-->

الدبلوماسي الصحراوي حدي الكنتاوي ل ''الخبر'': المغرب وحلفائه في مجلس الأمن يسعون لتغيير الطبيعة القانونية لملف الصحراء الغربية


البوليساريو ترفض المبعوث الأممي المقترح إلى الصحراء الغربية

بعد قرابة عامين على شغور منصب المبعوث الاممي الى الصحراء الغربية، تتداول مواقع إعلام أجنبية أخبارا تتحدث عن اختيار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لرئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان لتعيينه كمبعوث أممي جديد إلى الصحراء الغربية، في خطوة قوبلت برفض روماني داخلي، و استنكرتها جبهة البوليساريو .

و قال الدبلوماسي الصحراوي حدي الكنتاوي في اتصال مع "الخبر " إن جبهة البوليساريو  تركز اهتماماتها في الفترة الحالية على الميدان و كيفية إدارة الحرب أكثر من الاهتمام بالمبعوث الاممي الذي طالبت به لأكثر من عام و نصف، دون تجاوب أمين عام الأمم المتحدة مع الدعوات و مع  الظروف والمتطلبات التي كانت تفرضها المرحلة الى غاية تجاوز المغرب لقرارات الأمم المتحدة و إقدامه على خرق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي.

و في تعليقه على موقف الجبهة من اقتراح رئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان كمبعوت اممي الى الصحراء الغربية قال ممثل البوليساريو في السويد و النرويج " ان جبهة  البوليساريو  أعربت بشكل صريح عن رفضها للمبعوث الروماني لان مساره لا يسمح له ان  يكون شخصا موثوقا، فقد سبق و ان زكى الاحتلال المغربي للصحراء الغربية و سبق ان ناقض قرارات مجلس الامن و  الامم المتحدة"، معتبرا ان مشاركته في منتدى كرانس مونتانا  في مدينة الداخلة المحتلة قتلت خياره في المهد، وأشار في السياق إلى ان ما قامت به الصحافة الرومانية سلخ الرجل من لعب أي دور في ملف الصحراء الغربية و قلل حظوظه في تقلد المنصب.

و لم يستبعد المتحدث أن يكون للمغرب عبر  فرنسا و تواطؤ  الأمين الأممي دورا في الإتيان بشخص يخدم الطرح المغربي في محاولة لتغيير الطبيعة القانونية لملف الصحراء الغربية وإخراجه من سياقه، معتبرا أنها تحركات مكشوفة فضحها الاختراق المغربي الأخير و تعديه على الشرعية الدولية.

و يذكر ان وسائل إعلام رومانية، قالت أن الأنباء التي تحدثت عن اختيار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لرئيس الوزراء الروماني السابق بيتر رومان لتعيينه كمبعوث أممي جديد إلى الصحراء الغربية، تسببت في إثارة فضيحة دولية، حيث ان  دولة رومانيا لم تقترح هذا الاسم الذي  جاء حسبها نتيجة ضغط قام به رئيس الوزراء الروماني السابق عبر مسار شخصي.


 واعتبرت الصحافة الرومانية نقلاً عن تقارير وسائل إعلام دولية، أن اختيار غوتيريش لتكليف بيتر رومان بالمهمة الصعبة المتمثلة في إيجاد حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية، مع احترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرارات التي تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، يعد اختياراً غير سليم، خاصة أن المسؤول الروماني السابق مؤيد لأطروحة المغرب.

و أدى إعلان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب المفاجئ  الشهر الماضي اعتراف بلاده بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية، إلى تزايد الضغط والدعوات الدولية لتعيين مبعوث أممي إلى الصحراء الغربية،  و كثفت عدة دول جهودها من اجل إعادة القضية إلى المسار السياسي الشرعي بعد خرق المغرب لوقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي، و استئناف جبهة البوليساريو خيار الكفاح المسلح.

و في آخر الجهود الدولية، دعا وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم مع  وزيرة العلاقات الدولية والتعاون لجنوب إفريقيا ناليدي باندور في بريتوريا أول أمس الثلاثاء لتعيين  فوري لمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة  لإقليم الصحراء الغربية المحتل.

وأعرب بوقدوم و باندور عن بالغ قلقهما، إزاء تصاعد التوترات  العسكرية في الأراضي الصحراوية المحتلة وأكدا في هذا الإطار على موقفهما  الداعم لحل سياسي عادل ودائم يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير عبر  إجراء استفتاء حر ونزيه وفقا لقرار مجلس الأمن 690 وكذا القرارات ذات  الصلة.

وتعد جنوب إفريقيا أحد أهم حلفاء الصحراء الغربية في القارة السمراء الى جانب الجزائر، حيث قادت عدة جهود الشهر الماضي في مجلس الأمن لإيجاد حل سلمي للقضية بعد سنوات من الجمود، و طالبت مجلس الأمن الدولي بدعم بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية لتنفيذ ولايتها الأساسية وجميع القرارات اللاحقة في إجراء استفتاء حر ونزيه بشأن تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية وهو المطلب الذي يتبناه المجتمع الدولي لحل القضية الصحراوية وفق الشرعية الدولية .‎

Contact Form

Name

Email *

Message *