-->

هل تعلمت البوليساريو درسا من خلافاتها؟

 إنها المرة الأولى التي تنجح فيها قيادة الجبهة في تفكيك أزمة خلاف داخلي بين أعضائها، شبيه بذلك الذي تسبب للنظام الصحراوي في خسارة العديد من  قادته العسكريين والسياسيين.
 ويعتبر هذا الحدث نجاح حقيقي إذا ما تأكد أنه تم دون التدخل من  "الأخ الأكبر" صاحب الخبرة الطويلة بمنهج خلافات قادة الجبهة،رغم فشله في رأب الصدع بين الإخوة المتخاصمين، في حالة أيوب،عام 2001.
 وتؤكد التجارب السيئة لصراعات داخلية سابقة أن بعض القادة
 تحولوا إلى قوة فوق قوة التنظيم مما تسبب في وقوع حالات من التشنج والنرفزة عرفت محليا بمصطلح "لفكايع" المصطلح الأقرب إلى مفهوم الابتزاز السياسي،إذ إن الاختلاف لا يكون في الرؤى،عادة،وإنما حول المناصب والمواقع والأدوار !!
 وكانت المؤسسة العسكرية في حاجة إلى التحكم في سلوكيات قادتها المنفلتة لجعلها أكثر ملاءمة للتكيف مع حجم التحديات والاحتياجات من خلال تقييد وظائف وصلاحيات قادتها.
 وحين حاول عبد الله لحبيب  تقمص هذا الدور،حيث قطع شوط لا بأس به في هذا الصدد،جوبه بشدة من طرف هؤلاء القادة،وتمت مقاومته والاعتراض على وجوده،حيث أتهم بممارسة سلوكيات "الغطرسة"،ووصفت أوامره بأنها "لا تقبل الجدل"،وأمام هذا الوضع، اضطر الرئيس للنزول عند رغبة قادة جيشه الميدانيين،،حيث أزاح عبد الله من منصبه،وتم تكليفه بتسيير مؤسسة صغيرة،كانت تتبع دائما لوزارة الدفاع ،تم النفخ في اسمها لتصبح وزارة .ولعل الرجل  فهم من هذا التصرف تقزيما لمهامه داخل المؤسسة العسكرية،التي كان يمثل رأسها،وأن التعيين الجديد تم دون الرجوع إليه!!
 وكالعادة.حمل هؤلاء القادة أسرار خلافاتهم، خارج قاعات الاجتماع مما جعلها قابلة للنفخ المصلحي والقبلي والجهوي.
 وعلى أي حال يعتبر هذا الصلح،خطوة شجاعة،تحسب لقادة الجبهة حالت دون وقوع ما هو أعظم.
بقلم: ازعور ابراهيم

Contact Form

Name

Email *

Message *