-->

تحت عنوان “المسيحية الصهيونية لبومبيو تحتل مركز الصدارة” واشنطن بوست: بومبيو يتحرك بدوافع “دينية” لخدمة ترامب في الانتخابات


تحت عنوان “المسيحية الصهيونية لبومبيو تحتل مركز الصدارة” نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا لإيثان ثارور قال فيه: “في عام غير عادي تحت رئاسة غير عادية، كان واضحا ما خطط لعمله وزير الخارجية مايك بومبيو.  فقد عبر عن رغبة بالمشاركة في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري يوم الثلاثاء، وهو أمر مثير للجدل من ناحية البروتوكول الذي يجبر الدبلوماسيين الأمريكيين على تجنب القضايا الحزبية. وفوق كل هذا يخطط لكي يرحب بإعادة ترشيح دونالد ترامب ومخاطبة حلفائه الجمهوريين من رسالة سجلها في القدس. وقال مساعدون لبومبيو للصحافيين إن خطابه “شخصي” ولن يتم استخدام أي من مصادر وزارة الخارجية أو طاقمها.
وكما نشر موقع “بوليتيكو” في تقرير لنهال توسي، فإن بومبيو قد يكون قد خرق السياسة التي وقّع عليها بنفسه بداية هذا العام والمتعلقة بمحدودية نشاطات الدبلوماسيين الأمريكيين وطاقم وزارة الخارجية في السياسة.
وقالت ويندي  شيرمان التي عملت مساعدة لوزير الخارجية في الشؤون السياسية أثناء إدارة باراك أوباما في تصريحات نقلها موقع “ماككلاتشي”:  “حديث بومبيو من القدس يخرق عددا من التقاليد والأعراف” و”حسب معرفتي لا يشارك وزراء الخارجية بالمؤتمرات الحزبية. ومثل وزير الدفاع فهو فوق السياسة لأنه يدافع عن أمريكا في العالم”.
فزيارة بومبيو لإسرائيل هي جزء من جولة لعدة دول في المنطقة من أجل البناء على التطبيع بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل الذي أعلن عنه قبل فترة. ولكن خطابه القصير من فندق الملك داود في القدس، سيعزز فكرة تبني ترامب ودفاعه عن إسرائيل. فالاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي هو دليل على مدخل ترامب للمنطقة كقوة حقيقية، مع أن الخطاب موجه كله إلى الناخبين الإنجيليين الداعمين لترامب والمؤيدين لإسرائيل. وهو ما أكده ترامب في الأسبوع الماضي عندما تحدث في خطاب انتخابي عن اعترافه بالقدس ونقله السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس باعتباره هدية للإنجيليين الذين فرحوا بقراره أكثر من اليهود أنفسهم.
وقال ثارور إن كلاً من بومبيو ونائب الرئيس مايك بنس يعتبران من القادة السياسيين الكبار في صفوف المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة واللذان يربطان الجيوسياسية- سواء كانت مواجهة إيران أو توسيع سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية- بالنبوءة التوراتية.

ففي بداية هذا العام كتبت الصحافية الأمريكية- الإسرائيلية ميراف زونيسن: “على مدى عقود، ظل دعم أمريكا لإسرائيل موضوعا في السياسة الخارجية متجذرا في الاعتبارات الجيوسياسية والاقتصادية” و”لكن في عهد ترامب يبدو أنه مدفوع بالآراء المسيحية واليهودية، ومنح الدور الأول لليهود في الأرض التوراتية لإسرائيل. وأكدت الإدارة هذا عندما اعترفت بالقدس كعاصمة في بداية ولاية ترامب ثم اعترفت بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان”.
وتحدث بومبيو عن شن حروب لانهائية حتى القيامة. في إشارة إلى أن ترامب هو تجسيد معاصر للملكة إستر، ورمز آخر قادم لمساعدة إسرائيل. ولا يزال بومبيو متحالفا مع المنظمة الإنجيلية المؤثرة وهي “مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل” والتي يؤمن مؤسسها جون هاجي من بين عدة أشياء أن الولايات المتحدة تحمل قدرا إلهيا للعب دور في السياسة الإسرائيلية.
وكل هذا يقدم المسرح لخطاب بومبيو من القدس. وكما كتب المعلق الإسرائيلي غيرشوم غورينبرغ: “هذه سياسة خارجية قيامية، وباختصار إسرائيل ليست بلدا حقيقيا، بل أرض الفانتازيا، وأرضية خلفية للأسطورة المسيحية” و”نحن من نعيش هنا لسنا بشرا بل هوبيت أو عفاريت، ممثلون إضافيون في مشاهد جماعية من قصتهم”.
وجاءت خطة بومبيو لمخاطبة مؤتمر الجمهوريين، في وقت تشهد إسرائيل أزمة سياسية. وخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع احتجاجا على بنيامين نتنياهو الذي يواجه اتهامات جنائية، وربما عرّض البلد لانتخابات رابعة، وربط مصيره السياسي بإدارة ترامب، وهو موقف عكّر المياه السياسية الأمريكية، حيث اعتادت إسرائيل على دعم الحزبين بدون نقاش.
ويرى نقاد إدارة ترامب، أن رعاية أمريكا لاتفاق بين الإمارات وإسرائيل ما هو إلا انتصار فارغ. فالبلدان يديران علاقات سرية منذ سنوات ولم يكونا في حالة حرب. ولا تزال الخلافات واضحة بينهما، فقد ألغت الإمارات لقاء ثلاثيا مع الولايات المتحدة وإسرائيل للاحتفال بالاتفاق، بعدما اعترض نتنياهو على شراء الإمارات طائرات أف-35.
ولم يتخل نتنياهو عن محاولات “فرض السيادة” على أجزاء من الضفة الغربية التي زعمت الإمارات أنها منعتها. ومهما كان الحال، فوقف الضم لا يغير من واقع الضم الفعلي والذي بدا بعد عقود من التوسع الاستيطاني وسرقة الأراضي.
وكتبت تمارا خروب، من المركز العربي في واشنطن: “تواصل إسرائيل ضم الضفة الغربية وخرق حقوق الفلسطينيين. وتتورط الإمارات في مغامرات عسكرية على طول الشرق الأوسط وهي في حرب مع مواطنيها، أما ترامب فما يهمه هو العقود التجارية والاتفاقيات ويهاجم المتظاهرين السلميين في أمريكا” و”النقطة هي أن الاتفاق مجرد حركة علاقات عامة قوية للقادة الثلاثة ونجاتهم السياسية”.
وكما كتب ستيفن كوك: “كل ما فعلوه هو تقوية العلاقات علنا بوعد تطويرها أكثر، وببعض الشروط الإماراتية. وكانت خطوة طبيعية لكلا البلدين، وقدمت ما بدا وكأنه إنجاز سطحي للفلسطينيين. ولكنها كما هو متوقع أسهمت في تهميشهم أكثر”.

Contact Form

Name

Email *

Message *