-->

دريببة...زرياب الثورة!!



قليل من الظهور ...شئ من الصبر و الكرامة، وكثير من الثورة والاخلاص ..

ينطق محيا الثوري النبيل مع كل سفر عبر ملكوت الفن مبشرا بالخلاص . فوحدها  الثورات ما يمتحن معادن البشر ...

اغاني الرجل ، تمجيد للموت في سبيل الحياة ، أو هكذا غنى "دريببة" ...

صدح عاليا بصوته العظيم الفخم،  بالنصر القادم ..بالأرض وربوعها ..بالتضحيات .

المحفوظ عليين ..اغنياته ، صرخة تحد ، و كتاب التاريخ الذي حارب الإلغاء والاستبعاد والابتلاع و النسيان ..واجه منطق الإبادة ..ثقافة الاستعمار والتوسع... وفضح جرائم الدخلاء ...

اغاني الرجل ،الصوفي الثائر، تنفس الغصات الحبيسة ، فهي انيس اللاجئ ورفيقة المهاجر في  اوطان الغرباء ...

صوته الشجي ، رفيق المقاتل في دروب الرفعة وفي ساحات الشرف ...زاده في رحلته صوب الكرامة.. نحو الشمس .

فأين غاب فن الخالدات في يوم الناس هذا.؟  أليست الموسيقى انعكاس للزمان ؟

أي جمال صوتي الذي يتربع صاحبه بكبرياء على عرش الابدية .لا قبس يضئ الطريق غير قبس "دريببة"...ثائر الزمن الجميل ،وزرياب الثورة ،الذي غنى للوطن وللمقاتل ...ومجد الشهيد والاسير ..ورافق الكفاح ومسيرته وصعابها ..

لقد بُعث في الناس نبيا مبشرا بالثورة والنصر الحتمي ، حالما ، على طول المسير ..

غنى للثورة ، و أرخ للمعارك الخالدة  ،عظم الوفاء ونبل العهد ، واستوطن النفوس  ..

دمعت عيناه ذات امسية لأن الجسد خانه ، ولم يتم رسالته بعد .. وخيانة الجسد اقسى انواع  الخيانات ...

حضورالمحفوظ  ..كلماته ، وصاياه؛ نبل ورفاقية صادقة ،تحاصر سقوط المتخاذلين .. نظراته تبعث بالأمل ،تخبرنا انه ورغم الاخطاء والخطايا ورغم عاتيات الزمان... ستعود لديارنا الافراح..

لقد نال ما تمنى ....وحاز ما ما كان يرنو إليه ...واصبح شعاع ضوء في الذاكرة الصحراوية وفي الوجدان..

كلما تمسكنا بالارث الثوري الصادق ..ومنحنا ابطال البدايات وعظامها التكريم الذي يستحقون ...نلنا مراتب الإنسانية ..واقتربنا من  الاهداف ..من الكمال ..

يستحق منا العظيم "دريببة" ما استحقه العظام ..فالثورة اخلاص.. تضحية ..امتحان و اعتراف بالجميل .

إن صوته الصادح بالثورة ..يمحو الذنوب ..

محمد الفاروق

Contact Form

Name

Email *

Message *