رسالة للأجيال الجديدة الصحراوية المؤمنة بالاستقلال .. التواقة للحرية والكرامة ..
في البداية ... علينا أن نتفق كاجيال جديدة للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بأن الشعوب الساعية للحرية لا يمكن أن يقودها إلا أبناؤها المخلصون ..وبان ما أخذ بالقوة لايرد إلا بالقوة ... وبأن للحرية الحمراء باب بكل يد مدرجة بالدم يدق ...
علينا ان نتفق :
بأنه ومنذ أن تفتحت أعيننا على نور الشمس- أخذت الجبهة الشعبية لتحرر الساقية الحمراء ووادي الذهب كحركة تحرير وطنية ، وكتنظيم سياسي ــ يؤطر كل الصحراويين المؤمنين بالحرية والاستقلال ــ على عاتقها تنشئتنا وتربيتنا ، وعشنا حياتنا منذ الطفولة في ظلها وتحت رعايتها .
ومهما ادعى بعضنا أنه "عصامي" المئة في المئة ، وأنه كون نفسه من " لا شيء " بعيدا عن أي دور للجبهة وتأثير المجتمع الذي نشأنا فيه ، وأنه لا يدين لهما بشيء ، عليه أن يعترف بان الشعب الصحراوي من خلال ممثله الشرعي الوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد كفاح مرير ونضال مستميت والتضحية بالكثيرمن العرق والدموع والدماء ، هو الذي انتشلنا من نمط حياة ومن واقع إلى نمط حياة وواقع مغاير تماما ، وقدم في سبيلنا أجل التضحيات ، من خلال رعايتنا وحضانتا ، وتربيتنا وتعليمنا وتكويننا .
علينا ان نتفق :
بان هناك من يرى الامور وفق مصلحته الخاصة فقط ، ولو كلفه ذلك بان يحمل معوله ويهدم به بيته ووطنه واحلام شعبه ، وهو ما جعلنا وللأسف لم نستطع لحد الساعة التفريق بين الجبهة كتنظيم وكحركة شعبية وطنية تحررية ــ لها منطلقات ومباديء واهداف وقيم وثوابت قامت على أسس الوحدة والصمود والاستمرارية والتفاني في العمل والصبر على المتاعب والقدرة على مواجهة الصعوبات ، أسسها رجال ونساء في ريعان شبابهم لغايات ومقاصد سامية ونبيلة يدركها القاصي والداني ، وغرست جذورها بسواعد الاف الصحراويين والصحراويات وسقيت بدماء الاف الشهداء ــ وبين الأطر القيادية التي تتولى مختلف المهام والمسؤوليات على مختلف المستويات والتي لها ما لها وعليها ما عليها .
علينا ان نتفق :
إن الجبهة كحركة تحرير راكمت تجربة قل نظيرها في تاريخ حركات التحرير، ورغم بانه لا يمكننا نكران بان تلك التجربة رافقتها بعض الشوائب والنقائص ، ورغم ان المحصلة النهائية للتضحيات التي قدمها الشعب الصحراوي بكل مكوناته ، وللجهد المبذول والعطاء المستمر لم تكتمل بعد ، إلا ان هناك مكاسب كبيرة تحققت يشهد لها العدو قبل الصديق علينا ان نعتز ونفتخر بها ، اهمها تنظيم وصمود ومقاومة الشعب الصحراوي ، واعتراف العالم بمثالية وحنكة وقدرة ونموذجية وثبات جبهة البوليساريو وتميزها كحركة تحرير ، ناهيك عن مكانة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في مختلف الهيئات ، والانجازات الكثيرة التي تحققت في ظلها .
علينا ان نتفق :
بان تنظيمنا الوطني السياسي بحاجة ماسة لأن يضخ دماءا جديدة في كل مفاصل الحركة والدولة ، وبالتالي علينا أن نعد انفسنا لنكون خير خلف لخير سلف ، وأن نختار – عن بينة وكفاءة واستعداد - الدور الذي علينا أن نلعبه لصالح شعبنا وقضيتنا الوطنية ، وأن نبادر- دون تردد ولا تسويف - إلى القيام بذلك الدور بكل وعي ومسؤولية ، ومن أجل ذلك علينا ان نعمل دائما على ان نكون جيل طموح منتج ومبدع ، يؤمن بأن طريق النجاح الوحيد المفضي للاستقلال هو طريق الصمود والتضحية والعمل والكد والجد ، وان نسجل في رصيدنا كأجيال جديدة مساهمة عملية ملموسة ، نستحق من أجلها التقدير والاحترام .
