-->

المخترع الصحراوي محمود ولد اعلي ينجح في صناعة جهاز تنفس بأبسط التكاليف.


لقد شكلت جائحة كورونا رغم مساويها فضاء للإبداع وذلك من خلال بحث الحرفيين والمبدعين عن حلول للمشاكل الناجمة عن انتشار الفايروس الخطير _كوفيد_19، ومن هنا بداء المبدع محمود في رحلت البحث عن الحلول للمشاكل الصحية معتمدا على الفكرة كسلاح والرسكلة الفنية كذخيرة...، وقد اثمر تفكيره عن صناعة جهاز تنفس الاكسجين بأبسط التكاليف !!
محمود وبعد تفكير معمق اعتمد على النفايات الخشبية وبعض قطع الغيار الخاصة بالسيارات لصناعة جهازه الابتكاري، وذلك مساهمة منه في إيجاد حلول واقعية ومن الارض وسهلة التطبيق، خاصة في ظروفنا الوطنية من حيث شحت الموارد وقلت الدعم وارتفاع تكاليف المواد والاجهزة الصحية والصيدلانية.
رفع محمود التحدي واطلق العنان لمفكرته واضعا نصب عينيه، صناعة جهاز تنفس محلي يمكن نقله ويسهل استخدامه ويمكن استعماله في جميع المخيمات وبحسب نوع الطاقة الكهربائية الموجودة كون بعض الولايات لم تصلها بعد شبكة الكهرباء والمناطق المحررة كذلك، هذا فضلا عن سيارات الاسعاف والمراكز الصحية المحلية.
وبالفعل نجح محمود في صناعة ذلك الجهاز المنشود، والذي يأتي كثمرة للجهد ونتيجة للاصرار على إيجاد حلول ذاتية ويمكن تطبيقها على الأرض.........، معتمدا في ذلك على بقايا خزانة خشبية ومحرك منظف الزجاج الامامي للسيارات وبعض البراقي و بالون مرن وبعض الانابيب لبلاستيكية المرنة وقناع تنفس الاكسجين.
ما يحسب للمبدع هنا ليس فقط صناعة الجهاز انما سهولة التركيب والفك والصيانة والتعقيم، حيث يمكن لاي شخص مهما كان مستواه التعامل مع الجهاز وتفكيكه واعادة تركبيه وتعقيمه....، هذه العملية الاخيرة والتي تعتبر عربون نجاح لاي عمل او فكرة من شأنها مكافحة الفايروس.
محمود، سبق له وان ابدع ممر تعقيم واهداه للمستشفى الجهوي لولاية بوجدور حيث يقيم فهو ومنذ ان بدأت الجائحة وهو يكرس جزء من وقته للبحث والابتكار ايمانا منه بأن الجائحة لا تفرق بين البشر ولا الشعوب ولا حالتهم السياسية والاجتماعية، ويرى ان الحماية و الوقاية مطلب جماهري لكنه في الأساس واجب جماهري وثوري يلزمنا بتكريس جزء من وقتنا للبحث عن حلول واجرءات وقائية من شأنها حماية هذا المجتمع الصغير وهذا الشعب المكافح.
يشدد محمود دائما ويعيد التذكير أنه متطوع وان اي طلب تقدمه له السلطة او اي جهة من اجل مساعدتها في أي عمل وقائي فإنه مستعد حتى وإن كلفه ذلك كل وقته...، ومهما كانت ظروفه.
هذه البقعة من جغرفيا الكون، مليئة بالمبدعين المخلصين لهذا الوطن،ولهذا الشعب العظيم والذي يستحق منا اكثر وبكثير من الإبتكار الملتزم، لفائدة الأطفال النساء والشيوخ وكل الفئات الهشة والمعرضة لخطر الإصابة بهذا الفايروس الخطير.
ولكن، هل سنستفيد من خبرات محمود وابداعه، هل السلطة ستنظر اليه كحرفي مبدع من شأنه ايجاد حلول لعديد المشاكل !!؟ ام ان التعويل على الدعم الاجنبي سيظل هو السبيل !! وستظل افكار وابداعات ابائنا تموت تباعا وتدفن تحت اديم لحمادة الساخن !!!

Contact Form

Name

Email *

Message *