الاحتلال الصهيوني بصدد تفكيك “قبة الصخرة” وإقامة “الهيكل” المزعوم.. وفصائل المقاومة تقرر تصعيد “المقاومة الشعبية”
أبقت قوات الاحتلال على هجماتها العنيفة ضد الضفة الغربية، وشنت الكثير من عمليات الدهم والتفتيش، التي تخللها اعتقال عدد من المواطنين، وإصابة آخرين بجراح، علاوة عن الهجمات الاستيطانية التي استهدفت طرد المواطنين قسرا من أراضيهم، في الوقت الذي كشف فيه عن مخطط لجمعات استيطانية، يهدف لتفكيك مسجد “قبة الصخرة”، التابع للمسجد الأقصى، ليقام مكانه “الهيكل المزعوم”.
وفي التفاصيل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، المواطن ياسر المدموج من مدينة نابلس شمال الضفة، عقب دهم منزله في الجبل الشمالي للمدينة، وتفتيشه.
وفي مدينة جنين شمال الضفة أيضا، أصيب ثلاثة مواطنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من بلدة يعبد، حيث أصيبوا في الأطراف العلوية، أثناء تواجدهم بالقرب من الجدار الفاصل، نقلوا إثرها إلى إحدى مستشفيات مدينة جنين.
وكانت قوات الاحتلال داهمت مساء الإثنين، قريتي زبوبا وطورة غرب جنين، واقتحمت عدة منازل، وذكر أمين سر فتح في زبوبا حسين جرادات، أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت القريتين وداهمت عدة منازل وفتشتها واستجوبت قاطنيها وسجلت أرقام هوياتهم.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، أربعة مواطنين من طولكرم بينهم أسيران محرران، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت محمد إسماعيل أبو ليفة (46 عاما) من عزبة الجراد شرق طولكرم، والأسير المحرر رائد محمد قوزح (50 عاما) من مخيم طولكرم، بعد مداهمة منزليهما، كما اعتقلت تلك القوات الأسير المحرر عدنان تيسير سمارة (38 عاما)، وفؤاد الشلبي، عقب دهم منزليهما في مدينة طولكرم.
الاحتلال واصل الهجمات العنيفة والمستوطنون نفذوا أعمال عربدة واعتدوا على الفلسطينيين
وضمن الاعتداءات، اقتحمت قوات الاحتلال حي الطيرة في مدينة رام الله، وداهمت عددا من المنازل، وفتشتها، وعمدت إلى ترويع سكانها، حيث اندلعت في المكان مواجهات شعبية، أطلقت خلالها تلك القوات قنابل الغاز المسيل، وقنابل الصوت، صوب الشبان الذين تصدوا للاقتحام.
وداهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، مناطق عدة في محافظة بيت لحم، واقتحمت منازل وفتشتها، وعبثت بمحتوياتها، حيث اندلعت مواجهات في جبل الموالح مع جنود الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الغاز والصوت باتجاه المواطنين.
كذلك أصيب شاب بحروق في يده والعشرات بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم العروب وبلدة بيت أمر، شمال الخليل، وقد أصيب الشاب بحروق في يده جراء إصابته بقنبلة غاز بشكل مباشر.
وكالعادة قامت مجموعات من المستوطنين بتنفيذ اقتحام جديد لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة، وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، ودخل هؤلاء من “باب المغاربة”، وأجروا جولات استفزازية، استمعوا خلالها لشروحات حول “الهيكل” المزعوم، قبل الخروج من “باب السلسلة”، حيث تعمدت قوات الاحتلال المنتشرة على بوابات الأقصى، بإعاقة دخول المصلين المقدسيين خلال فترة الاقتحامات.
وندد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد أحمد حسين، بعرض ما يسمى “جماعات الهيكل” المزعوم على حكومة الاحتلال، لكي تقدم عرضاً للأوقاف الإسلامية في القدس والحكومة الأردنية، لتفكيك مسجد قبة الصخرة لإقامة هيكلهم.
وأكد في تصريح صحافي، أن مثل هذا العرض “يكشف نية الاحتلال والجماعات المتطرفة لهدم مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانه، وتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك”، لافتا إلى أن العرض يعبر في دلالاته عن الكثير، وقال: “هو يعبر عن إصرار سلطات الاحتلال ومتطرفيها على هدم المسجد الأقصى المبارك”.