علينا ان نتفق :
باننا مطالبون بإدراك ما لنا وما علينا، والاعتراف بإننا مدانين للمجتمع الذي نشأنا وترعرعنا فيه ولدولتنا ولتنظيمنا الذي احتضننا بديون ثقيلة لا نستطيع أداها ولا ردها إلا إذا كنا اوفياء لعهدنا ، مخلصين لوطننا ولشعبنا ،متمسكين بقيمنا وثقافتنا ، واعين بالمهام والمسؤوليات الملغاة على عواتقنا ، ومستعدين للتضحية بكل شيء من اجل تحقيق الاهداف السامية التي اعطينا من اجلها الغالي والنفيس .
علينا ان نتفق :
بإن شعبنا يعلق علينا امالا كبيرة وينتظرا منا تحقيق تلك الآمال ، وبالتالي فعلينا أن نكون على درجة من النضج والوعي والشعور بالكرامة والاعتزاز بها تجعلنا لانرضى لأنفسنا بأن تكون وظيفتنا في المجتمع قاصرة على الاستهلاك والاجترار ، والبحث عن الاخطاء والزلات مهما كانت بساطتها وتعظيمها بدلا من التفكير الواعي في كيفيات وطرائق معالجتها ، وان نفكر في كيفية استغلال وتوظيف مواهبنا المختلفة لتوعية شعبنا ، ومواجهة الهجمة الشرسة للاحتلال المغربي المتعددة الاوجه ، بدلا من استنزاف طاقاتنا وتضييع وقتنا وهدر إمكانياتنا وتشتيت جهدنا في قضايا وامور غالبا ما تشكل فرص تخدم عدونا ، يستغلها ويوظفها لاستهداف عقولنا ومعنوياتنا ومكاسبنا ، ووجودنا كشعب وككيان وكدولة أصبحت تتبوأ مكانتها في مختلف الهيئات والامم .
علينا ان نتفق :
إننا امام مفترق طرق تحفه أخطار وتحيطه عقبات ، وباننا وكما قد اثبتنا للعالم اكثر من مرة بأن لنا القدرة على تخطي العقبات والتغلب على الصعوبات التي تواجهنا مهما كانت صعوبتها واجتياز الحواجز والعوائق التي تقف في طريقنا مهما كانت طبيعتها ، علينا ان نثبت الان بأن ثقتنا بذاتنا كشعب وتمسكنا بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كحركة تحرير وممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي ، وقناعتنا بحتمية النصر وإصرارنا على الحرية والاستقلال ،عوامل ستدفعنا باستمرار لمواصلة الكفاح بفاعلية أكبر وبتصميم أشد ، وللتأكيد باننا سوف لن ننحني للمهانة ولن نستكين للخذلان ، وبان امالنا ستتجدد مع شروق كل شمس جديدة .
وختاما علينا بان نتفق :
بان في مثل هكذا ظروف تزداد حاجتنا لبعضنا البعض ، الشباب وقوته وعزيمته ومقدراته العلمية والثقافية والمعرفية ، والاباء وتجربتهم وقدرتهم على التحليل والتقويم للأمور، والاجداد بما لديهم من خبرة وتجربة وتاريخ ، وبأن الشعب الصحراوي اليوم في أشد الحاجة لسواعد أبنائه وفلذات أكباده ، الذين بذل في سبيلهم النفس والنفيس ، وبان الظروف الحالية فرصة قل نظيرها لنثبت كشباب وجودنا، وننال ثقة شعبنا والقائمين على تنظيمنا السياسي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمؤاء ووادي الذهب ، وسبيل لأن تخلد أسماءنا في تاريخ كفاحنا الوطني دون الحاجة لأن يكون لظهورنا على مسرح الحياة ظهور ، فيمكننا ان نترك بصماتنا كعابر السبيل الذي لم يعرف أحد هويته ولا شخصيته، فعاش ومات دون أن يشعر بوجوده أحد .
بقلم : وزير الشباب والرياضة ، موسى سلمى لعبيد