-->

مجلة الجيش الجزائري .. عناق الثبات والنخوة



بقلم: عالي أحبابي
غداة الذكرى الخامسة والأربعين لإعلان الوحدة الوطنية ، يسر أسرة تحرير جريدة الصحراء الحرة أن تتوجه إلى الشعب الجزائري الشقيق عرفانا وتبجيلا لمواقف العهد والثبات التي ظلت تسيج علاقات الشعبين الشقيقين .
مجلة الجيش الجزائري، تشرفت في عددها الصادر سبتمبر المنصرم الحديث عن القضية الصحراوية من زوايا عدالتها وصمود شعبها ، مؤكدة أن الجيش الجزائري حامل لواء النخوة والعهد يؤمن بأن القضية الصحراوية تظل قضية تصفية استعمار حان اجتثاثه وإقباره في مقابر الاستعمار .
قراءة في تحليل المجلة تقودنا إلى أن الجيش الجزائري يعتبر أن الصحراء الغربية ما تزال تعاني تحت وطأة الاحتلال المغربي والاستغلال غير القانوني لثرواتها الطبيعية بما يتعارض مع اللائحة الأممية المتعلقة بحق الشعوب الخاضعة للاستعمار الأجنبي في تقرير مصيرها والتمتع بالاستقلال والقرارات الأممية المختلفة ، وأبرزت مجلة الجيش الجزائري التي خصصت ضمن عددها لشهر سبتمبر 2020  ملفا حول قضية الصحراء الغربية، ان محكمة العدل الدولية من خلال رايها الصادر سنة 1975 اكدت ان لا سيادة للمغرب على الصحراء الغربية التي تعد اقليما محتلا ينطبق بشأنه مبدأ تصفية الاستعمار إضافة الى قرار محكمة العدل الأوروبية الأخير القاضي بان الصحراء الغربية إقليم غير مستقل.
وأضافت المجلة أن الشعب الصحراوي يستمد نضاله المشروع من قرارات الشرعية الدولية سيما القرار 1515 للجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر بتاريخ 14 ديسمبر 1960 الذي نص صراحة على ضرورة الإسراع لوضع حد للاستعمار بجميع صوره ومظاهره دون قيد او شرط ومباشرة اتخاذ تدابير فورية لتمكين شعوب الإقليم المستعمرة من تقرير المصير والاستقلال.
وأشارت المجلة إلى أن الصحراء الغربية أدرجت ضمن الأقاليم التي لا تتمتع بالحكم الذاتي وبالتالي التي ينطبق عليها القرار الاممي المذكور وهو ما يعد اعترافا دولية بضرورة انهاء الاحتلال بالصحراء الغربية.
سياسة المماطلة والإبقاء على الوضع الراهن
وأوضحت مجلة الجيش الجزائري ان مسار التسوية الذي ترعاه منظمة الأمم المتحدة منذ 1988 يوجد في طريق مسدود، فرغم انشاء بعثة المينورسو منذ 29 سنة خلت أي سنة 1991 لتطبيق خطة التسوية الأممية الافريقية الذي من أبرز بنوده و مهامه تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، الا ان الوضع لا يزال الى يومنا هذا يراوح مكانه بسبب عجز الأمم المتحدة عن تنفيذ التزاماتها بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وحمل المغرب على تطبيق قرارات الشرعية الدولية والكف عن المماطلة لربح مزيد من الوقت والإبقاء على الوضع القائم وحالة الجمود التي تطبع القضية الصحراوية مما يمكنه من الاستمرار في سياسة الاحتلال وقمع المقاومة السلمية ومنعها من فضح الممارسات التعسفية لدى الراي العام الدولي الى جانب مواصلة نهب ثروات الإقليم المحتل.
الجزائر تدعو الى استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، بعيدا عن أية مناورات تسويفية وعن سياسة الأمر الواقع.
وجددت المجلة الموقف الجزائري الثابت إزاء تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ، مبرزة خطاب الرئيس عبد المجيد تبون امام قمة الاتحاد الافريقي فبراير 2020 والذي عبر عن الأسف الشديد، كون  مسألة الصحراء الغربية لم تعرف بعد طريقها إلى التسوية.
 فمنذ سنوات طوال، تعكف منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بدعم من المنظمة  القارية على تطبيق مراحل خطة للتسوية المرسومة لقضية الصحراء الغربية المبنية على أساس حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، إلى ذلك دعت الجزائر الى بذل جهود صادقة وبنية حسنة في سبيل البحث عن حل لقضية تصفية الاستعمار الوحيدة التي تبقى معلقة في افريقيا، حل يضمن حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر ونزيه بما يتماشى وقرارات الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة ذات الصلة.
وجدد الرئيس عبد المجيد تبون عن تمسك الجزائر بصلابة وثبات بالموقف الافريقي الداعم للقضية الصحراوية العادلة واستكمال مسار تصفية الاستعمار في افريقيا بعيدا عن أية مناورات تسويفية وعن سياسة الأمر الواقع، وعلى الصعيد الإنساني والوضع الناجم عن استفحال وباء كورونا المستجد اعطى الرئيس عبد المجيد تبون اومر لفتح جسر جوي لنقل مساعدات إنسانية وطبية الى الشعب الصحراوي.
انتصار كاسح.
وأكدت مجلة الجيش الجزائري انه وفي ظل التعنت المغربي وعرقلته لتسوية سلمية للنزاع في اطار اممي ما فتئت القضية الصحراوية تسجل الانتصارات تلو الانتصارات كان اخرها الضربة القاصمة التي وجهها مؤخرا الاتحاد الأوروبي من خلال الممثل السامي للشؤون الخارجية للاتحاد الأوربي “جوزيف بوريل” بشان وهم مغربية الصحراء الغربية وذلك بعد فترة وجيزة من نشر وسائل اعلام مغربية لمعلومات مضللة ومغلوطة بشان موقف الاتحاد الأوربي من القضية الصحراوية موكدا ان موقف الاتحاد الأوربي  لا يمكنه ابدا ان يتناقض مع اللوائح الأممية، حيث ذكر في هذا الصدد ان موقف الاتحاد الأوربي إزاء الصحراء الغربية تحكمه لوائح مجلس الامن الاممي وانه يعتبر ان الصحراء الغربية اقليما غير مستقل ستحدد وضعه النهائي نتائج المسار الجاري الذي تقوده الأمم المتحدة، واعتبرت المجلة تصريحات بوريل حول الوضع النهائي للصحراء الغربية المحتلة أنها تعد بحد ذاتها سابقة في ادبيات الهيئة الأوربية في إشارة صريحة الى ان الإقليم محل النزاع يخضع للاحتلال، مذكرة بأن محكمة العدل الأوروبي أصدرت احكاما ببطلان الاتفاقيات الاقتصادية مع المغرب التي تشمل الصحراء الغربية.
مكسب جديد.
وأوضحت مجلة الجيش الجزائري في عددها الاخير ان المغرب اعتقد ان انضمامه الى الاتحاد الافريقي سيمكنه من حصار القضية الصحراوية والتضييق عليها او تحييدها، غير ان النتيجة جاءت مخالفة لمخططه حيث حققت القضية الصحراوية مكسبا جديدا اثر اعترافه بالجمهورية الصحراوية بموجب بنود الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي الذي صادق عليه المغرب قبل انضمامه الى المنظمة جانفي2017 والتي من ضمنها الدفاع عن سيادة الدول الأعضاء ووحدة أراضيها واستقلالها واحترام الحدود القائمة عن نيل الاستقلال عوض الانخراط في مسعى التسوية السلمية، ذهب المغرب الى حد المطالبة باستبعاد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد وهو تحد صريح لأعضائه وانتهاك صارخ لمبدأ المساواة والترابط بين البلدان الوارد في وثيقة تأسيس الاتحاد.
وما فتئ الاتحاد الافريقي خلال قممه ان يرافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وهو يستعد لتفعيل نشاط الالية الافريقية حول الصحراء الغربية المعروفة ” بالترويكا ” وهو ما من شانه الدفع بالجهود الاممية نحو تحديد موعد لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية.
اسبوعية الصحراء الحرة ـ عدد خاص

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *