عواصف المخزن وثباتنا
بكل تهور وعدم إدراك لمآلات مناوراته العبثية يسير النظام المغربي على زجاج النهايات المخزية في احتلاله للصحراء الغربية ، ويترنح كأحمق تقطعت كل جسوره، وأصبحت فعالية أدواته الخسيسة الخبيثة التي لطالما عول عليها لتحقيق إنجاز على الأرض يعادل صفراً في معادلة تمسك الصحراويين بثوابتهم الوطنية ، ولم يعد بين يده من خيوط الشرور التي حبكت الرباط من خلالها شبكة مؤامراتها على الدولة الصحراوية وجيرانها ، سوى خيط التزييف الممنهج الذي يحاول الأن التشبث به بأنياب أطماعه وكقشة خلاص مزعومة تنقذه من غرقه لحل الأخفاقات المتتالية في سياسته الداخلية والخارجية، خاصة أن بينه وبين الانزلاق إلى هاوية فشل مشروعه التوسعي في المنطقة مسافة قصيرة جداً، و باتت كل الدلالات تؤشر لهزيمته المحتومة وتؤكد اقتراب حدوثها.
نظام العار المغربي متخبط في دائرة حماقاته بات لا يدري على أي الجدران الآيلة للسقوط يسند عجزه، جبهة اجتماعية ملتهبة، ملك مريض و سلطة فاسدة وثروات منهوبة ، احتقان في الشارع وسط انتشار كبير للفقر بين أبنائه ، عجز دفع المخزن منذ سنين إلى لبث سمومه بهدف تمزيق نسيجنا الاجتماعي وضرب وحدة صفنا و التأثير على كفاحنا الوطني وطمس معالم قضيتنا العادلة من خلال نسج أخبار وأكاذيب زائفة واستغلال مواقع إلكترونية و حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي مهم كلفه ذلك من الثمن.
في مجريات الأحداث الحالية على أرض الواقع ، وفي هذا التوقيت بالذات الذي أدرك فيه مجرمو الاحتلال المغربي أن كل خيوط مؤامراتهم تمكن منها المقص الصحراوي ، أصابتهم هستيريا الفزع فأشهروا خناجر إفلاسهم، معلنين بكل وقاحة التهجم بصفة دنيئة على حلفاء الحق وخاصة الجارة الجزائر ومؤسساتها المدنية و العسكرية، وهو ما أوردته مجلة" أفريك ازي " (افريقيا-آسيا) الفرنسية في مقال مطول نشرته الاحد 26 يوليو كشفت فيه المستور حيث كتبت أن المغرب أقدم من خلال لوبياته وأبواقه الإعلامية على خطوة جديدة “بغيضة” في حملته التشهيرية ضد مؤسسات الدولة الجزائرية.
وأضافت أن “المغرب، الذي ينتهج منذ سنوات عديدة إستراتيجية التوتر الدائم تجاه جارته الشرقية لحملها على مراجعة موقفها المبدئي من مسألة تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية (وهو موقف المجتمع الدولي كله) أقدم هذه المرة على خطوة بغيضة جديدة بالتهكم العنيف وغير المبرر على الدولة الجزائرية.
وأعتبرت المجلة المختصة في التحليل السياسي أن “المخزن المؤسساتي، الذي يستخدم كالعادة أبواقه الاعلامية المقربة من القصر الملكي، قد ارتكب عملا يكاد يكون فتيل حرب بقذفه الوقح و الكاذب لسلطات الجزائر العليا غداة اليد الممدودة لرئيس الديبلوماسية الجزائرية صبري بوقدوم خلال المقابلة التي خص بها القناة التلفزيونية الروسية، روسيا اليوم”.
وفي نفس السياق أشارت المجلة الى أن هذا التصرف “يعكس الدرجة غير المعقولة للحقد الذي تكنه بعض دوائر المخزن المؤسساتي” للجزائر مضيفة أن “هذه الجهات الموالية للسلطة الحقيقية في المغرب، وإذ لا تكتفي بالابتهاج لأي وضع مؤلم يلم بالجزائر، تتكالب في نزعتها المكيافيلية المسعورة على المساس بسمعتها الطيبة بالاعتماد على مختلف اللوبيهات السامة التي تتلقي أجورا ضخمة في فرنسا والولايات المتحدة وبلجيكا على وجه الخصوص”.
وتسألت المجلة بهذا الخصوص “هل يمكن أمام هذا السلوك العدائي الدائم الاستمرار في الصلح والتهدئة حتى وإن كان ذلك يحمل المخزن الناقم على مضاعفة الغطرسة والعدوانية كما هو معتاد في كل مرة تتحلى فيها الجزائر بالحكمة وضبط النفس.
يعتقد الكثيرين أن قضية الصحراء الغربية هي جوهر الخلاف بين الجزائر و نظام الاحتلال المغربي و إن كانت هذه المسألة لها تأثير مباشر على العلاقة بين البلدين لا يمكن تجاهله ، إلا أنها تخفي وراءها مسئلة إستراتجية، فدولة الاحتلال المغربية حاولت عبثا و على فترات من الزمن تقمص أدوار أكبر من حجمها بكثير على الصعيد الإقليمي و الجهوي مستغلة غياب الجزائر في بعض الفترات بسبب مشاكل داخلية لدرجة أصبحت تتوهم أن عودة الجزائر لشغل مكانها الطبيعي كقوة إقليمية و جهوية يهدد مباشرة ما تعتبره المملكة مكتسبات إستراتجية ، حتى و إن كانت وهمية و غير مبنية على أسس صلبة و صحيحة و سليمة، ولهذا تشن حملات مركزة على الجزائر وتكيل التهم لها وتعتبرها طرف في نزاع الصحراء الغربية.
في عصر السموات المفتوحة، لم تعد تنطلي على السواد الأعظم من الشعب المغربي و رأى العام الدولي حيلة العدو الخارجي، كما لم يعد بالإمكان إخفاء حقيقة ان المغرب قوة احتلال عسكرية بشعة شردت وقتلت الآلاف من الصحراويين العزل، كما ان تلغيم الحلول و تحريف القانون الدولي و إعطاء قراءات خاطئة لمفهوم تقرير المصير، و الاعتداءات الممنهجة على اهلنا في الجزء المحتل من أرضنا، لن يؤخر قافلة التحرير المستكمل،
لكن هي استماتات ما قبل الهزيمة وإن ارتفع منسوب الاستهداف فيها، وزادت حدة الدجل والعداء والافتراء، فرهانات المحتل المغربي ستفشل ومؤامراته الجديدة لن تنال من عزيمة وإرادة وصمود الصحراويين فالثبات خيارهم المجدي وسلاحهم الرابح، وخواتيم المعارك سيكتبها أبطال وبواسل جيش التحرير الشعبي الصحراوي، فلينتظر المخزن نسف مشروعه الاستعماري برمته على الخريطة الصحراوية وإسدال الدولة الصحراوية الستار على آخر فصول الاحتلال المغربي في أراضيها.
*السالك الترسال
الاحد 02 - 08 - 2020*