-->

مفتي القصر الملكي ينتقد موقف ولد الددو من اعتراف ترامب بشأن الصحراء الغربية ويدعو لضم موريتانيا "وغيرها" للمغرب

 


الرباط- نشر الشيخ السلفي المغربي المثير للجدل، محمد الفزازي، رسالة مفتوحة وجهها يوم 20 ديسمبر 2020 إلى الشيخ الموريتاني، محمد الحسن ولد الددو، انتقده فيها لانتقاده إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، بشأن الصحراء الغربية، حاثا إياه بدلا من ذلك للدعوة إلى ما أسماه "عودة موريتانيا للوطن الأم، المغرب".

"كان المفروض أن تدعو بشجاعة إلى عودة موريتانيا إلى الوطن الأصل الذي هو الدولة المغرببة وليس إلى فصل أقاليم الصحراء عن الوطن كما فُصلت موريتانيا وأقاليم في الجزائر وغيرها عن الدولة الأمّ المغرب في سياقات سياسية دولية قاهرة. هذا هو الشرع الأبلج وليس غيره"، يقول الشيخ المغربي، المعروف بعمالته للمخزن منذ أن أصدر ملك المغرب، محمد السادس عفوا ملكيا، عنه سنة 2011 بعد أن كان محكوما بثلاثين سنة سجنا لاتهامه بالوقوف خلف تحريض الشباب المغربي على الالتحاق بالجماعات الإرهابية.

وكان الشيخ الموريتاني، محمد الحسن ولد الددو قد صرح في مقابلة له مع قناة “درر” الفضائية أن "الاعتراف الذي أقدمت عليه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء لا أثر له قانونيا ولا شرعيا"، مضيفا أن "الأمريكان لا يملكون الصحراء ليعترفوا بها أو يبيعوها أو يشتروا بها".

وشبّه العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن الددو، “منح ترامب الصحراء الغربية للمغرب مثل منح وثيقة إثبات حيازة قطعة أرض على القمر”، مشيرا إلى أن “اعتراف أمريكا للمغرب بالصحراء الغربية مثل اعترافهم بإسرائيلية القدس والجولان. هو اعتراف بلا أثر قانوني”.

كما علّق عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على قرار الرباط تطبيع علاقاتها مع “إسرائيل”، بالقول “ليست هناك مصلحة تفرض التنازل عن مقدسات الأمة”.

وللتذكير فقد قضى الشيخ الفزازي 8 سنوات في السجن منذ اعتقاله سنة 2003 حيث حوكم بتهمة "الدعوة والتنظير للفكر الجهادي" التي اعتبرتها الدولة المغربية سببا من أسباب تفجيرات الدار البيضاء التي حدثت في مايو 2003.

وذكر سجناء سياسيون مغاربة عايشوا الفزازي خلال فترة سجنه بأنه عاش حالة انهيار شبه كاملة داخل السجن، وانقلب على الكثير من مواقفه السابقة، بل وساهم من داخل السجن في دعم السلطات المغربية للسيطرة على المعتقلين "الإسلاميين" ومواجهة "الفكر الجهادي"، ثم أعلن بعد ذلك ما أسماه "المراجعات" نقض فيها الكثير من الأفكار الجهادية والمتطرفة التي كان يدعو لها سابقا في الكثير من خطبه وكتاباته.

وساهم خضوع الفزازي لجلاديه في التسريع بإطلاق سراحه من قبل محمد السادس شخصيا، ثم بدأ الشيخ الفزازي في مرحلة جديدة من دعوته ونشاطه لخدمة المخزن، حيث كافأه ملك المغرب سنة 2014 بأن سمح له بإمامة الصلاة به بمسجد بطنجة، ليصعد نجمه إعلاميا منذ ذلك الوقت بشكل لافت للنظر.

Contact Form

Name

Email *

Message *