-->

فلسفة إعلان الثورة في الساقية الحمراء ووادي الذهب


"الثورة أعلنت في الساقية الحمراء ووادي الذهب لأنه موجود شعب، حتمياً موجود شعب.. هذا الشعب لهُ كيانه له حضارته، له مبادئه، له أفكاره وله تنظيماته.. على رغم خطط الإستعمار والرجعية". ـ الشهيد الولي مصطفى السيد ـ
لم يأت اعلان الثورة الصحراوية اعتباطيا او من فراغ، بل كانت فعلا منظما ومخططا له، وفلسفة عميقة مبنية على مبدأ الذود عن حياض الوطن والدفاع عن كرامة الشعب واستجابة لرغبة شعبية جامحة، تؤطرها نخبة ثورية ميدانية، قادت عملية التحضير التي شملت كافة المناطق الصحراوية ومختلف تواجدات الجسم الوطني، لتتوج تلك التحركات بتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم 10 ماي 1973 والتي جاء في بيانها التأسيسي "تتأسس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كتعبير جماهيري وحيد، متخذة الكفاح المسلح وسيلة للوصول بالشعب الصحراوي العربي الإفريقي إلى الحرية الكاملة من الاستعمار الإسباني وضرب مؤامراته".
مباشرة بعد الاعلان عن ميلاد الجبهة الشعبية بدأ التحضير لعمل مسلح يترجم البيان وشعار المؤتمر التأسيسي "بالبندقية ننال الحرية" وبناء النواة الاولى للمقاتلين ودراسة المواقع القابلة للتواجد وضمان الامداد وتوزيع المهام على فروع التنظيم، مع التركيز على الارض المحتلة والدفع بالتأثير على الادوات المستعملة من طرف المستعمر (شرطة، شيوخ، أفراد التشكيلات البدوية والتجار) واهم من ذلك تشكيل خلايا نوعية للعمليات الفدائية واقتحام المقرات الرسمية وتخريب مرتكزات الاحتلال الاسباني وتخويف مستوطنيه لزرع الرعب في القوى الاستعمارية والتعجيل برحيلها من الوطن المغتصب.
وبهذه النظرة الثاقبة والحدس الصادق وخلال فترة وجيزة استطاع الولي الذي اتصف بكل مقومات القيادة والزعامة بذكائه الفذ وفطنته الخارقة ان يؤثر في النخبة الشابة ويدفعها معه لإقناع الجماهير بضرورة الانخراط في مشروع الثورة، وباعتماده على استنهاض مكامن القوة وإتقانه الجيد لفنون الخطابة، و اساليب التأثير، خاطب الولي الجماهير الصحراوية بلغة تعتمد المقارنة بين واقع الاستعمار وآفاق الثورة وضرب الامثال بالبيئة المحيطة والقريبة من الذهنية الصحراوية، لاكتمال الفهم الجيد لمرامي الكفاح وبطرق الاقناع هذه استطاع فتح قلوب وأذهان الصحراويين، ومن خلالهم تدشين ساحات جديدة للحرب مع مخلفات الاستعمار وتأجيج حركة التظاهر والاحتجاج بالمدن الصحراوية، وجعلها ساحة حرب مفتوحة مع قوى الاستعمار والهيمنة، فانخرط الصحراويون في صفوف الثورة أفواجا يحدوهم الامل في وطن حر ودولة مزدهرة وشعب كريم.
كتاب: الثورة الآن أو أبدا ـ حمة المهدي ـ ص 24

Contact Form

Name

Email *

Message *