-->

أمريكا تصنف الحوثيين باليمن منظمة إرهابية وتحذير دولي من تداعيات خطيرة


تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته تصنيف حركة الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تحذر الأمم المتحدة من أن يكون لها تداعيات خطيرة على محادثات السلام والجهود المبذولة لمواجهة أكبر أزمة إنسانية في العالم.

وقال قيادي في الحركة المتحالفة مع إيران إنها تحتفظ بحق الرد. وتحارب الحركة تحالفا بقيادة السعودية في اليمن منذ عام 2015 في صراع يُعد على نطاق واسع حربا بالوكالة بين إيران والسعودية.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الخطوة، التي ستتضمن فرض عقوبات على الحركة وثلاثة من قادتها، في بيان صدر في وقت متأخر من يوم أمس الأحد، وذلك بعد ساعات من تقرير نشرته رويترز بهذا الشأن. وسوف يبدأ تنفيذ القرار في 19 يناير/ كانون الثاني، وهو آخر يوم لإدارة ترامب في السلطة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين، اليوم الإثنين، “من الواضح أن القرار سيكون له على الأرجح تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة”. وحث دوجاريك واشنطن على الإسراع بمنح استثناءات لضمان عدم عرقلة المساعدات.

وأضاف المتحدث أن الأمم المتحدة “قلقة من أن يكون للتصنيف تأثير ضار على الجهود الرامية لاستئناف العملية السياسية في اليمن وأن يزيد من استقطاب مواقف طرفي الصراع”.

وعكفت إدارة ترامب على زيادة العقوبات المتعلقة بإيران في الأسابيع القليلة الماضية، مما دفع بعض حلفاء بايدن والمحللين إلى استنتاج أن مساعدي ترامب يسعون إلى جعل قدرة الإدارة القادمة على معاودة التعامل مع إيران والعودة إلى الاتفاق النووي أكثر صعوبة.

ولكي ينقض بايدن هذه الخطوة سيحتاج إلى مراجعة قانونية مستفيضة وقد يواجه عقبات سياسية من الصقور المناوئين لإيران في الكونغرس.

ودعت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية لممارسة مزيد من الضغط السياسي والقانوني على الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء أواخر عام 2014 وبسطوا هيمنتهم على معظم شمال اليمن.

وقالت السعودية، التي تعرضت لهجمات شنها الحوثيون بالصواريخ والطائرات المسيرة عبر الحدود، إن التصنيف “يحيد” تهديد الحوثيين بمنعهم من الحصول على الأسلحة والأموال.

وقالت الوزارة في بيان “كما سيؤدي هذا التصنيف لدعم وإنجاح الجهود السياسية القائمة وسيجبر قادة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العودة بشكل جاد لطاولة المشاورات السياسية”.

ورحبت الإمارات بالقرار، وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر “نرحب بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف ميليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب”.

“حكومة أمريكية مفلسة”
وفي إيران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي أسبوعي، ردا على سؤال بخصوص الإجراء الأمريكي “من المرجح أن الحكومة الأمريكية المفلسة قد تحاول في أيامها الأخيرة تشويه صورة الولايات المتحدة بدرجة أكبر …”.

ويحاول مسؤولو الأمم المتحدة إحياء محادثات السلام لإنهاء الحرب بعدما تفاقمت معاناة البلاد أيضا بسبب الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة ووباء كوفيد-19.

وناشد سكوت بول، مسؤول الشؤون الإنسانية في فرع منظمة أوكسفام الخيرية في الولايات المتحدة، الرئيس المنتخب جو بايدن، إلغاء هذا التصنيف بمجرد توليه السلطة، واصفا الإجراء الأمريكي بأنه “يأتي بنتائج عكسية وخطير”.

وحث المجلس النرويجي للاجئين، الحكومة الأمريكية، اليوم الإثنين، على توفير “إجراءات حماية وضمانات واضحة” تكفل ألا تعرقل العقوبات تسليم الغذاء والوقود والدواء في أنحار البلاد “وسط كارثة إنسانية كاملة”.

وأضاف في بيان “ندعو الرئيس المنتخب جو بايدن إلى التحرك عند توليه السلطة لضمان إمكانية استمرار حصول المدنيين اليمنيين على المساعدات الحيوية”.

وقالت مصادر متعددة إن خلافات داخلية شديدة على كيفية تحديد استثناءات لشحنات المساعدات علقت القرار النهائي بشأن تصنيف الحوثيين، إذ تجري مناقشات حادة داخل إدارة ترامب بخصوص القرار منذ أسابيع.

وتمثل جماعة الحوثي، المعروفة أيضا باسم أنصار الله، سلطة الأمر الواقع في شمال اليمن ويتعين على وكالات الإغاثة العمل معها لتقديم المساعدة. كما يأتي موظفو الإغاثة والإمدادات عبر مطار صنعاء وميناء الحديدة الخاضعين لسيطرة الحوثيين.

وقال ريان كروكر، السفير الأمريكي المتقاعد الذي خدم في الشرق الأوسط، عن التصنيف “هذا لا يحقق أي فائدة على الإطلاق…”.

وأضاف كروكر “الحوثيون جزء لا يتجزأ من المجتمع اليمني… هذا يصنع عدوا استراتيجيا من قوة محلية كانت جزءا من اليمن على مر الأجيال”.

وينفي الحوثيون أن يكونوا دمية في أيدي إيران، ويقولون إنهم يقاتلون نظاما فاسدا.

(رويترز)

Contact Form

Name

Email *

Message *