 والتي بموجبها اعترفت موريتانيا بالجمهورية الصحراوية سنة 27 فبراير 1984.
واكب امحمد خداد مسار المفاوضات منذ نهاية 1995 حين عين مكلف بملف الاستفتاء والمنسق مع المينورسو والمكلف بالعلاقات الخارجية لجبهة البوليساريو وظل يناضل باستماتة من اجل حقوق شعبه المسلوبة حتى وفاه الاجل المحتوم اليوم الاربعاء.
من الطرائف التي تحضرني مع الشهيد امحمد خداد خلال رئاسته للجنة الوطنية المشرفة على انتخابات المجلس الوطني الصحراوي سنة 2014 طلب مني المساعدة في اعداد التقرير النهائي لعمل اللجنة من خلال برنامج باوربوينت المخصص للعروض التقديمية لاظهار احصائيات العملية الانتخابية ونسب المرأة والشباب وحملة الشهادات الجامعية وبعد نظرته الى نسب النجاح بولاية السمارة لاحظ احد المترشحين حصل على نسب متقاربة في مختلف الدوائر، وكان مؤشر النجاح شبه مستقيم في كل خانات الجدول، فتساءل عن هذا الشخص الذي لم تأت به القبلية على حد تعبيره، فكان المعني هو الاستاذ التاقي مولاي ابراهيم.
وكان رحمه الله حريصا اثناء عملية التحضير على التوعية بانتخاب الاداة الفعالة التي يمكنها ان تحقق امال وطموحات القاعدة الشعبية.
رحم الله الشهيد امحمد خداد وكل شهداء القضية الوطنية
ـ حمة المهدي

Contact Form

Name

Email *

Message *