حوار عابر مع الرئيس الشهيد .
بقلم : محمود خطري
تحل السنة الرابعة لرحيلك ابها الرئيس ونحن نبحث عن حجر نسد به ثغرة بقيت في صفوفنا يوم رحلت الى دار البقاء .
هل تسمح لي أيها الرئيس أن اخبرك ببعض مما حدث بعدك ؟
فانا لم أكن يوما من مقربيك الذين كانوا يخبرونك بالواقع حقيقيا كان أو مزيفا ، ولم ألتقي بك إلا مرتين تقريبا ، فأنا مواطن بسيط من هذا الشعب الصادق الذي أحبك دون زيف أو دعاية .
ساخبرك بشيء واترك اشياء لضيق الوقت ، لقد سمعت انك كنت مستمعا جيدا ،فقد اخبروني انك نهضت في الثانية فجرا كي تستمع الى مجنون طرق باب بيتكم فجأة يريد أن يشيد مطارا دوليا في المخيم !!
فاسمع مني ...
يسعدني ان اخبرك ان القضية مازالت في قلب الشعب الذي كنت تراه أبا ضامنا لسيرورة النضال ، وكان يراك أبا نصوحا تفعل ماتراه مناسبا من وجهة نظرك حتى وإن لم يرض عن قراره الابناء .
لكن ما ان رحلت حتى تركت له اخوة يوسف ، فأتمروا لرمي تاريخك في الجب ، واولهم من كان لك فضل عليهم ،ممن تسلقوا سلم الثورة ولم يكن لهم فيها سابق عهد ولا فضل جهاد !
يؤسفني ان اخبرك ايها الشهيد ان الرفاق تركوا خليفتك وحيدا يحارب " الهنتاتة " لذلك لم يستطع كسر شوكتهم ولا قطع ايديهم وارجلهم من خلاف .
وهل تعلم ان الرئيس ابراهيم غالي أول رئيس صحراوي يزور الشقيقة موريتانيا ؟ وان البخاري احمد رحل ؟ وامحمد خداد ايضا رحل ؟ رحمها الله ، كلكم ترحلون ولا تتركوا لنا ارشيفا لتجاربكم وخبراتكم ؟ بل تتركوا لنا الذكرى فقط .
وهل تعلم ان الجيش لم يعد له وزير ؟ وان الاحتلال المغربي اصبح يجلس معنا في قمم الاتحاد الافريقي ؟
واننا ضيعنا فرصة ثغرة الگرگرات ؟ وان دبلوماسيتنا مازالت على حالها وان من عينته وزيرا سابقا أسس حركة مشبوهة تحاول تقسيمنا الى ملل ونحل ؟
مازال ملف الارض المحتلة معقدا والانتفاضة نشهد مدا وجزرا بسبب ضعف التسيير وسوء التدبير .
آه لقد كدت أنسى ان كورونا حاصرتنا ولم نعد نستطع شراء رغيف خبز والهلال الاحمر عاجز عن زيادة " غرفة التوزيع " بسبب الازمة ولكن الله حفظنا من شر ما يعصف بالعالم من وباء له الحمد والشكر .
شيء واحد أستطيع اثباته لك ان هذا الشعب العظيم مازال صامدا وسيبقى ، وأن أعداءه هنا وهناك سيفشلون ، فالشعوب وحدها من تقاوم الاعصار ، وذاكرة الشعب وحدها من تحفظ اسماء من اخلصوا له يوما ورحلوا عنه ، فهم وحدهم من يستحقون آيات الحب والتبجيل .