اعتراف مجلس الامن بختم وتوقيع الرئيس الصحراوي، وبلدة بئر لحلو المحررة يثر حفيظة النظام المغربي
اثارت الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو ابراهيم غالي مؤخرا الى الأمم المتحدة حول خطورة انشتر وباء كورونا بالأراضي الصحراوية المحتلة والتي اعتمدها مجلس الامن الدولي كوثيقة رسمية من وثائقه حفيظة النظام المغربي.
وحاول المغرب من خلال رسالة وجهها مندوبه بالامم المتحدة عمكر هلال الى مجلس الامن الدولي الضغط على الهيئة الأممية التي تعترف بجبهة البوليساريو ممثلا شرعيا للشعب الصحراوي للامتناع عن تعميم الرسائل والمذكرات الصادرة عن جبهة البوليساريو.
ولعل ما اثار حفيظة النظام المغربي وفق الرسالة توقيع وختم الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي ومكان كتابة الرسالة بلدة بئر لحلو المحررة.
وهاجمت الرسالة جمهورية ناميبيا التي نقلت رسالة الرئيس الصحراوي الى مجلس الامن الدولي، متهمة إياها بمحاولة تضليل مجلس الامن حول الجمهورية الصحراوية التي اعترف بها المغرب نفسه عند انضمامه سنة 2017 للاتحاد الافريقي.
ويتبين من خلال رسالة السفير المغربي مدى الانزعاج الذي باتت تشكله رسائل جبهة البوليساريو الموجهة الى الهيئة الأممية والتي تكشف في كل مرة جوانب مهمة من السياسة الاستعمارية التي يحاول النظام المغربي تطبيقها في الصحراء الغربية.
وفيما يلي النص الكامل لرسالة الرئيس الصحراوي بالشكل الذي ادرجت به كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الامن الدولي:
رسالة مؤرخة 29 حزيران/يونيه 2020 موجهة إلى رئيس مجلس الأمن من الممثل الدائم لناميبيا لدى الأمم المتحدة
أرجو ممتنا إصدار هذه الرسالة ومرفقها، وهو رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة من إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو ورئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بشأن المستجدات الأخيرة المتصلة بالصحراء الغربية، باعتبارهما وثيقة من وثائق مجلس الأمن.
(توقيع) نيفيل غيرتزي
السفير
الممثل الدائم
بير الحلو، 25 حزيران/يونيه 2020
أوجه إليكم هذه الرسالة ببالغ القلق لأحيطكم علما بأن المعلومات الواردة من أراضي الصحراء الغربية الخاضعة للاحتلال المغربي غير القانوني تشير إلى أن مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) قد انتشر بشكل كبير في غضون فترة قصيرة من الزمن في تلك الأراضي التي كانت خالية من هذا الوباء حتى وقت قريب. فقد أبلغ عن وقوع أكثر من 200 إصابة بالعدوى في مدينة العيون المحتلة والمناطق المجاورة لها خلال الأيام القليلة الماضية، على الرغم من تكتم سلطات الاحتلال المغربي عن ذلك.
وهذه الحالة الإنسانية المثيرة للقلق البالغ هي نتيجة مباشرة لتجاهل سلطات الاحتلال المغربي لأرواح المدنيين الصحراويين المحاصرين، وذلك بسماحها للكثير من الأشخاص، بمن فيهم الأشخاص المصابون بـكوفيد-19، بدخول الصحراء الغربية المحتلة دون مراعاة قواعد الحجر الصحي وغير ذلك من التدابير الوقائية. وفي حين تواصل السلطات المغربية استغلال القيود المفروضة بسبب الجائحة العالمية لتشدد حصارها على أراضي الصحراء الغربية المحتلة من أجل التمادي في ترهيب المدنيين الصحراويين دون رادع، فهي تقوم أيضا بجلب مئات من العمال والمستوطنين المغاربة إلى الصحراء الغربية المحتلة ليتسبب ذلك في المزيد من الإصابات وفي تعريض حياة شعبنا للخطر.
وهذا العمل الإجرامي الذي يستهدف حياة شعبنا في الصحراء الغربية المحتلة ينضاف إلى سجل أعمال الإبادة الجماعية والقتل التي قامت بها سلطات الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين العزل منذ بداية الاحتلال المغربي للإقليم في 31 تشرين الأول/أكتوبر 1975. وإننا نحمل دولة الاحتلال المغربي المسؤولية الكاملة عن عواقب الانتشار المحتمل للجائحة بين أفراد شعبنا الأبرياء. ونهيب أيضا بالأمم المتحدة أن تتحمل، من خلال بعثتها في الإقليم، مسؤوليتها عن حماية المدنيين الصحراويين وضمان سلامتهم الجسدية والمعنوية.
ومع استمرار انتشار جائحة كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في المملكة المغربية، لا تزال حالة السجناء المدنيين الصحراويين في السجون المغربية تثير للقلق نتيجة للظروف المؤسفة السائدة داخل سجون دولة الاحتلال المغربي. وكما أشرنا في رسالتنا المؤرخة 22 آذار/مارس 2020، فإن سرعة انتشار هذا الفيروس القاتل والتدابير الصارمة اللازمة لمكافحته، لا سيما ما يتعلق منها بالتباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات الكبيرة والاكتظاظ، تتنافى بشكل صارخ مع الحالة التي يحتجز في ظلها هؤلاء السجناء المدنيون في السجون المغربية المعروفة بالاكتظاظ.
وإننا نحمل دولة الاحتلال المغربي المسؤولية الكاملة عن أرواح السجناء المدنيين الصحراويين في سجونها، وندعوكم مرة أخرى إلى التدخل العاجل لإنهاء معاناة السجناء المدنيين الصحراويين وأسرهم وضمان الإفراج عنهم فورا حتى يتسنى لهم العودة إلى وطنهم ولم شملهم مع أسرهم.
وأرجو ممتنا إطلاع أعضاء مجلس الأمن على هذه الرسالة.
(توقيع) إبراهيم غالي
الأمين العام لجبهة البوليساريو
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
