الشهيد الولي مصطفى مفجر للثورة ومؤسس للدولة
يخلد الشعب الصحراوي الذكرى ال 44 لاستشهاد مفجر ثورة العشرين ماي الخالدة الزعيم والقائد الشهيد الولي مصطفى السيد يوم 9 يونيو 2020.
يعتبر تخليد استشهاد الولي يوما أيضا للشهداء بالوفاء وإلاخلاص لعهدهم حتى تحقيق الاستقلال وقيام الدولة الصحراويةالتى اعلن مفجرالثورة شهيد الحرية والكرامة الولي مصطفى عن ميلادها في 27فبرائر 1976 بعد ثلاث سنوات من تأسيس الجبهةوإعلان الكفاح المسلح 10 و20ماي1973، وقيام الوحدة الوطنية 12اكتوبر 1975.
في كل هذه المناسبات الشامخة،التي يصعب الحديث عنها كان الشهيد الولي حاضرا بقوة وعظمة.يعدالشهيد الولي مصطفى السيد بالمفكر والزعيم التاريخي الذي سجل بتضحياته وعطاءاته باحرف من ذهب محطات ناصعة من المجد والفخر والاعتزاز للشعب الصحراوي .
الولي مصطفى هو ذلك الشاب اليافع الذي انبرى ،وسطع نجمه وهوطالب جامعي حاملا لمشعل النضال ،والافكار التحررية والتطلعات،المعبرة عن تأثره العميق ورفاقه لما يعانيه شعبهم الذي يئن تحت وطأة الاستعمار الاسباني الجاثم منذ مائة سنة على ارض الساقية الحمراء،و في اجواء مشحونة بالرفض للاستعمار والأطماع التوسعية الحاقدة علي شعبنا،الرامية إلى نفيه من الوجود،كتب التاريخ الصحراوي اسم الشهيدالولي مصطفى السيد في سجل القادة العظماء الذين قل نظيرهم رمزا للتحرر في الساقية الحمراء ، لعبقريته و فكره الذي مازال نبراسا ينير دربنا إلى اليوم .
كان الشهيد الولي مصطفى في العشرينيات من العمر لايؤمن ولا يعترف بالمستحيل لمن يقرأ مساره وسيرته سيجده ظاهرة نادرة، لتعدد كفاءاته ومايتمتع به من قوة الشخصية والإقناع والتحليل العلمي.
خاض الشهيد الولي مصطفى أرقى صفات الجهاد و اسمى صور النضال على مختلف جبهات الكفاح الوطني ، واضعا بذكائه المتقد في ظرف وجيز وبهمة عالية، معالم الدولة الصحراوية المنشودة والحركة التي ستخوض الكفاح التحرري الصحراوي مع ايمان عميق بقوة الشعب الذي افرد له الكثير في خطبه ، مع استشراف المسارات التي تضمن الاستمرارية و عوامل النجاح،.
اسس الشهيد الولي مصطفى السيد لجيش التحرير الشعبي الصحراوي ، وقاد بنفسه وهو الامين العام للبوليساريو ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المعركة التاريخية - معركة نواقشوط - التي حددها كنقطةاستراتيجية من أجل شل وافشال إحدى جبهات التآمر والتقسيم، ومالذالك لاختيار من اهداف مختلفة، تجسيدا لمقولته اذا ارادة القدرة الخلود الانسان سخرته لخدمة الجماهير .
إذ يعتبر الشهيد الولي أن الشعب الموحد والمنظم هو القادر على فرض الأهداف والقوة الضاربة التي عليها تتكسر كل المؤامرات والتحالفات، و ان الوحدة الوطنية التي كان ملتقى عين بنتيلي 12 اكتوبر 1975 ( 17 يوما قبل الغزو المغربي 31 اكتوبر 1975 ) مرجعيتها واسمنتها،هي المنعطف الكبير في الالتفاف الشعبي حول الممثل الشرعي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب محذرا من المساس من هذا البناء والابتعاد من فتيل تفجيره الذي وصفه بالقنبلة الموقوتة.
لعب الشهيد الولي أدوارا عملية في ميادين الكفاح كمخطط استراتيجي وتكتيكي و منفذ تاركا بصماته في توعية وتأطير الجماهير وفي السياسة ولاعلام والدبلوماسية،متنقلا رغم صعوبة الظروف والاكراهات الكثيرة ،حاملا هموم الوطن لعدد من الدول، مرافعا بكل ثقة وجدارة امام الزعماء والرؤساء وممثلي والقوى السياسية عن قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار وعن حق الشعوب المظلومة و المهيمن علبها سياسيا ،اقتصاديا وثقافيا من قبل الاستعمار وادواته.
يتميز الشهيد الولي مصطفى بالرؤية الشاملة والالمام الكامل بتفاصيل واقع شعبه من نقاط الضعف والقوة وبدور الاطار والمسؤولية الملقاة عليه في قيادة الجماهير وتوجيهها والتفاني في خدمتها. كان استشهاده في العشرينيات من عمره خسارة كبيرة للقضية ولكنه بذلك إنما أراد أن يعطي المثال للقائد والإطار وربط القول بالفعل ووهب نفسه فداءا الوطن وسيبقى خالدا في وجدان الشعب الصحراوي .
لايسعنا الا أن نترحم على روح الشهيد البطل المقدام الولي مصطفى كما نترحم في هذا اليوم العظيم علي كل شهداء الشعب الصحراوي.
المجد والعزة والخلود لشهداء شعبنا والذل والعار للاعداء
محمد المين اباعلي
9 يونيو 2020 .