-->

الأسرة الأميرية بقطر تقضي عطلتها الصيفية بتركيا متجاهلة معاناة شعبها من الأزمة الاقتصادية وكورونا


تداولت وسائل إعلام تركية على مدار الأيام السابقة أخبارًا حول رُسّو يخت أمير قطر تميم بن حمد آل ثانى على ساحل مدينة بودروم السياحية التركية، ووصول عدد كبير من الأمتعة والمُتعلقات وطُهاة ومربيات أطفال وحُراس إلى جانب عاملين بالقصر الحاكم بالدوحة بُرفقة عدد من أفراد العائلة القطرية.
هذا اليخت بحسب الأخبار المتداولة سواء عبر وسائل الإعلام التركية أو عدد من الحسابات الخليجية عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر" هو "لوسيل" والذى يُعد واحدًا من أكبر اليخوت فى العالم من حيث الفخامة والضخامة، وقد قضى به تميم إجازته العام الماضى فى جزيرة سيكاثوس اليونانية.
 
من ناحية أخرى، أشارت التقارير الإعلامية إلى أن "يوسيل" ليس بمفرده على السواحل التركية، وإنما كان قد وصلّ قبله بأسبوع يخت "كتارا"، وهو ما يُثير العديد من التساؤلات حول هذا الأمر.
استقرار اليخوت القطرية قبالة سواحل بودروم التركية تم إلقاء الضوء عليه من قبل عدد من وسائل الإعلام التركية بشكل مُكثف ما فتح التوقعات أمام أن أنقرة تستغل الدوحة كنوع فى الترويج للسياحة بتركيا، وخاصة أن الزيارة السابقة لأمير قطر باليخت ذاته كانت فى اليونان والتى تُعد أحد المعالم السياحية المُميزة.
صحيح أن الشخصية الأميرية التى وصلت إلى تركيا ليست مُحددة بشكل قاطع إذا كان أمير قطر نفسه أم شقيقه أو شخص آخر، ولكن المؤكد أنه من العائلة الحاكمة بالدوحة، والحديث حول وجود 2 من اليخوت القطرية على سواحل تركيا دفع عدد من الحسابات الخليجية للتفكير فى احتمالية أن هناك بعض من الشخصيات القطرية تُحاول الهروب خارج الدوحة.

الأمر المُثير أيضًا واللافت للانتباه يكمُن فى مدى البذخ الذى نقلته وسائل الإعلام المختلفة والتى تناقلت الخبر مُرفقًا بمقطع فيديو وعدد من الصور لوصول المُتعلقات والعاملين بالقصر الأميري، وخاصة فى ظل ما تُعانيه الدوحة من أزمات اقتصادية سواء جراء مقاطعة جيرانها التجارية لها منذ يونيو من عام 2017، أو فى ظل أزمة فيروس كورونا العالمية والتى تسببت فى مُعاناة اقتصادية لعدد من الدول حول العالم.
هذا وتوقع المصرف المركزى القطرى فى أغسطس الماضى انكماش اقتصاد الدوحة خلال العام الجارى بسبب الفيروس المستجد وضعف أسعار النفط، كما أشار التقرير ذاته إلى تحليل مبدئى أفاد بأنه فى حال استمرار الظروف نفسها لفترة؛ سيترتب على ذلك أن يظل نمو الناتج المحلى الإجمالى سلبيًا خلال العام الحالي.
من الواضح أن النظام القطرى لا يهتم بشعبه أو ما يُعانيه من مشاكل اقتصادية يبدو أنها ستستمر لفترة دون حلول واضحة أو مُقترحة أو حتى فى ظل انتشار فيروس كورونا؛ ففى ظل هذه الظروف التى لا تُبشر بخير على أهل الدوحة، تتجه اليخوت الأميرية إلى تركيا، وقضاء العطلة المُقررة سنويًا مع حالة من البذخ لا يكترث النظام القطرى أن تظهر على مرآى من القطريين والمعارضة التى ضجّت من سياسات النظام بشكل عام وعانت على مدار سنوات ما دفعها إلى مغادرة البلاد.
وبحسب صحيفة "سبق" السعودية فقد أعربت بعض الشخصيات التركية عن تعجبها من عدد الأمتعة والمُتعلقات التى اصطحبها القطريين ممن وصولوا إلى بودروم التركية، فيما علق مصدر تركى حول مشهد وصول أفراد العائلة الحاكمة القطرية، لافتًا إلى أنهم ذاهبون فى رحلة بحرية مع اليخت كتارا والشهير بـ"القصر العائم". وتساءل الكاتب السعودى إبراهيم السليمان عبر حسابه على تويتر، هل هذا المشهد يُعد هروبًا سياسيًا أم هو بالفعل عطلة سياحية؟! وحول إذا كان الأمر بالفعل للسياحة فقط، فقال: "هل يُعقل أن يُحبس أهل قطر ويخرج هؤلاء بصغارهم للسياحة!!"، فى إشارة إلى عدم اكتراث نظام الحمدين – الحكومة القطرية – لما تمُر به الدوحة من تغيرات وأزمات مُتوالية خاصة خلال السنوات الأخيرة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *