حول ماورد في جلسة مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الصحراوية
ورغم أنها لم تأتِ بجديد إلا أنها كانت فرصة لتأكيد مسؤولية دولة الاحتلال المغربي عن خرقها لوقف إطلاق النار ولإظهار عزلة الموقف الأمريكي (المدعوم ضمنياً من قبل فرنسا) الذي لم يكن يرغب أصلاً في عقد هذه الجلسة، وذلك بفعل إصرار الجميع بما فيهم الأمانة العامة على ضرورة احترام قرارات الأمم المتحدة بهذا الخصوص وجوهر تعددية الأطراف في العلاقات الدولية كسبيل وحيد لحل النزاعات بالطرق السلمية.
الجلسة التي جرت عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد جاءت بطلب من المانيا العضو الغير دائم بمجلس الأمن
وخلال الجلسة استمع أعضاء مجلس الأمن إلى إحاطاتين من قبل السيدة بينتو كيتا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة المكلفة بإفريقيا في إدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، والسيد كولين ستيوارت، الممثل الخاص للأمين العام للصحراء الغربية ورئيس بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو).
وقد كان هناك إجماع من قبل كل الدول الأعضاء على دعم العملية السياسية مع التأكيد على الحاجة الملحة لتعيين مبعوث شخصي جديد للأمم المتحدة للصحراء الغربية.
وفي هذا الإطار عبرت بعض الدول عن موقفها من إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته الذي اعتبرته خرقاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة مع إشارة البعض منها إلى ما سيكون لذلك من عواقب على استمرار الولايات المتحدة في لعب دور "القائمة على صياغة" القرارات المتعلقة ببعثة المينورسو
التصريح الصحفي الذي أدلى به السفير جيري ماتجيلا، مندوب جنوب أفريقيا الدائم لدى الأمم المتحدة، عقب مشاورات مجلس الأمن الحدث، أكد على دعم بلاده لحل سلمي ودائم لقضية الصحراء الغربية بما يكفل تقرير مصير الشعب الصحراوي وتمتعه بحريته وحقوقه الأساسية.
وفي تعليقه على إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، أكد السفير ماتجيلا موقف بلاده المعبر عنه مؤخراً والذي يؤكد بأن أي اعتراف بالصحراء الغربية كجزء من المغرب هو بمثابة اعتراف بعدم الشرعية وهو بذلك يناقض القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وتعتبر هذه الجلسة أول اجتماع للمجلس حول الموضوع بعض التطورات الأخيرة ومنذ تبنيه لقراره الأخير 2548 (2020).
قد استقبل قرار ترامب المتهور بإستنكار قوي و برفض واضح من أوساط و شخصيات تعتبر مرجعية بالنظر الى السياسة الامريكية و منها اعضاء بارزين من مجلس الشيوخ و آخرين كثر من ابرز الديبلوماسيين و منهم من تولى إدارة المفاوضات بين الطرفين الصحراوي و المغربى بالإضافة الى اساتذة و باحثين و شخصيات وازنة.
بدون شك، أن المخزن قد فهم بعد تسجيل ردود الفعل على الصعيد العالمي أن تصريح ترامب المنتهية ولايته لا قيمة له و انه باطل بطلانا كاملا من الناحية القانونية علي الصعيد الدولى بالاضافة الى الضرر السياسى الذى ألحقة بسمعة رأس هرم السلطة المحتل المغربى الذى يختلس عبائة إمارة المؤمنين و يتاجر بلجنة القدس و ببيت ماله و ما الى ذلك من سجلات تجارية مزورة.
ردة فعل المجتمع الدولى الرافضة و الغاضبة و فى الزخم الاعلامي الكبير و المتنوع الذى نتج عن تهور المغادر للبيت الأبيض و إفلاس صاحب العرش المهزوز.
كما أن القضية الصحراوية بعدالتها و اعتراف العالم بشرعية كفاح الشعب الصحراوى و بحقوقه غير القابلة للتصرف بالإضافة الى إجماعه حول الاستقلال الوطنى و استعداده للشهادة من اجل الدفاع عن سيادة الجمهورية الصحراوية أمور كلها جعلت ان الواقع الوطني الصحراوى لا يمكن تجاوزه او القفز عليه و ان السلام العادل و النهائي مرتبط بنهاية الاحتلال و احترام المملكة المغربية لحدودها المعترف بها من لدن المجتمع الدولى و طيها لصفحة التوسع و العدوان.