-->

ثغرة الكركرات وتداعياتها على القضية الوطنية



تعد ثغرة الكركرات خرقا سافرا لاتفاق وقف اطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية و بالتالي يجب وضع هذا الخرق في سياقه القانوني والتعاطي معه على هذا الاساس.
و هذا يعني انه لايمكن اختزال الصراع بين جبهة البوليساريو والمحتل المغربي في هذا الخرق وحله يعني انتهاء الاحتلال بل هي قضية هامشية في صراع اكبر من ذلك جوهره الاساسي يكمن في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية طبقا لقرارات الامم المتحدة وبالتالي على جبهة البوليساريو التعاطي مع الخرق ضمن صياغه القانوني وعدم تحجيم الامر ليصبح قضية راي عام ومسالة خسارة او ربح للرهان النهائي مع الاحتلال وعدم ترك الباب مشرعا ليدخل من يريد ويستغل الموضوع وفقا لمخططاته واهدافه الشخصية بما فيهم العدو الذي بدا يعد العدة لتدويل الخرق واستغلاله داخليا وخارجيا لتمييع الصراع وجر العالم الى ان نهاية القضية الصحراوية مرحليا هي غلق او عدم غلق الثغرة لقتل النزاع في الصحراء الغربية وتجميده وتحريف مصاره الى قضايا جانبية كان على الجبهة التعامل معها بحزم وفق الشرعية الدولية عن طريق تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، لان الاحتلال بدا يسوغ لفكرة ان المينورصو هدفه الحفاظ على هذا الاتفاق لاغير، خاصة بعد طرد المكون المدني والسياسي لبعثة تنظيم الاستفتاء وبدات الامم المتحدة تنحاز الى هذا الطرح وتتبناه في خطوة جديدة للانحراف عن المسار الصحيح في هذا النزاع الذي عمر طويلا وبتحيز فاظح هو الاخر من منظمة اريد لها ان تكون الحكم لا الخصم وحل النزاع في سياقة باعتباره تصفية استعمار من اقليم محتل حسب توصيفها هي.
 اذن ما اريد التاكيد عليه هو الحيطة والحذر مما يحاك في الظلام لجعل ثغرة الكركرات جوهر الصراع وتجييش المشاعر والعواطف في القاعدة الشعبية خدمة لاهداف العدو علينا بكل حزم فرض خياراتنا ومواقفنا تماشيا مع الحق والقانون ولانترك اي فراغ من شانه ان يدخل معه العدو متسللا ليطبخ في بيتنا مايشاء ويدس السموم فيه و نتجرعه بمرارة ونحن غافلون، نتفرج دون تحريك ساكن.
 علينا ان نقيم الوضعية بما فيه الكفاية ونتصرف ضمن خطة محبوكة لقفل الباب امام كل من تسول له نفسه العبث في مصيرنا وتحريف مسار قضيتنا لنقول له نحن هنا حماة الحق وحراس المشروع وفاءا للشهداء.
يتضح ايضا بان هذا الاختزال يراد به تمييع الصراع وخلق بؤر توتر لتوريط جبهة البوليساريو واظهارها على انها الطرف الشيطان في هذا الصراع من خلال تحويل الحق الى باطل وتغليفه بحقائق مزيفة هدفها الاساسي وضع جبهة البوليساريو في صورة المتمرد على الشرعية الدولية والطرف الغير ملتزم دائما بما تمليه الامم المتحدة وهذا يظهر جليا في القرار الاخير الذي اعتقد انه لا علاقة له بالوضع في الصحراء الغربية ولايخدم ابدا الاستمرار في مسار التسوية لانه اظهر عجز الامم المتحدة من جهة وانحيازها الفاضح لطرف على حساب الطرف الاخر وهذا مايعزز من فرضية الانسياق مع الاطروحة المغربية في شان موضوع الثغرة وجعل الامر واقع على البوليساريو القبول به دون تحريك ساكن والخنوع لارادة المحتل بموجب غطاء اممي مكشوف كما انه علينا الحذر من توسيع الهوة بين القاعدة والقمة من خلال استغلال العواطف والمعاناة والسخط من الانتظار وتحويل ذالك الى مادة دسمة يقتاق منها العدو ومن على شاكلته لخلق راى عام حول هشاشة الجبهة واظهارها بمظهر الضعيف الغير قادر على فعل اي شي في موضوع غلق الثغرة هناك خطوط حمراء لا يمكن لاحد ان يتخطاها تحت اي غطاء وبموجب اي مبرر هذا يعني ان الحزم مطلوب اضافة الى اليقظة وفي الاخير اريد ان اصل الى ان الثغرة يجب ان تغلق مهما يكن لقفل الباب امام اي وضع يمكن ان ينجرعن تركها من تداعيات خطيرة قد لا نحسب لها اي حساب وبالتالي اظهار نوع من الجدية والحزم داخليا وخارجيا لاعطاء النزاع مايستحقة كباقي النزاعات والرجوع الى دور الامم المتحدة التي وجدت من اجله في الميدان المتمثل في اجراء استفتاء عادل ونزيه من شانه انهاء النزاع واعطاء كل ذي حق حقه او الرجوع الى الحرب وتلك قضية اخرى لا نريدها لكن اذا فرضت علينا فنحن لها والله ولي التوفيق.
 بقلم الصالح سيد البوهالي

Contact Form

Name

Email *

Message *