الشهيد ابراهيم السالم الزباط... رحيل رجل الاستثناءات...
في غفلة من هذه الفانية، و بقلوب يعتصرها الالم و الحسرة، و ألسن تلهج بالدعاء بالرحمة و المغفرة، يرحل عنا آخر الشجعان المقاتل ابراهيم السالم ولد الزباط. كعادة من سخرتهم الاقدار للذوذ عن حياض الوطن السليب يغادرنا ولد الزباط في صمت كله عنفوان، مثلما آثر العيش بيننا بصمت كله تضحية و عطاء منذ ان إختار ربوع الناحية الثالثة منزلا و مقاما. ولد الزباط جعل من حياته عنوانا للاستثناء الخارق في الشجاعة و الاقدام و نبل الخلق و عزة النفس و كرم الصحراوي الاصيل. ولد الزباط لمن لايعرفه كان قلعة صامدة يلجأ اليها مقاتلي الناحية الثالثة عند النائبات، و معلما من معالم ميجك ، و نجما ساطعا في ليل تيرس البهي. ذكرى ابراهيم السالم ولد الزباط اكبر و ارفع من ان تختزل في كلمات، فإسم ولد الزباط مرادف للاستقلال و الحرية. رحيل ولد الزباط خسارة بكل المقاييس و المعايير و مصاب جلل، و لكن هو القضاء و القدر عندما ينطق بالكلمة الفصل. إلا ان ولد الزباط بعد رحيله ترك لنا رصيدا ثوريا زاخرا لمن اراد ان يتعلم العيش بحرية و كرامة، كما عاش هو شامخا و مجاهدا في سبيل قضية و وطن آمن بهما حتى النخاع. رفاق الشهيد في الناحية الثالثة سيفتقدون، بدون ادنى شك، مقاتل من طينة الشهيد الولي و الشهيد محمد عبد العزيز، استرخص روحه من اجل اليوم الموعود، فوديان و تلال و طلح ميجك شاهدة على إقدام و شجاعة الاسد الهصور ولد الزباط. أمثال الشهيد ابراهيم السالم ولد الزباط عملة نادرة من الرجال، قل مايجود بها التاريخ، و نسخة لن تتكرر من معاني التضحية و الإيثار. فاستشهاد ولد الزباط يعني افول نجم و سقوط قلعة. اخيرا، ان الفاجعة التي المت بنا اليوم برحيل اسد ميجك ابراهيم السالم ولد الزباط، لن تزيدنا الا اصرار و عزما على ان نحيا و نموت على ما عاش و استشهد من اجل الشهيد ولد الزباط. فعلى روحك السلام يارجل الاستثناءات.
بصيري محمد سالم ولد السالك.