-->

ماذا سنخسر؟


في الحقيقة يمكننا القول بان هناك معطيات داخلية واخري اقليمية ودولية تجعل جبهة البوليساريو في وضع يمكنها من اخذ زمام المبادرة لكسر الجمود المفروض على المشروع الوطني من قبل الامم المتحدة وبعض الاطراف الاخرى التي لا تريد الخير للصحراء الغربية وعلى راسها فرنسا الاستعمارية، و اهم تلك المعطيات والتجليات تكمن في مايلي : 
- احتقان القاعدة الشعبية وتذمرها من ضياع الوقت في مسلسل سلام جوهره العبث وتضييع الفرص وقتل امال الصحراويين رويدا رويدا...
-الاستفزازات المغربية للجارة الجزائر في الاونة الاخيرة خصوصا ما تعلق ببناء منشاءات عسكرية في جرادة الحدودية مما اثر على العلاقات الثنائية 
- مرض الملك وبعده عن تسيير البلاد مما اصبح معه تسيير شؤون المملكة من طرف فرنسا بعد ما كانت تمارس الوصاية 
- الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالمغرب مما ينذر بحدوث اضطرابات اجتماعية وسياسية قد تخلط الاوراق وترسم ملامح نظام جديد بديل للملكية التي لم تعد على ما يبدو تمثل امال المغاربة ولا تحقق طموحاتهم بل تسيير في الاتجاه المعاكس 
- تاثيرات فيروس كورونا الذي اظهر هشاشة النظام العالمي وتقهقره امام هذا الوباء الذي هزم اقوى الدول واعتى الاقتصادات 
- عدم جدية الامم المتحدة في التعاطي مع ملف الصحراء الغربية باعتباره في منظورها نزاع صامت بدون تداعيات وبالتالي ليس في سلم الاولويات والاجندة الدولية.
- الاستغلال الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية من قبل دول متسببة في النزاع واخرى لها مصالح، همها الربح حتى ولو كان على حساب شعب مظلوم مسلوب الارض
- اقتراب تخليد الذكرى الخمسون فى المنفى بعيدا عن الوطن دون ظهور في الافق امل حل فما بالك بحل.
اذن انطلاقا مما تقدم فاننا ليس لنا مانخسره في ظل هذه الظروف من المبادرة بالقيام بفعل ما من شانه كسر الجمود واعطاء الثورة زخما جديدا لانها ماتت في اذهاننا ولم تعد تشكل مرجعا في تفكيرنا اليومي على الاقل، هذه الافعال يجب ان تنطلق من تحليل موضوعي للاسباب التي تقدم ذكرها للخروج باستراتيجية متكاملة مدروسة تعصف بمخلفات حقبة السلام وتؤسس لفكر جديد يتمخض عنه اعطاء الاولوية للجبهة وللمؤسسة العسكرية وذلك لن يتاتى الا من خلال خارطة طريق تضع في الحسبان نقد للتجربة الوطنية واستشراف للمستقبل والرحيل عن الممارسات التي اعاقت تقدم المشروع الوطني وبلورت كل ذالك في افعال مدروسة والتخلي عن البيانات الخشبية التي تحمل في فحواها نشجب ،ندين نطالب، نقترح ، نرفض لانها مصطلحات توحى بالضعف وقلة الحيلة وهذا يتنافى وعقيدة المؤمن بمبادي الجبهة، وهذا يحيلنا بالضرورة الى التمسك بعهد الشهداء والوفاء لهم نحن لم نولد لنعيش في اللجوء للابد والشهادة اشرف لنا من العيش الكريم في غير الوطن كفانا استخفافا بمصيرنا واللعب بشعبنا في ظروف لايرضى الصحراوي الشريف ان يبقى فيها ساعة وما بالك بسنوات لا المنتظم الدولى ولا غيره يمكنه التحكم في مصيرنا لنكون رهينة لحسابات ضيقة لدول متمصلحة على حساب شعب مشرد ، على القيادة السياسية والعسكرية اخذ زمام الامور بالمبادرة بكسر الجمود لانها هي المسؤولة امام الله وامام الشعب الذي منحها ثقته في تمثيله واخذ القرارات المصيرية الكفيلة برجوعه الى ارضه وفي حالة عدم القدرة فان الشعب سيد قراره في الاخير.
ما نتمناه هو القيام بفعل ما يعيد الجبهة لسابق عهدها والسر في درب الشهداء لان الامم المتحدة العاجزة ميدانيا لن تعطى لنا حل ابدا يرضينا، فالحل في ايدينا نحن الصحراويين وعلينا ان نثق في انفسنا ونتوكل على الله مادامت الظروف مواتية وفي صالحنا فالفرص لاتاتي دائما بل يجب ان نصنعها ولا ننتظر من يقرر بدلا عنا فالمصير مصيرنا والقضية قضيتنا والحق معنا فماذا ينقصنا ؟ 
 وفي الخير اريد ان اخلص الى انه اذا لم نتحرك سيتحرك غيرنا وستكون الخسارة كارثية وسنخسر كل شي بعدما كنا الراحين بامتياز وما كنا لنخسره لو تحركنا يضيع من بين ايدينا وسنعيش في مزبلة التاريخ وسيدرس في التاريخ باننا شعب لا يستحق بناء كيان مستقل له وسيكتب النقاد عنا بقولهم اننا شعب ضيع مصيره بنفسه بسبب تهوره وقله حيلته حينها ستلعننا الاحفاد ومن له صلة بنا .
 بقلم: الصالح سيد البوهالي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *