-->

الشهيد بشاري ولد صالح : المقاتل الثائر و القدوة الحسنة.


يقول المفكر والأديب غسان كنفاني: الإنسان في آخر الأمر، قضية.
ترددت كثيرا قبل أن أكتب عن هذه القامة الوطنية والنضالية الرفيعة و الصادقة، المشهود لها بالمصداقية و الروح القتالية التي صقلتها بطولاته بساحات المجد و الشرف ، وزاد ترددي عميقا عندما قرأت كل ذلك السيل من المكتوب والمنطوق مدحا و رثاء في حق الشهيد بشاري صالح حيمد ، سواء من الذين عاشروه أو جمعتهم به لحظات إنسانية أو نضالية متقطعة... وقالوا فيه أشياء كثيرة و رائعة بالرغم من أنها لن تفيه كل حقه بالنظر لمساره النضالي الاستثنائي و المتميز.
كتابات تحدثت عن الشهيد بشاري المقاتل المقدام ، والجريح، والمناضل الدبلوماسي الصلب، وإلانسان، ابن عائلة الشهداء و الجرحى والأسرى ، تلك العائلة العريقة في النضال و العطاء ضمن السيرورة الوطنية التحررية .
من الصعب جدا الحديث عن الرجل و حصر مناقبه و خصاله، لكن ماذا عساي أن اقول في حق هذا الشهيد مهما تفننتُ في سبك اللغة وفذلكتها... أو لجأت في وصفه لكل القواميس و المعاجم ، و أنا أعلم أنني عاجز وأقر بذلك أمام هذا التراكم الكفاحي والعطاء اللامحدود..
كل الذين واتتهم الفرصة للقاء الشهيد بشاري ولد صالح، اكتشفوا أنهم يقفون أمام ثائر ملهم ،حديثه وسلوكاته مثال رائع في البساطة والتواضع الثوري، شعلة من الأمل و التفاؤل المفرط في بعض الأحيان ، ولكنه مدجج بعزيمة و نفس طويل قل نظيرهما... بتلك الصفات الاستثنائية حاول أن يعيش عالمه في حالة طوباوية - بالمعنى الإيجابي للكلمة - مرتفعة جزئيا عن الواقع، ولكنه غير منفصل عنه كليا ، بل ينأى بنفسه عن تفاصيل وروتين الحياة المملة وفي بعض الأحيان تلك الدروب والممرات القذرة والعفنة ، وضعية يحقق فيها الشهيد الالتقاء الطبيعي مع المبادئ والأفكار والقيم التي يؤمن بها ومن أجلها قدم كل شئ، وهو ما يجعلنا بالنهاية أمام حالة إنسانية وثورية غير عادية.

الشهيد بشاري ولد صالح وغيره من الشهداء هم وحدهم القدوة لنا جميعا ، لأنهم الصناع الحقيقيون للثورة بالساقية و الوادي، هم نتاج خالص لهذه الثورة العملاقة بعيدا عن أي مؤثرات خارجية مؤدلجة تحاول أن تصنع للأجيال المتلاحقة نموذجا-اللاثوريا- على المقاس "معجون" ، وتريد بذلك إحداث انقلابا مقنعا ومقولبا على منظومة قيمنا الحقيقية، وبالتالي تغتال معنويا ذلك الثائر العقائدي الذي رسمت ملامحه وشكلت صورته الحركة الثورية العالمية في مخيالنا الجماعي من أمثال : تشي كيفارا، وفيدل، ومهاتما غاندي، ومصطفي بن بولعيد، والعربي بن لمهيدي، ونيلسون مانديلا، وعمر المختار، وباتريس لومومبا، وكوامي نكروما، وغوفان مبيكي، وعبدالكريم الخطابي، ومراد ديدوش، وماوتسي تونغ، وهو شي منه، والجنرال جياب، وجورج حبش، والولي مصطفى السيد، ومحمد بصيري، ومحمد عبدالعزيز والمحفوظ علي بيبا، وهوكو تشافيز، ومروان البرغوثي وأحمد سعدات، وجميلة بوحيرد، وسعيدة المنبهي، وعبداللطيف زروال، ولولا إلياس عبود، وسناء محيدلي ...إلخ.
وصدق من قال :
الأفكار و العقائد لا تعطى للجماهير كأنها كتل حجر ، وإنما تترجم الأفكار و العقائد إلى ممارسات يومية و إنسانية بسيطة.
عفوا مرة آخرى الشهداء لايموتون أيها الثائر الأبدي الشهيد بشاري ولد صالح.
علي سالم ولد التامك
11 يوليوز 2020
اسا / مناطق وادنون ووادي درعة وجنوبها.
صور مع الشهيد بشاري ولد صالح ولد حيمد رفقة اطارين وطنيين صحراويين الفريقين العزيزين محمد احمد وحما المهدي إبان توديع زعيم ورمز المشروع الوطني الصحراوي الشهيد الرئيس محمد عبدالعزيز بمنطقة بئر لحلو.

Contact Form

Name

Email *

Message *