-->

المستشار برئاسة الجمهورية ابراهيم الخليل يعزي في رحيل الشهيد البطل بشاري الصالح حيمد


بسم الله الرحمن الرحيم
بتاريخ 07 يوليوز 2020
تعزية في رحيل الدبلوماسي الكبير والمقاتل الجسور: بشاري الصالح حيمد
الحمد لله رب العالمين على كل حال، القائل في كتابه العظيم:" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم.
بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره، وبكثير من الحسرة والحزن والأسى، تلقيت نبأ رحيل المقاتل الجريح الفذ الجسور، الدبلوماسي الكبير، المغفور له بإذن الله تعالى: بشاري الصالح حيمد، الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد صراع طويل مع المرض يوم 07/07/2020.
بهذا المصاب الجلل، أتقدم لﻷسرة الطيبة للشهيد وكل الشعب الصحراوي المجاهد، بعميق التعازي واصدق مشاعر المواساة القلبية، متضرعا الى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد المجاهد وروحه الطاهرة برحمته الواسعة، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا، ويجزيه الله خير الجزاء لقاء ما قدم من تضحيات جسام في معارك الشرف والخلود من أجل عزة وحرية وكرامة الشعب الصحراوي، وأن يبدله دار خيرا من تلك الدار التي كان فيها، وأن يلهمنـا جميعا جميل الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب، البقاء لله وحده.
لقد كان الفقيد رحمه الله تعالى من أوائل المنخرطين في الثورة وفي صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وشارك في كثير من المعارك والملاحم البطولية التي صنعها جيشنا الباسل ضد جحافل قوات الغزو والاحتلال المشترك لوطننا من طرف النظام المغربي وقوات النظام الداداهي في موريتانيا آنذاك، أصيب فيها بعدة جروح بليغة. لقد عرف عن الشهيد رحمه الله انه إنسان بسيطا مرحا، مخلصا وطنيا صادقا غيورا على القضية الوطنية لا يعرف المستحيل.
وخلال مسيرته النضالية - بعد الإصابة البليغة جراء جرحه اﻷخير في إحدى المعارك البطولية- عين للعمل في السلك الدبلوماسي في بعض الدول حيث كانت آخر مهامه سفيرا.
ساهم الشهيد بفعالية في المواقع التي عمل بها كدبلوماسي يرافع عن قضية شعبه، لا يخشى في ذلك لومة لائم، وكان على يقين تام بحتمية الظفر بالنصر والاستقلال.
رحل الشهيد والتحق بزمرة رفقائه الشهداء الأبرار ممن سبقوه، وترك اﻷمانة بثقلها وجسامتها في أعناق من خلفوه في المسير النضالي، فنسأله العظيم أن يحسن له الخلف.
فالشهداء مكانتهم عند الخالق أجل واعظم، فهم لايموتون، انما يرحلون بأجسادهم، اما بصماتهم وارثهم الكفاحي النير سيبقى منارة لﻷجيال المتعاقبة بعدما تركوا القاطرة على السكة، وهذه هي سيم الوفاء والإخلاص مصداقا لقوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" صدق الله العظيم.


ختاما، نقدر في العائلة الكريمة للشهيد واصدقائه وكل من عرفوه والشعب الصحراوي، قوة الصبر والاحتساب، مصداقا لقوله تعالى:" وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون". صدق الله العظيم.
اليقين الثابت عندنا في دنيانا الفانية، أن الموت حق وباب كل الناس داخله، وهي سنة الله في خلقه، والله سبحانه وتعالى يقول مخاطبا الرسول (صلى الله عليه وسلم) في القرآن الكريم:" إنك ميت وإنهم ميتون"، تلك هي مشيئة الرحمن والله علام الغيوب، فنسأل الله العظيم أن يحسن لنا جميعا الخلف، إنه سميع مجيب.
والله إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وما نقول الا ما يرضى الله " انا لله وانا اليه راجعون".
الشهيد رحمه الله تعالى شقيق الشهيدين: محمد و المحفوظ وكذلك اسير الحرب ضمن مجموعة ال66 المقاتل: ابراهيم الصالح.
وخيرُ ما نعطر به روح الشهيد الطاهرة رحمه الله، قوله تعالى:
" يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى " صدق الله العظيم
وعظم الله أجرنا جميعا
ابراهيم الخليل
مستشار بالرئاسة

Contact Form

Name

Email *

Message *