-->

أبعاد الهوية الصحراوية في تحقيق الوحدة الوطنية



بقلم: الرباب الشيخ
تحل علينا الذكرى 45 لملتقى بنتيلي التاريخي الذي تأسست فيه النواة الأولى للوحدة الوطنية الصحراوية في ظرف متميز من كفاحنا الوطني، الذكرى التي تأبى النسيان 12 أكتوبر 1975 تتيزهي الأخرى عن غيرها من الذكريات الوطنية كونها تجسد وترسخ معالم رض الضف الصحراويلمجابهة الاستعمار الاسباني و من بعده الاحتلال المغربي.
في الثاني عشر من اكتوبر سنة 1975 م،تم إعلان الوحدة الوطنية لجمع شمل الصحراويين تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب . و كان يوما عظيما حقا ، تنادت فيه الضمائر الحيّة من كل اتجاهات المعمورة معلنة ولاءها لتنظيمها السياسي الذي ما فتيء ان حلم به كل صحراوي تجري في عروقه روح الوطنية ،
بها أعلن الشعب ميلاد كل متصل غير قابل للتجزئة ومنها كانت شرارة الخلاص من العتاة الغاصبين بوحدة عنصر ... وإرادة جماعة ... ونبذ للذات التي ترفض الضمير الجمعي في تكبر ورياء...
أعلنها الشعب منارة للحمة الواحدة بين أبناء الساقية الحمراء ووادي الذهب فتفرقت حينها جموع الرافضين للهدف الواحد وبفكر الشهيد المفدى الولي مصطفى السيد كانت شمعة الوحدة الوطنية صمام أمان لمد تحرري فيه اليد باليد والوطن للوطن والدخيل مرفوض والإحتلال لا وجود له فإما أن نعيش موحدين أو نموت على الود والعهد ثائرين على هدي العشرين من ماي الخالدة.
ومماساعد في تحقيق مبادئ الوحدة الوطنية وتجسيد اهدافها بإنضواء كل الصحراويين على مختلف مشاربهم وأفكارهم تحت لوائها دون مواجهة أو صعوبات تحول أو تعرقل أو تؤخر من تحقيقهانذكر البعد الثقافي  و عامل الهوية المشتركة
هناكجملة من الأبعاد المتجذرة في الثقافة الوطنية للشعب الصحراوي، أبعاد ثقافية عريقة في قيم مثلى و اصيلة،شكلتذلك البعد الوحدوي الإنساني والاجتماعي بين أفراد الشعب الواحد قبل ان يتم دعمها بالبعد السياسي الذي مثله تحقيق الحلم الوطني في وجود الإطار السياسي الجامع ، إطار كل الصحراويين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
وحدة الفكر والوجدان 
إن الشعب الصحراوي الذي تميز عبر تاريخه بالتكافل الاجتماعي والتعاون والتعاضد ومساعدة المحتاج ودعمه واكرام الضيف وإيثاره على العيال حتى يغادر مكرما ومعززا ، وجد نفسه أمام مطلب سياسي يعزز عادة حميدة تعد ركيزة من ركائز ثقافته الوطنية التي لايساوم عليها ولايمكنه التخلي عنها فسارع إلى اعتناقها والتمسك بها انطلاقا من المثل القائل " عدلها مع الناس تصلح لك ، عدلها وحدك تخسر اعليك " 
وحدة اللهجة:
 لم تأت الجبهة الشعبية للصحراويين من كوكب آخر لتخاطبهم بلغة غريبة ، والشعب الصحراوي ليس تركيبات معقدة من أصول مختلفة أو أجناس مختلفة ذات لهجات متعددة وميولات مختلفة يصعب التعامل معها بل كانت اللهجة الحسانية واللغة العربية هما اللسانان المستعملان للخطاب بين كل افراد المجتمع الشئ الذي دعم ترسيخ الوحدة الوطنية من هذا البعد .
وحدة الدين:
 اعتبارا لكون الدين الإسلامي الحنيف هو الدين الوحيد الذي يدينه الشعب الصحراوي وانطلاقا من قدسية الجهاد ومقاومة الكفار والمعتدين الغزاة ( الصائل دمه هدر ) الراسخة في الثقافة الإسلامية وقناعات الشعب الصحراوي المسلم منذ القدم ، ووعيا بأهمية ومغزى الم ثل الشعبي القائل " الگوم المتخاونة ماتكسر الغزي " والمثل الشعبي القائل "حمل الجماعة ريش " وجد نداء الجبهة الشعبية للوحدة الوطنية صداه ولقي التجاوب المطلوب من أفراد الشعب الصحراوي دون إستثناء. 
وحدة سبل العيش: 
إن الشعوب وكما يقال لاتنجسم إلا مع ثقافتها وتراثها ، وبما أن الوحدة الوطنية ظلت عبر قيم وعادات وسلوك الشعب الصحراوي عمقا راسخا وبعدا عريقا في الثقافة الصحراوية تترجمه وحدة الزي الوطني ووحدة تحاشي ألسنة الأذى ببذل المال دون العرض، العناية الفائقة بالضيف، وإحترام الجار وعون المحتاج ، واحترام الكبير والأخذ بالرأي والمشورة ، والتعاون عند الشدائد( الزز ، النسيج ، أتويزة ) ..... الخ
بالوحدة الوطنية حقق الشعب مرامه المنشود من التصدي لمخططات الغزو وبها كان يراع الثورة يكتب أسطر الدم الواحد بأحرف الهدف الواحد بين أبناء الشعب الواحد.
وهذا مايطابق قول الشاعر الصحراوي:
سابگ وحدتنا محـــــــگوبين
كنا واضعاف ومطــــــفوگين
فانحاي العـــــــــالم مشـــــــــــتين
ما مكـــــلم عـــــــــــــن ولفــــــــــــتنا
ومنين اتوحــــــدنا فالعـــــــــــين
صلحت بالوحد وگفـــــــــــــتنا
وعادو مكسـورات الوذنين
فــم الكلمـــــــــتنا والفــــــــــــــــــــــتنا
لنظـــــــــــــار القوتنا حـــــــــــرين
وأسياد وگـــــــــــــــــــــــــلت كلفتنا
ودرت خلفتنا بعـــد اسنين
كانت فتـــــــــــــرانة خلـــــــــــفتنا
واباش انتمــــــو منتصـــرين
واتم اكبيــــــــــــرة شلــــــــــــــــــــفتنا
حذاري يالصـــــــــــــــحراويين
تنجــــــــــــــــرو للفتن فــــــــــــــــتنا
جربناهـــــــــــــــا واعدونا زين
عندو ننجــــــــــــــــــــــرو للفتنا
المصدر: اسبوعية الصحراء الحرة ـ عدد خاص بحدث الوحدة الوطنية

Contact Form

Name

Email *

Message *