-->

حكم الاقزام .....الجزء الثالث

بعد تأسيس الأمانة الوطنية وماسببه من امتعاض لأعضاء اللجنة التنفيذية، حاول الرئيس الراحل محمد عبدالعزيز أن تكون لهؤلاء مكانة مميزة داخل النظام في ثوبه الجديد، ومنهم من أثبت أنه أهلا فعلا لهذه المكانة فجعله الرئيس في خانة صناع القرار المقربين منه ، ومنهم من كان وجوده في هرم السلطة من عدمه سواء، فأصبح مجرد معادلة بسيطة في لعبة التوازنات المجتمعية وأضحى بعيدا عن مركز القرار من خلال التقهقر في السلم الوظيفي إلى مناصب دنيا لا يمكن أن يقبل بها أي رجل تاريخي في الحركة فمابالك بعضو للجنة التنفيذية، وكان من ضمن هؤلاء الرئيس الحالي الذي يعرف الجميع كيف تحول من اول امين عام للجبهة إلى مجرد ممثل للحركة في اسبانيا .


وبعد المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو ، قام الرئيس الراحل بتعيين ابراهيم غالي كمسؤلا لأمانة التنظيم السياسي وهذا ما أثار حفيظة هذا الأخير الذي يبدو أنه الف الحياة بعيدا عن اللجوء منذ تعيينه ممثلا في اسبانيا، وتزامن امتعاضه للتعيين الجديد مع رفض شديد لوزير الدفاع السابق المجاهد محمدلمين البوهالي لتولي وزارة البناء واعمار المناطق المحررة معتبرا هذا التعيين محاولة لطمس تاريخه العسكري الذي يشهد عليه الجميع .
وبما أن السيد البشير مصطفى السيد عادة ما يستغل مثل هذه الفرص لتحقيق مكاسب سياسية جديدة،فقد انضم إلى رفاقه القدامى في اللجنة التنفيذية (ولد البوهالي وغالي) في رفضهم لتعينات الرئيس الاخيرة وشكل هذا الثالوث تحالفا سياسيا لكل منهم هدف خاص به ، ولعل الوحيد الذي اتضح هدفه من هذا التحالف هو ولد البوهالي الذي لم يكن يطمح سوء للعودة إلى المؤسسة العسكرية ولو تطلب الأمر أن يتحول الى مجرد قائد كتيبة على حد تعبيره .
تفطن الرئيس الراحل محمد عبدالعزيز إلى أنه لو ترك الأمر على حاله قد يخرج عن السيطرة ،ففكر في حيلة تمكنه من تشتيت هذا التحالف وذلك من خلال استقطاب الحلقة الأضعف .
وبما أن الرئيس يعرف جيدا أن ولد البوهالي لا يرضيه سوء العودة للمؤسسة العسكرية ولن يتراجع عن مطلبه وبالتالي محاولة استمالته تعد ضربا من ضروب الخيال وبما أنه يعرف أن البشير مصطفى من خلال تجارب سابقة انسان مزاجي متقلب ، فقد وقع اختياره على ابراهيم غالي من أجل ضرب هذا التحالف في مقتل،لكن السؤال المطروح : كيف سيتمكن الرئيس من تشتيت هذا التحالف
بقلم الاستاذ: التاقي مولاي ابراهيم

Contact Form

Name

Email *

Message *