وحذر من تداعيات هذا العداء، وقال: “المسجد الأقصى آية في كتاب الله، وجزء من عقيدة المسلمين، وهو أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، فهو بمبانيه ومساطبه وساحاته وما تحت الأرض وفوقها هو ملك للمسلمين وحدهم، رغم أنف الكارهين والمتربصين”.
وحث حسين على مضاعفة الجهود لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وتعزيز التواجد فيه من أجل حمايته.
كما قامت قوات الاحتلال بتنفيذ هجمات استيطانية جديدة، هدفت في مجملها إلى السيطرة على مزيد من أراضي الضفة، واستولت على خيمتين ومرافق صحية متنقلة ومعدات للتنزه، في قرية النبي صموئيل شمال غرب مدينة القدس المحتلة.
كما داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية تياسير واحتجزت جرافة، وقال معتز بشارات مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس إن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة الواقعة شرق قرية تياسير، واحتجزت جرافة “باجر” لبرهة من الوقت، تعود ملكيتها لمقاول يعمل في شق طريق زراعية ممولة من وزارة الحكم المحلي.
وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال بهجمات على الأغوار، تشمل الاستيلاء على معدات زراعية، وتقوم بطرد المواطنين من مزارعهم ومناطق الرعي، ضمن المخططات الرامية لنهب المزيد من تلك الأراضي من أجل توسعة المستوطنات.
كذلك جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أراضي زراعية لمواطنين في قرية دير نظام شمال غرب مدينة رام الله، في وقت واصلت فيه فرض الإغلاق عليها، وطال التجريف مساحة كبيرة من الأراضي المحيطة بمدخل القرية الرئيسي، والتي تعود ملكيتها للمواطن رأفت حسن محمد حسن، وذلك بغرض إنشاء برج مراقبة عسكري في المكان، حسب توقعات أهل القرية.
وفي السياق، هاجم مستوطنون ليل الإثنين، مركبات المواطنين وأغلقوا شارع المصرارة الحيوي وسط مدينة القدس المحتلة، وقال شهود عيان إن المستوطنين أغلقوا الشارع المذكور من جانب “بوابة النفق”، وأشعلوا إطارات مطاطية فيه، قبل أن يهاجموا مركبات المواطنين بالحجارة.
كما أغلق مستوطنون، وتحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، مفترق “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم، بعد أن احتشدوا على المفترق، رافعين الأعلام الإسرائيلية، قبل أن يغلقوه، حيث قامت قوات الاحتلال بإيقاف مركبات المواطنين وتفتيشها.
ولوحظ أن هجمات المستوطنين شهدت تصعيدا خطيرا منذ أكثر من شهر، تخللها اعتداءات خطيرة وإرهابية على المواطنين، كادت تقتل الكثير منهم، خلال مهاجمتهم أثناء مرورهم بمركباتهم على الطرق الرئيسة، أو خلال فلاحة أراضيهم الزراعية، علاوة عن عمليات نهب محاصيل وتكسير أشجار مثمرة، بهدف طرد الفلسطينيين قسرا من تلك المناطق القريبة من المستوطنات.
وشهدت مناطق الضفة منذ مطلع الأسبوع الجاري، فعاليات شعبية مناهضة للاستيطان، في عدة مناطق تماس، قام خلالها جيش الاحتلال بالاعتداء بالقوة على المشاركين.
وفي هذا السياق، قال منسق القوى والفصائل الوطنية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إن “المشاركة الواسعة من المواطنين في الفعاليات الشعبية لمقاومة الاستيطان “تعكس أولوية المقاومة الشعبية بين صفوف شعبنا في جميع المناطق المهددة بالاستيطان الاستعماري من دولة الاحتلال”.
وأكد أبو يوسف أن فعاليات المقاومة الشعبية ستتواصل ليس فقط أيام الجمع، وإنما خلال أيام الأسبوع الأخرى، في الأغوار، ومسافر يطا، وسلفيت، ونابلس، ورام الله، وبيت لحم.