-->

على أي نحو يجب ان نتحرك ؟ ( 2 )


لا توجد قوة مهما كانت ولا تستطيع تغيير معطيات واقعنا إذ لم نكن نحن أداتها في التغيير ...فالحسم في المسائل و القضايا المصيرية ، تحدده افعالنا وما نريد ، ومدى اقتناعنا بها ، والى أي مدى يمكننا التوقف في الوقت المناسب لتصحيح المسار ، والقدرة على التضحية في سبيل تلك الغايات والأهداف.
إن معركة البناء التنظيمي وفي مرحلة متقدمة من التطور تكتسي طابع الحاجة الدائمة للتقويم ...تلك الحاجة التي تدفعها عوامل الرفض و الانسياب التنظيمي في التعاطي مع معيقات العمل الموجب للرضا وحلوله كنهج يغذي المسلك والمشروع .
إن تحقيق الإجماع ينبغي أن يكون نتاج حوار شفاف وصريح تعززه قيم التحقق التاريخي والتمحيص الدقيق للمطالب والامكانيات وكذا الشرح المتبصر للأفق .
إن التعبير عن التوافق يستدعي المكاشفة الصريحة ... و تقدير الأهمية لقيم المصارحة التي أفقدتها سنوات التخبط مقاصدها النبيلة وضروراتها العضوية والتاريخية .
إن الظروف الحالية..مهملة من حيث التعقيد بالمقارنة مع الظروف في بداية الكفاح ... و إبان اندلاع الثورة.. التي اندلعت على أشياء حتميا أن تقع.. و ليست على أشياء موجودة في ذلك الوقت..و تلك الأشياء قد تحققت فعلا...مثل تحقيقها اختراقا حقيقيا في التجربة الانسانية....وهو أمر يتطلب المقارنة بين الظرفين من حيث:
1- الرصيد إبان الظرف .
2- الامكانيات البشرية و المادية..و التنظيمية.
3- تعدد أوجه و أذرع الجبهة المعادية ...
4-المكانة..
5-وضوح المشكل..و تصنيفه.. من حيث المرجعية القانونية...الخ
إن التوقف الإجباري - بصدد الاصلاح - الذي ميز التجربة التاريخية الوطنية لم نجني منه الكثير ...وما ميز لحظة التحولات الكبيرة والمرجوة لدينا هو الخوف من أن نفقد ما اعتبرناه في اللاوعي التنظيمي للأطر ،قيمة المسؤولية ...انه خوف مشروع ولكنه معطل لأي تقويم ولأي حركة تبتغي الدفع دون المساس بالمقدس وبالمرجعيات ..إن شعور الخوف لم ينعكس خوفا محفزا بل تحول إلى أداة فرملة بنيوية و انزياح طلائعي مدمر .
فهل الحل السلمي وما يترتب عليه خيار استراتيجي لا رجعة فيه ...ماذا اعددنا له بعد اربعين سنة ( مركز دراسات على الأقل) ...هل اخترنا حربا دون أسلحة و دون عتادها .؟
إننا بحاجة إلى إعادة مراجعة ذاتية ، وطنية وصادقة دون مواربة تكون أرضيتها للنقاش محور مانقدر عليه و مدى فعلنا انطلاقا من :
✓ ما نقدر عليه ، ويجب علينا فعله ( الديمقراطية ذات المعطى الوطني الخاص ، محاسبة الأداة ، اختيار الأداة الفاعلة ، التقويم ، التصحيح، إعمار الأراضي المحررة ، نقاش الخيارات الإستراتيجية ، تحيين الخطاب ، احترام الاختصاص، رعاية التواصل الجيلي والتحول من شرعية التأسيس الى شرعية الكفاءة والنزاهة ...)
✓ ما نقدر عليه ، و لا يجب علينا فعله ( التعددية ، تجاوز وحدة التمثيل ، تكريس الفرقة والاصطفاف ، التمايز القبلي وجعله معيارا للتعاطي والفعل ، الخضوع للقبلية والتسيب ، تكريس الفساد ، إدارة الواقع بسلبية....)
✓ ما لا نقدر عليه ، و وجب علينا فعله ( مواجهة العدو المتعدد الاذرع والأوجه في ميزان العدة والكم ، الانخراط بوعي في لعبة المحاور الدولية بما يضع المصلحة فوق الاعتبار ....)
✓ ما لم ولن يقدر العدو على فرضه ، وما لا يجب علينا فعله ( الاستسلام ...)
إن حركة التحرير الوطنية لم تعدم الوسيلة يوما لتحقيق أي اختراق سيما ذلك الذي ارتبط بالإنسان ... بما تحمله اهدافها من قدسية .. و عظمة في القيم ...والنبل في المقاصد ..وما قدم من تضحيات 
ان اكتساب صفة الجمود مدمرة ...ويجب أن نتحرك ...وانتظار الفعل ، سكون قاتل ...فما يرتبط بفعل الجبهة المعادية - وليس العدو وحده - في الآونة الأخيرة يشئ بالكثير ...إنه فعل يحظى بالتنوع والتعدد في أشكاله والتحديث المستمر لشخوصه وخطابه .... فالجبهة المعادية تعتبر الظرف الحالي ..لحظة المرور السريع ... وساعة توجيه الضربة القاضية دون توجيه رصاصة واحدة لصدورنا ...
فهل نحن على استعداد لمواجهة التحديات الجديدة ..ولإدارة معركة وعي تجري على قرب متناهي منا و بين ظهراننا .؟
إنها لحظة مفصلية تستدعي الانخراط بوعي في عقد جديد ..وبعقل جديد ... قيمته التميز ...وصناعتة التفرد والأمل .. كل على مستواه وفي حدود امكاناته وفي جغرافيته الظرفية ...والاستثمار في النجاحات الفردية وتجديد العهد لحركة التحرير الوطني الصحراوي ...فكل فرد - مواطن فالجمهورية - هو فرع متجدد وقوة دفع يصب في الواد الكبير ..صوب الهدف النبيل ...بناء الوطن الحر ودحر الغزاة.
والمطلوب اليوم ...هو التوصل الى تقاطع مقبول في القراءات لتوصيف الحالة التي نحن فيها..و الحصول على اتفاق مقبول يحدد الأولويات...و تصور آليات للعمل لا تثير الخلاف...فتوصيف الحالة...يتطلب الاطلاع و تحديث المعلومات...و التواضع الكبير...
بقلم : محمد أعلي (الفاروق)

Contact Form

Name

Email *

Message *