العبرة من ثلاثة مصابيح تنير سبيل الكرامة
ثلاثة منارات وضاءة أضاءت طريقنا من منذ الارهاصات الاولى للقضية الوطنية في اواخر الستينات الى الاستقلال.
-الاول أضاء البداية وحشد الطاقة وعرى زيف ادعاءات الاستعمار وشحذ الهمم وايغظ الضمائر.
- الثاني وضع الخطة وبنى الاساس وشيد الاعمدة واقام الطريق وانارها وثبت القواعد.
-الثالث شيد البناء، بمواصلة المسيرة وتنفيذ المشاريع وتحصيل المكاسب، حتى اصبح شعاع الاستقلال يضيئ مضاربنا.
تحتضن سبعة عشر يوما عندنا ثلاثة ذكريات في تسلسل زمني مذهل، متقارب مترابط الاهداف متتابع الاحداث، فإن التفتنا الى الوراء من على منبر اولاهم نتبين ان الثانية تقصر عن الاولى باسبوع ويوم واحد، والثالثة تقصر عن الثانية باسبوع ويومين في سياق عجيب في بعده وتقاربه في آن واحد، لحكمة يعلمها مدبر الاكوان، تعكس منطق حسابي خفي لا يتضح الا عند تأمله، وكنأنه سلم نتسلقه الى اقطاري العلى، يتخيل للمتأمل فيه انها جملة خطط اوعدت اولاهم في غضون اسبوع ويوم للتقييم واعدت الثانية في اسبوع آخر ويومين للتقيم ليتسلمها الشعب الصحراوي كخطة متكاملة تمثل دليل مجد ابدي، والغريب هو ان الاولى تحمل الرمز الجامع المشفر (17)، 17 ينيو> 9 يونيو > 31 مايو، ذكريات خمسين، اربعة واربعون، واربعة.
والقصور الزمني قد يرمز الى ان كل شيئ ناقص ما لم نستشهد او يتحقق النصر والبركة في العد التنازلي لقوة العدو.
إن تجديدنا لهذا العهد هو تخليدنا لذكريات ثلاثة رجال اقل ما يقال عن كل واحد منهم انه كان نبتة مجد عظيمة، اصيلة، تدل على عظمة الشعب الصحراوي وقدرته على صنع المستحيل، ذكريات سقوط ثلاثة مهندسين للمشروع الوطني، اراد لهم اللّٰه تعالى ان يكونوا المثل الاوفى لقوله: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللّٰه عليه:، ارواح ثلاثة عظماء مثلت سلما لصعود شعبنا ليأخذ مكانته التي تليق به بين الامم، ثلاثة رجال كالاثاف بنوا قواعد واعمدة يستند عليها جسر كرامتنا، هذا الجسر الذي جسدت قوافل شهدائنا، الواحه ودسره ليكتمل تعبيد الطريق الى الحرية والكرامة رغم انف الطامعين، ثلاثة اعلام من النوع النادر الذي كان يذكر ولا يرى، ذكريات حملت كل معاني الصدق والوفاء والتجديد الدائم للعهد مع الوطن والشعب والشهداء.
وإنها لفرصة لتجديد العهد وتأشير الطريق وتطهير النفوس من شوائب التعب وغبار السفر وعنائه، فشدوا الاحزمة واحشدوا الحشد لتقريب النصر.
2020/06/12
محمد فاضل محمداسماعيل obrero