-->

الصراع و التداخل بين التجارة و الإمارة!!


منذ نشأته،حاول النظام الصحراوي أن يكون له دور إقتصادي بحجة التوفير لسد النقص الحاصل على كافة المستويات، من خلال اكتفاء ذاتي،يتم من خلاله، الاستغناءعن جزء،ولو يسير،من الإعتماد المطلق على الدعم الخارجي،ولابد أنهم فهموا في وقت مبكر،أن الهدف الأساسى من المساعدة الإنسانية،هو إنقاذ الأرواح، والحد من المعاناة، ولا شيء آخر.
وحتى وقت قريب،كان “الاستثمار الحكومي” هو المحرك الإقتصادي الوحيد المعتمد على الساحة الوطنية في حين تم التصدي،وبكل حزم، لكافة محاولات الاستثمار الخاص،حيث كانت يتم وصفها ب:(التجارة السوداء)،وب: (التجارة الموازية)!!
ونتيجة لأسباب معروفة،لا يتسع المقال لذكرها، تحول “اقتصاد سد النقص” إلى إقتصاد فئة مسيطرة،حيث برزت إلى الوجود ظاهرة الإستثمار بإسم التنظيم في بعض الدول المجاورة،كما ظهرت القوافل التجاريةوتحدث البعض عن ما أطلق عليه إسم:”تجار الحروب”!!
وكل الذين كتبوا عن الفساد،في تلك الفترة،وأسهبوا في تبيانه…تحدثوا عن تداخل الإمارة بالتجارة، إذ كانت الأعمال التجارية مصدر لثروة البعض ممن أحسنوا استغلال مواقعهم للنفاذ نحو عالم المال والأعمال!!
و قد تجد صعوبة في التنفس وأنت تحاول حصر عناوينها ذات الطابع “الرسمي”،فهي: وزارة التجارة،التجارة العسكرية،تجارة الولاية،تجارة المؤسسة،تنمية الوزارة،تنمية الناحية،تنمية الولاية،قافلة التنظيم،قافلة التجارة،قافلة الخواص….
من ضِيق الدنيا إلى سعَتَها…
وسرعان ما أدت ظروف اللجوء،و اضطراب سبل العيش الناجم عن ظروف الحرب بالصحراويين إلى تقليد استراتيجية نظامهم المكشوفة،إذ نقلوا عنه طرق التبادل التجاري مع دول الجوار،خاصة،موريتانيا،الجزائر،مالي في أحيان قليلة.
ومع تمتعهم بقدر يميزهم عن بقية لاجئو العالم من حرية التنقل والعمل،صار الصحراويين وراء فرصهم الضائعة،وتمكنوا خلال العقود الثلاثة التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار من الوصول إلى اقتصاد بديل،يكاد يكفيهم، للعيش دون التدخل من أحد.
خلق فرص استخدام وتشغيل
بعد أن قامت الجبهة بإطلاق سراح أسرى الحرب المغاربة،والذين كان يتم استعمالها للقيام بكثير من الأعمال،مثل: أشغال البناء،تأهيل المدارس،أعمال الشحن والتفريغ،وبعض التجارب الزراعية والتنموية،حاولت قيادة الجبهة أن تستعمل اليد العاملة الصحراوية،كبديل عن الأسرى المغاربة،ونالت مساعيها نجاح غير متوقع.
ومع تحسن أوضاع الصحراويين المعيشية،ظهرت بعض الأعمال الدائمة،التي تلائم احتياجات السوق المحلية،من أعمال.البناء،ورش الصيانة،وكان كل العاملين بها من الصحراويين،وكان لذلك انعكاس إيجابي كبير على حياة الناس.
وصار الوضع على هذه الوتيرة،مع بعض الاختلاف البسيط،الذي تحتمه ظروف متغيرة،مثل: منع الترخيص،خارج الحدود،أو منع سلع معينة من العبور…
إلى أن تسبب بعض التجار في وضع لا يحتمل بالنسبة للدولة المضيفة،بحيث أصبحوا ممثلين تجاريين لبعض الشركات الأجنبية،بحيث أصبحوا يستخدمون وسائل نقل ضخمة في تحويل السلع والمواد التي تحظى بدعم الدولة الجزائرية،فهل برأيكم
تستطع منطقة عسكرية،حساسة،مثل: تندوف، أن تستجيب لكل هذه المتطلبات،وأن تستوعب كل هذه الفوضى.
بقلم:أزعور إبراهيم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *