أكاديمية سعودية تكشف استراتيجية الملك سلمان وابنه لمواجهة تطبيع الإمارات هي الصمت
لندن – “القدس العربي”:قالت الأستاذة الزائرة بمعهد الشرق الأوسط، في مدرسة لندن للاقتصاد مضاوي الرشيد إن الملك سلمان يواجه خيارا لا انتصار به وذلك بعد توقيع الحليفة الإمارات اتفاقية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأشارت في مقال بموقع “ميدل إيست آي” في لندن ،إلى أن الحاكم السعودي يفضل الحفاظ على العلاقة مع إسرائيل تحت الطاولة. فالمسألة هي مسألة وقت حتى يتم توقيع معاهدة أبراهام بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. وسيرتفع العلم الإسرائيلي في أبو ظبي. وسيتم تأخير ذلك في الرياض لأن الملك سلمان وابنه محمد، ولي العهد اختارا النفاق والسرية على الشفافية والانفتاح.
الملك سلمان وابنه محمد، ولي العهد اختارا النفاق والسرية على الشفافية والانفتاح.
وهذا لأن القيادة السعودية تفضل بقاء علاقات تحت الطاولة مع إسرائيل بعيدة عن عين الرأي العام. وربما لم يكن الملك العجوز راغبا بإنهاء حكمه بخطوة مثيرة للجدل ولكنه سيظل على كلا الحالين محاصرا سواء فعل أم لا. فاتفاقية 13 آب/أغسطس بين الإمارات وإسرائيل تخلق تحد جديد للمملكة. فمثل الإمارات احتفظت السعودية بعلاقات على مستويات دنيا وخلف الستار مع إسرائيل وزادت في ظل الملك سلمان.
وكان المنطق وراء هذا التعاون هو الوقوف أمام العدو المشترك، أي إيران. فقد كان من المفترض أن تعزز التكنولوجيا العسكرية والأمنية والأمن السعودي. لكن محمد بن سلمان لم يخرج للعلن ويتحدث عن العلاقات السرية هذه والتي لم تناقش بشكل مفتوح في السعودية. ويعرف معظم السعوديين عن مستوى التعاون من خلال ما يعلن عنه في إسرائيل وتنشره الصحافة هناك. وتعاملت السعودية في الأيام التي تلت تطبيع العلاقة بين الإمارات وإسرائيل بالصمت. ولم يصدر أي تصريح رسمي إلا في 19 آب/أغسطس حيث قال وزير الخارجية فيصل بن فرحان إن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية المقدمة عام 2002 ولن تتعجل نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي المستقبل لن يتبع محمد بن سلمان بإرادته خطوات أستاذه وحليفه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وبدون أن يتعرض لضغوط شديدة من الرئيس دونالد ترامب، ولهذا فسيظل مترددا لعقد اتفاق سلام. وفي ضوء الجدل الذي يحمله التطبيع مع إسرائيل بدون التفكير جديا بالمبادرة السعودية العربية الأصلية التي تنص على القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية التي ستقام على أراضي 1976 فربما لم يكن الملك سلمان مستعدا لربط نفسه باتفاقية يتم التخلي فيها عن حقوق الفلسطينيين. ولو قرر الملك سلمان الإلتزام بالصمت وتجاهل المبادرة الإماراتية فإن راعيه الكبير في واشنطن دونالد ترامب وصهره جارد كوشنر سيشجبانه، خاصة أنهما عبرا خلال السنوات الأربع الماضية عن ولاء شديد له ولابنه. ومن المشكوك فيه معرفة ترامب أو فهم السبب الذي يدعو حكام السعودية للتردد في الكشف عن علاقتهم الطويلة والسرية مع إسرائيل، فهو لا يفهم أو لا يهتم بالرأي المحلي السعودي. ولو خضع الملك للضغط فسيقدم خدمة كبيرة لترامب في واشنطن ولبنيامين نتنياهو في إسرائيل.
الخيار الوحيد هو الصمت حول خطة مثيرة للجدل قد تكون قاضية على إرث الملك سلمان.
وأشارت الكاتبة إلى أن عددا من السعوديين رحبوا بالاتفاق، وكما هو الحال وجد البعض ملجأ في منصات التواصل الاجتماعي للتأكيد على حقوق الفلسطينيين ودعمها والتي يتخلى عنها الإتفاق بشكل واضح. ولو تعجل الملك وابنه للتطبيع مع إسرائيل دون النظر جديا لحق الفلسطينيين بدولتهم فسيواجهان شجبا. ومن غير المعروف الطريقة التي سيرد بها حكام السعودية. فالصحافيون والكتاب ربما تجنبوا نقد الإمارات، الذي يعتبر محرما وقد يقود إلى السجن. وبنفس الوقت يقود دعم الفلسطينيين العلني والتظاهر إلى السجن. وتم تناول ما أطلق عليه الاتفاق التاريخي في الإعلام الرسمي على أنه اختراق دونما تقييم نقدي للظروف التي أدت إليه أو مديحه بشكل واضح. وأكد معظم المعلقين السعوديين أن قرار الإمارات مرتبط بالسيادة، مما ينهي أي نقاش حول شروط وظروف الاتفاق وآثاره العامة على الفلسطينيين. وهناك أقلية من السعوديين عبرت وبوضوح عن دعم واضح للاتفاق الإماراتي مثل الكاتب والروائي تركي الحمد الذي كتب على” تويتر” أن القضية الفلسطينية ليست قضيته. ولكننا ننتظر إعلان السعودية أنها التالية بعد الإمارات في توقيع اتفاق مع إسرائيل. ويرى معظم المعلقين إن هذا غير محتمل في المستقبل القريب. ومن هنا فالصمت وعدم الوضوح هما استراتيجية السعودية لنزع فتيل الأزمة. ويعرف الملك وابنه جيدا أن التعجل في التطبيع يجلب اللعنة عليهما. والخيار الوحيد هو الصمت حول خطة مثيرة للجدل قد تكون قاضية على إرث الملك.