رئيس المركز المغاربي للبحوث والدراسات في تونس :قيام الاتحاد المغاربي أصبح مستحيلا بعد التطبيع المغربي
أدان رئيس المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق في تونس ماجد البرهومي، الخطوة التي أقدم عليها المغرب بتطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني.
وأكد ماجد البرهومي في تصريح خص “النهار”، أن ما قامت به الدول العربية ما هو إلا إضفاء لطابع الشرعية لكل الجرائم التي ارتكبها الكيان الغاصب منذ تأسيسه.
وقال البرهومي، في أعقاب إعلان ملك المغرب صراحة تطبيع علاقاته مع الكيان الصهيوني، أن الجزاء الذي ناله المغرب نتيجة لهذه الخطوة وهو الاعتراف الأمريكي بالسيادة على الصحراء الغربية أسس لأمر على غاية كبيرة من الخطورة يكمن في الاستقواء بالأجنبي والصهيوني تحديدا لفرض أمر واقع لأزماتنا في المنطقة.
مشيرا إلى أن هذا الأمر سيفتح الباب على مصراعيه لارتماء كل بلد في المنطقة في حضن قوة أجنبية، ما يغذي –حسبه- فرضية الخوض مستقبلا لحروب ضد بعضنا البعض خدمة لهذه القوى.
وأوضح رئيس المركز المغاربي للدراسات والبحوث والتوثيق، أن ما أقدم عليه المغرب نسف كل أمل في قيام اتحاد المغرب العربي الذي اتفق زعماؤه على ترك قضية الصحراء للأمم المتحدة لتنظم الاستفتاء المتعلق بها.
وقال:”أعتقد أن الاتحاد الميت سريريا، لم يعد له أي أمل في الاستمرار و على كل بلد مغاربي أن يبحث عن مصالحه الخاصة بعيدا عن أحلام أجيال الاستقلال في بلداننا”.
وبالنسبة لمسألة تطبيع تونس من عدمها مع الكيان الصهيوني، رد ماجد البرهومي “اعتقد أن الخضراء ستكون ضمن الرباعي الأخير الذي سيصمد أكثر من غيره مع الجزائر وسوريا ولبنان”.
وأضاف “تونس ستكون هي الحلقة الأضعف في هذا المربع باعتبار أن في لبنان يوجد تنظيم سياسي وعقائدي مسيطر يتخندق في محور الممانعة، وفي سوريا نظام صامد أمام كل مخططات الإنبطاح، وفي الجزائر ثروات تغني البلد عن القروض والهبات والصناديق المانحة وهذا ما لا يتوفر في الحالة التونسية”.
ماجد البرهومي، الذي تحدث مطولا عن مستقبل التطبيع من عدمه من طرف بلاده، قال “تونس التي ليس لديها نظام ممانع قوي وثروات طبيعية بكميات وافرة تغنيها عن القروض و الهبات، قوتها في مجتمعها المدني الرافض للتطبيع و في شعبها المتمرد الذي اعتاد على شظف العيش والذي عليه أن يستعد جيدا لمعركة ليس لديه ما يخسر فيها وهو الذي خسر كل شيء منذ سنوات”.
وختم المتحدث تصريحه الذي خص به “النهار” بالقول ” كامل المنطقة مستهدفة بمشروع الفوضى الخلاقة الموجه للأنظمة غير الملكية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و بعد أن تمكن أصحاب المشروع التدميري من تونس وليبيا حان دور الجزائر التي لا أتمنى أن لا يتم استهدافها بنيران شقيقة لأن أصحاب المشروع زائلون و شعوب المنطقة هم الباقون إلى جوار بعضهم ابد الدهر”.
المصدر/ النهار اونلاين