-->

تعدد الساحات، المعركة واحدة.

"ينصح بعض الخبراء في استشاراتهم بالتركيز على توحيد الجهود للانخراط في معركة المركز وتفادي خوض معارك متعددة في ان "
غير أن هذا الرأي ينقصه عامل (الرفاه) بحيث تتحكم فيه ظروف المناخ مع  الامكانات المرصودة والخطاب القوي الموجه...
 وفي التجربة الصحراوية التي كانت وليدة ( ان الحرب قدر لا خيار غيره)  تشكل الاستثناء.  فعندما كانت الحرب العسكرية تدور رحاها بحصائل عينية شاخصة في الشواهد اليومية ( أرواح، غنائم، تحرير بلدات ومئيات الأسر، ودك تحصينات العدو...) أعطت القوة الكافية لإدارة معارك قفزت بالمكاسب على أكثر من صعيد دبلوماسي، وبناء مؤسساتي والأهم هو تأطير المفاهيم وتفجير المعجزات الكامنة في الانسان النوعي في ظل خطاب قرن المنشور بالممارسة والمهرجان والملتقى بالفعل البنأ.  كان هذا قبل أن تنساق الإدارة الي مرارة التحليل النابع من تحديات اللحظة السياسية الموصوفة بتشكل اتحادية القطبية وظهور ملامح عالم إعادة الترتيبات الجيوسياسية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وما أفضى اليه من تفكك دول واختفاء كيانات وتوجهات ايدلوجية... انسياق جاء لدر إرادتهم في اذابة الحقيقة الصحراوية في محلول تجارب التفكيك والتلاشي انذاك.
 فكان البقاء هو الرهان الذي نجحت البوليساريو في الحفاظ عليه وبثمن باهظ تولد عن تجليات توقف المعارك وسبات اللاحرب واللاسلم... الواقع الذي سيلقي بظلاله على الأداء  حيث اتلف التقاليد وهشم بعضا من المخزون... مما وضع العبقرية الصحراوية من جديد أمام رهانات الاستمرار وابداع الوسائل المناسبة كتحريك معارك الروافد والزحف نحو المركز (المصب). معارك اربكت العدو وخلقت مبررات الحضور الدائم في الأرض المحتلة والشروع في التاميم القانوني للثروات، مع الحفاظ على الموقع في المنابر الدولية... في ظل مؤسسات وطنية صرفة. الا ان التهيئة للتأقلم مع التضاريس الجديدة وتقاعس خطاب مواكب وتأكل او قدم ادواته ان صح الوصف. وبما ان الطبيعة لا تقبل الفراغ كان لنتاسل الوسائط الاعلامية غير المحكم في توجيهها ضمن مايعرف بالإعلام البديل ومنصات التواصل الاجتماعي في واقع تقاذفته ارغامات عدة ليس اقلها وطأة التأجيل وطول أشواط النزال وتواري قيم التطوع ومثالية الطلائع والقادة... كان لكل هذا الأثر البارز في تكسير الصورة العامة لمختلف الجبهات وضمورها أمام اهتمامات ومتطلبات جديدة اقل أهمية وموغلة في الذاتية. كل هذا شوش الصورة وشتت التركيز لدي بعض النخب والعامة مع بروز الحنين الي وطيس المعارك وما كانت تدر من مكاسب كتعبير عن حالة من عدم الرضى الجماعي ابتغاء لتحيين اللحظة الفارقة في الحسم. انه تقييم يحيل على ضرورة تقدير الجهود التي لم تتوقف أمام كل الظروف ومتغيرات اتجاهات الريح الدولية. وبالقدر نفسه يضعنا أمام مسئولياتنا في التنوير والتوجيه وقيادة الفعل المقاوم... فهل نحن في موقف استعداد حقيقي لبلوغ اللحظة الفاصلة؟ وهل قررنا العودة إلى المعركة الجوهر، وسلمنا بعدم جدوائية معارك الروافد؟. ثم هل اجمعنا على تحليل موحد بعد ما تفرقت السبل بروؤى غالبيتنا ( قادة واطر وقاعدين) وعاشوا اوهام دستها اجندات الآخرين في دفاتر يومياتنا؟. أسئلة بلورتها عقود الانتظار وكانت جوهر نقاشات مستفيضة في مؤتمر الجبهة الاخير، لتتولى قيادة ما بعد المؤتمر الإجابة عنها، دون اغفال دور كل المناضلين في الفعل والأداء. إن الاستمرار في لوجود والبناء مع تجاوز كل مطبات الرهان لايضاهيه بالنسبة للصحراويين الا عظمة لحظة الانبلاج المعجزة مطلع سبعينيات القرن الماضي. مما يجعلنا نتسأل مرة أخرى وابكثر عمق : هل نحن أمام خلاصة ضرورة الانبعاث من جديد بنفس الثوابت والمرامي؟ لعل عوامل النجاح كامنة في مكنونات الإنسان الذي يشكل جوهر الفعل وبالتالي يبقى لبريق الخطاب وسحر فعله المقرون بمثالية الاداة التنظيمية وقدرتها على العطاء من موقع المتقدم أثرا كبيرا في توحيد التحليل وترتيب الأولويات وتوزع المسئوليات كل من موقعه، دون تعجيز تنظيمنا بالردم بالمؤاخذات وتسفيه الرموز وتحييد الثوابت التي حددت المنطلق ولا رالت تؤطر الغاية منه.
بقلم: محمد لغظف عوة.

Contact Form

Name

Email *

Message *