-->

تعليق المفاوضات بين الفرقاء الليبيين بالمغرب وتوجس من العودة للمربع الاول


جلسة ثالثة من المفاوضات الليبية في مدينة بوزنيقة المغربية مع احتمال تمديدها ليومين إضافيين، وسط آمال ضعيفة على نتائجها من قبل عدة نواب في البرلمان الليبي.
ففي حين رحب العديد من مسؤولي المجلس الأعلى للدولة الليبي (المشارك في المفاوضات، والذي تسيطر عليه حكومة الوفاق) بمجريات الحوار حتى الآن، شكك عدة نواب ليبيين بجدواه، واحتمال توصله إلى نتائج يمكن تطبيقها على الأرض.
وكان النائب علي التكبالي قال في حديث سابق للعربية.نت أمس "إن هناك الكثير من العوائق في هذا الحوار السياسي، تبدأ بالوفدين المشاركين من المجلس الأعلى للدولة وكذلك من البرلمان الليبي، الذين لا يملكون أي قوة على الأرض يستندون إليها لتنفيذ أي اتفاقيات قد يتوصلون إليها خلال هذه المشاورات، إضافة إلى سيطرة تنظيم الإخوان على الاجتماع المنعقد، ممثلا في أعضاء المجلس".
بالتزامن مع هذا الحوار، يستمر التدخل التركي والخليجي في الشان الليبي فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الاثنين بوصول 109من السوريين بطائرة ليبية من تركيا.
وقف النار والمناصب السيادية
وكانت جولة المشاورات التمهيدية بين‭‭‭ ‬‬‬وفدي المجلس الأعلى للدولة وأعضاء في البرلمان، انطلقت الأحد في مدينة بوزنيقة الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي العاصمة المغربية الرباط، لمناقشة قضايا ليبية عالقة على رأسها وقف إطلاق النار والمناصب السيادية.
وقال مسؤولون ليبيون ومغاربة، إن هذا اللقاء لا يشكل مبادرة موازية لجهود الأمم المتحدة وإنما تكميلا لدورها في مسار القضية الليبية.
يذكر أن تلك اللقاءات أو المشاورات أتت بعد أسابيع من زيارة كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إلى المغرب بدعوة من رئيس مجلس النواب المغربي.
كما أتت بعد أسابيع من زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز للمغرب في إطار المشاورات التي تقودها مع مختلف الأطراف الليبية والشركاء الإقليميين والدوليين لإيحاد حل للأزمة هناك.
وكان يوسف عقوري رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب، قال في افتتاح الاجتماعات الأحد: "سنبذل قصارى جهدنا لتجاوز الماضي، والتوجه لرأب الصدع والسير نحو بناء الدولة الليبية القادرة على إنهاء معاناة الليبيين وتحقيق الاستقرار والتطلع لبناء المستقبل الزاهر".
في حين قال عبد السلام الصفراني، رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إنهم يتطلعون "إلى العمل على كسر حالة الجمود واستئناف العملية السياسية وعقد لقاءات بناءة من أجل الوصول إلى حل توافقي سياسي وسلمي".
حل ليبي خالص
وكانت الأطراف الليبية قد وقعت اتفاق سلام برعاية من الأمم المتحدة في الصخيرات قرب الرباط في 2015 بعد عام من المفاوضات الشاقة لكن كل تلك المحادثات والتفاهمات ذهب ادراج الرياح بعدما عصفت الخلافات  باتفاق الصخيرات، وعادت إلى نقطة الصفر خاصة مع التطورات الأخيرة في الساحة الليبية، والتدخلات الخارجية، لا سيما التركية، ودعم أنقرة للوفاق عسكريا.
وتحفظ بعض الاطراف على الحوار بالمغرب لعدم انسحاب المليشيات المسلحة والنقاط الخلافية التي لم يتم التطرق اليها بشكل جدي وهو ما يهدد المفاوضات بمصير سابقاتها التي احتضنها المغرب.
وفى وقت سابق بحث رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح مع وزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونزاليس لايا، تطورات الأوضاع في ليبيا وسُبل إنهاء الأزمة ودعم وقف إطلاق النار والوصول إلى حل سياسى، وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية - خلال اللقاء الذي عقد بمدينة (القبة) وفقا لـ(بوابة أفريقيا) الإخبارية - ضرورة تشكيل سلطة سياسية جديدة في ليبيا كما تم طرحه في مبادرة رئيس مجلس النواب، مشيرة إلى أنها ستحث بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للإسراع في ذلك.
وشددت على دعمها لوضع آلية توزيع عادل لعائدات النفط، بما يُحقق العدالة بين الليبيين، وبما يخدم مصلحة الشعب الليبي.
وكانت وزيرة الخارجية الإسبانية قد وصلت إلى ليبيا صباح أمس الاثنين، في زيارة عمل قصيرة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *