-->

جيش ميانمار يستولي على السلطة ويعتقل زعيمة البلاد.. إدانات دولية وبايدن يهدد بالعقوبات


 استولى جيش ميانمار على السلطة اليوم الإثنين في انقلاب على حكومة أونغ سان سو تشي التي اعتقلت إلى جانب قادة آخرين من حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية في مداهمات خلال الساعات الأولى من الصباح.

وأدانت دول ومنظمات أممية الانقلاب، فيما هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عقوبات على البلاد.

وأعلن الجيش في ميانمار في بيان على محطة تلفزيونية تابعة له أنه نفذ اعتقالات ردا على “تزوير الانتخابات” وسلم السلطة لقائد الجيش مين أونغ هلاينغ وفرض حالة الطوارئ لمدة عام.

وتعهد الجيش بإجراء انتخابات جديدة ما إن تنتهي فعالية حال الطوارئ التي أعلنها لمدة عام.

وقال العسكريون في بيان نُشر على صفحتهم على موقع فيسبوك “سنقيم ديموقراطية حقيقية متعددة الأحزاب”، مضيفاً أنه سيجري انتقالاً للسلطة بعد تنظيم “انتخابات عامة حرة وعادلة”.

وأعلن هؤلاء إبعاد 24 وزيرا ونائب وزير، وتعيين 11 وزيرا في إدارتهم الجديدة.

جاء الإعلان على قناة مياوادي التلفزيونية التي يديرها الجيش وتضمن تعيين وزراء للمالية والصحة والإعلام والشؤون الخارجية والدفاع والحدود والداخلية.

وفي إعلان الاستيلاء على مقاليد الحكم، استشهد الجيش بميثاق في الدستور الذي صاغه بنفسه عام 2008، وينص على أحقية المؤسسة العسكرية السيطرة على البلاد في أوقات الطوارئ الوطنية.

وأرجع الجيش سبب الاستحواذ على السلطة ووجود البلاد في حالة طوارئ وطنية “إلى فشل الحكومة في التصرف” بناءً على مزاعم الجيش بوجود تزوير و”فشلها” في تأجيل الانتخابات بسبب أزمة فيروس كورونا.

ويصر الجيش على أن أفعاله لها “ما يبررها قانونًا” وفق الدستور.

ويحتوي دستور عام 2008، الذي تم تطبيقه خلال الحكم العسكري لميانمار، على بند ينص على أنه في حالات الطوارئ الوطنية، يمكن للرئيس بالتنسيق مع مجلس الدفاع والأمن الوطني الذي يهيمن عليه الجيش “إصدار مرسوم طارئ لتسليم السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية إلى القائد العام للجيش”.

ومن جانبها، حضّت الزعيمة البورمية الشعب على “عدم القبول” بهذا الانقلاب العسكري، وفق ما جاء في رسالة نشرها حزبها على مواقع التواصل الاجتماعي.

الزعيمة البورمية تحضّ الشعب على “عدم القبول بالانقلاب”

وشرح رئيس حزبها “الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية” وين هتين في منشور على موقع فيسبوك أن الزعيمة البورمية “تركت هذه الرسالة للشعب” بعد أن كانت الشائعات حول الانقلاب تنتشر في البلاد في الأيام الأخيرة.

وتعطلت خطوط الهواتف مع العاصمة نايبيداو ومدينة يانغون الرئيسية، وانقطع بث التلفزيون الرسمي قبل ساعات من موعد انعقاد البرلمان لأول مرة منذ الانتخابات التي حقق فيها حزب الرابطة الوطنية بقيادة سو تشي فوزا ساحقا في نوفمبر تشرين الثاني.

ويُنظر للانتخابات باعتبارها استفتاء على حكومة سو تشي الديمقراطية الناشئة.

وقال ميو نيونت المتحدث باسم الحزب عبر الهاتف إن سو تشي ورئيس ميانمار وين مينت وقادة آخرين “اعتقلوا” في الساعات الأولى من الصباح.

وأضاف المتحدث “أود أن أبلغ شعبنا ألا يرد على هذا بتهور وأود منهم (المواطنين) أن يتصرفوا وفقا للقانون”، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يتم اعتقاله هو أيضا.

وقال شاهد إن الجيش نشر جنودا خارج مقر مجلس مدينة يانغون الرئيسية.

وجاءت الاعتقالات بعد أيام من توتر متزايد بين الحكومة المدنية والجيش.

وعلى الفور، أثار الانقلاب في بورما، الذي قاده الجيش، سلسلة تنديدات من كافة أنحاء العالم، على رأسها الولايات المتحدة، التي هددت بالردّ، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين، بمن فيهم رئيسة حكومة الأمر الواقع أونغ سان سو تشي.

مجلس الأمن الدولي

قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي يعتزم بحث الوضع في ميانمار غدا الثلاثاء.

كما أكد ذلك برنامج عمل الرئاسة البريطانية الحالية للمجلس والذي وافق عليه الأعضاء الإثنين.

وأورد البرنامج أن الاجتماع سيكون مغلقا ويعقد عبر تقنية الفيديو.

الأمم المتحدة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدّة” في بيان باعتقال الجيش البورمي الزعيمة أونغ سان سو تشي وزعماء سياسيّين آخرين.

وقال غوتيريش إنّه مع “الإعلان عن نقل كلّ السلطات التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة إلى الجيش”، فإنّ “هذه التطوّرات تشكّل ضربة قويّة للإصلاحات الديموقراطيّة في بورما”.

كما طالبت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بالإفراج عن 45 شخصا على الأقل احتجزوا في ميانمار بعد استيلاء الجيش على السلطة هناك. وعبرت باشليه عن القلق من القيود الداخلية التي تحد من حرية التعبير “في هذا الوقت الحرج والمخيف”.

وقالت باشليه في بيان “أذكر القيادة العسكرية بأن ميانمار ملزمة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك احترام الحق في التجمع السلمي، والكف عن استخدام القوة المفرطة غير الضرورية”.

الولايات المتحدة

دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن جيش بورما الذي نفذ انقلابا إلى إعادة السلطة “فورا”، متوعدا بفرض عقوبات على هذا البلد.

وقال بايدن في بيان “على المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد لمطالبة الجيش البورمي بأن يعيد السلطة فورا”، لافتا الى أن العقوبات التي رفعت خلال العقد الفائت ستكون موضع مناقشة “فورية”، مهددا بإعادة فرضها.

بايدن يدعو لإعادة السلطة “فورا” ويتوعد بفرض عقوبات على البلاد

وفي وقت سابق، أكد البيت الأبيض أن بايدن اطلع على اعتقال سو تشي.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان “الولايات المتحدة تعارض أي محاولة لتغيير نتيجة الانتخابات الأخيرة أو إعاقة الانتقال الديمقراطي في ميانمار، وستتخذ إجراء ضد المسؤولين إذا لم يتم التراجع عن هذه الخطوات”.

وأضافت “نحضّ الجيش وجميع الأطراف الآخرين على التزام المعايير الديموقراطيّة وسيادة القانون والإفراج عن المعتقلين اليوم”.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من جهته الجيش البورمي إلى “الإفراج عن كافة المسؤولين في الحكومة وكذلك القادة في المجتمع المدني وإلى احترام إرادة شعب بورما التي عبّر عنها خلال الانتخابات الديموقراطية في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر”.

وكانت واشنطن حضّت على غرار دول غربية أخرى، الجيش في 29 كانون الثاني/ يناير على “الالتزام بالمعايير الديموقراطية” في حين طرح قائد الجيش البورمي الجنرال مين أونغ هلينغ -الشخصية الأكثر نفوذا في بورما- إمكانية “إلغاء” دستور البلاد في ظل ظروف معينة.

Contact Form

Name

Email *

Message *