-->

حقيقة التحضير لانقلاب عسكري في العراق يقوده عزت الدوري النائب السابق للرئيس الراحل صدام حسين؟



بعد أن انتهت حقبة الانقلابات في العراق منذ عقود، عادت هذه المرة بشكل لافت، لكنها مجرّد تكهنات وتحذيرات أطلقها القيادي في حزب المجلس الإسلامي الأعلى وزير الداخلية الأسبق باقر جبر الزبيدي مما وصفه بمخطط لانقلاب عسكري في البلاد يرعاه عزت الدوري النائب السابق للرئيس الراحل صدام حسين، وأشغل بها الشارع العراقي.
سياسيون ومراقبون علقوا على الأمر بالكثير من البرود والتندر، ووصفوه بأنه "ضرب من الخيال" بسبب غياب المقومات الأساسية للانقلاب العسكري في العراق في الوقت الحالي، فضلا عن أن ضباط الجيش السابق بلغوا من الكبر عتيا، ولم يعودوا قادرين على تحمل ثقل مثل هذا التحرك الجريء.
كما لم يصدر أي ردّ حكومي رسمي ولا بيان أو تعليق من القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية حول الموضوع، رغم مرور عدة أيام على إطلاق التحذير.
لا مؤشرات
ويرى الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد الدكتور عدنان بهية أن تحذير الزبيدي غير دقيق وغير مبني على معلومات دقيقة، وهو "أشبه بوهم"، معتبرا أن "الزبيدي يحاول فتح أكثر من جبهة لتشتيت الرأي العام، أو محاولة إثبات وجوده ثانية على الساحة".
وقال عدنان بهية للجزيرة نت إن "الانقلاب العسكري له مستلزماته الخاصة ومنها وجود قيادة واتصالات وقطعات عسكرية تستطيع إمساك مفاصل رئيسية في الدولة، مثل المطارات والمقار الرئيسية كالمنطقة الخضراء المحصنة، ولا مؤشرات على ذلك في العراق حتى الآن سواء في بغداد أو المحافظات الأخرى".

وأشار إلى أن "كبار ضباط الجيش العراقي السابق وصل بهم العمر إلى مرحلة متقدمة، ولم تعد لديهم القدرة على قيادة انقلاب، كما أنهم ليس لديهم اتصالات مع بقية ضباط الجيش الحالي، لإنشاء وحدات عسكرية تستطيع التخطيط لمثل هذا الموضوع".
إسكات الجماهير
وتعليقا على ذلك، قال عضو مجلس النواب عن تحالف القوى العراقية ظافر العاني إن مثل هذه الأحاديث "صارت سمجة، وكأنها تكرار لطرفة قديمة"، فكلما واجه النظام السياسي احتجاجات وضغطا شعبيا بسبب سوء الأداء، يأتي من يحاول أن يبث الخوف والقلق بين الجمهور الشيعي، من أجل إسكاتهم.

وقال العاني للجزيرة نت إن "الجماهير صارت أكثر وعيا، ولم تعد تعتقد برمي المشكلات على شماعة البعث والنظام السابق أو ما شابهه".
ضرب من الأوهام
أما المحلل السياسي فلاح المشعل فيرى أن واقع الحال ينفي تماما ما تحدث عنه الزبيدي، بسبب غياب مركزية الدولة وتوزع مراكز القوى وانتهاء موضوع سطوة العسكر لوجود المليشيات وانتشار السلاح الذي كان حصرا بيد المؤسسة العسكرية.
وقال المشعل للجزيرة نت إن "ما تحدث به الزبيدي مجرد وهم وضرب من الخيال لا أكثر، وهو يعرف ذلك، لكنها محاولة مكشوفة لإلهاء الناس والتغطية على فشلهم (الذي أدى إلى) خراب العراق خلال 17 سنة".
تحذير الزبيدي
وكان الزبيدي كتب على صفحته في فيسبوك قبل أيام مقالا مثيرا للجدل بعنوان "الانقلاب العسكري القادم في العراق"، قال فيه إن "المؤتمرات التي تمّ الحشد لها من بعض الشخصيات المحسوبة على العملية السياسية بعد الغزو الأميركي عام 2003، والتي هربت من العراق، وبعثيين مقيمين في كردستان العراق ودول غربية، خلصت إلى تفويض الجناح العسكري لحزب البعث المنحلّ بعد فشل المشروع السياسي للحزب".
وأشار الزبيدي -الذي شغل منصب وزير الداخلية بين عامي 2006 و2008- إلى أن "التدريبات المكثفة التي يقوم بها الجناح العسكري للبعث في شمال محافظة ديالى ومثلث الموت (مناطق مكحول وخانوكة وسلسلة جبال حمرين) شمال شرق بغداد، لها هدف واحد، وهو دعم مشروع الانقلاب العسكري الجديد.

ونبه الزبيدي إلى أن ضباطا سابقين في الأجهزة الأمنية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين، هم من وضع المخطط بالتعاون مع شخصيات عسكرية، ومقاتلين تابعين للطريقة النقشبندية برعاية عزت الدوري.
يشار إلى أن الدوري -المتقدم في العمر والمصاب بعدة أمراض والمتواري عن الأنظار منذ عام 2003- يتزعم تنظيما مسلحا يطلق على نفسه اسم "الحركة النقشبندية"، وينشط في شمالي ديالى ومحافظتي كركوك وصلاح الدين، بحسب تقارير.
وتشهد المناطق المحصورة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين -المعروفة بمثلث الموت- عمليات مسلحة متواصلة ضد أهداف عسكرية ومدنية، يشنها مسلحون يشتبه في أنهم من تنظيم الدولة.
وفي وقت سابق، رصدت القوات المسلحة الأميركية 10 ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقال الدوري أو قتله، إذ يوجد اسم الرجل الثاني أيام صدام حسين على قائمة الولايات المتحدة لشخصيات النظام السابق المطلوبين.
وكان آخر ظهور للدوري في نيسان/أبريل 2019، عندما ألقى كلمة عبر الفيديو قدم فيها اعتذارا إلى الكويت عن غزو 1990، وأكد أنها لم تكن جزءا من العراق.‎

المصدر : الجزيرة

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *