-->

"دخن من أجل فلسطين" : عبقرية "أمير المؤمنين" ولجنته في دعم القدس!!


تعتبر السمسرة آلية تحكم رافقت الأنظمة السياسية لاكتساب الشرعيات عبر التاريخ. ولم تسلم  مقدسات المسلمين، فكانت من أهم قواعد تكريس الشرعية لدى ملوك العرب وعقيدة سياسية مركزية تقوم على حاجة أساسية في الحكم بالإضافة لسلطتهم الدينية الواسعة. 

يتعاطى الملوك مع هذه الرمزية كهوية وأفضلية عن باقي الحكام وغير مستعدين للتفريط فيها مهما كلفهم الأمر. 

ويتم الإستثمار في هذه الميزة من خلال ما يمليه الوضع السياسي داخليا او خارجيا ؛ وهي ساحة برع فيه الملوك بأسماء وصفات ،من خادم الحرمين لملوك السعودية، مرورا بالوصاية الهاشمية التاريخية لرعاية المقدسات في القدس، وتصنف هذه الاستراتيجية بصراع البقاء. 

بحث الحسن الثاني عن مكانة مفترضة بين أصحاب الفخامة يعمد به سلطته ويدير من خلالها سياسته بالاعتماد على شرعية معتقد مرتبطة بالمقدسات الإسلامية وإدارته بما يتماشى مع مصالحه. 

بعد 4 سنوات من عملية تمكين الموساد من التجسس على القمة العربية "تقديم معلومات تفصيلية حول القدرات الدفاعية لكل الدول العربية" تم تأسيس 

منظمة المؤتمر الإسلامي "منظمة التعاون الإسلامي الآن"  والتي  تأسست عام 1969، وكان الهدف الحقيقي من منظمة المؤتمر الإسلامي هو إنشاء لجنة القدس واعطائها شرعية ومباركة دينية من اللجنة الوليدة على الطريقة السعودية والاردنية. ولأن المغرب استثناء، فإن ميزة القداسة الدينية لا يجب أن تكون على حساب مكانة الملك ولا بمستوى رمزيته فموضوع القدس استثماري تكتيكي بحت، 

في مشهد يبدو عبثي وإهانة لمقدسات متجذرة في الوجدان الشعبي المغربي. تكفل المخزن بما يسمى تمويل لجنة القدس وجمع 50 مليون دولار بين عامي 2000 و2018، جزء من تمويل لجنة القدس عبارة عن ضريبة يفرضها المغرب  على كل علبة سجائر تباع تسمى "ضريبة فلسطين" 

 

ضريبة سيجارة القدس هي 74 دولار لكل الف سيجارة وتصنف كضريبة على الاستهلاك بأسم القدس وتدر على الدولة أرباح بقيمة 1.14 مليار دولار "2018" والضريبة في ازدياد  ويدفع من الضريبة للجنة القدس 8 ملايين دولار. 

والمفارغة العجيبة هي أن الجار  الجزائري يدفع سنويا كل مطلع العام ما قيمته 52 ميلون دولار حسب أرقام السلطة الفلسطينيّة. 

ربط السيجارة بالقدس بالإضافة إلى أنه نوع من تعويم الضرائب في جوانب دينية مقدسة إلا أن غايته الأساسية وأد  مكانة وقدسية أول القبلتين وتهديم مشروعية المقدسات داخل الوجدان الشعبي المغربي بما يناسب القصر، ولكي لا تتحول القدس إلى تهمة بدلا من رصيد، فتشغيل ازرار القدس لم يعد ذو قيمة داخليا مع شعب مفتون بشعارات وهمية عن مكانة ملوك المغرب ويمكن التنازل عن كل الثوابت إلا صفات وامتيازات الملك. 

 

لتأكيد ان اللجنة اسست لغرض الاستثمار السياسي بغطاء ديني، تزامن استضافت المغرب لاجتماعات منظمة التعاون الإسلامي مع احداث كبيرة مرتبطة بالقضية الفلسطينية قمة 2000 في أغادير "الانتفاضة الفلسطينية الثانية" قمة اغادير 2002 "حصار ياسر عرفات في رام الله" وقمة مراكش 2014 في مراكش "العدوان الاسرائيلي الكبير على غزة"


عملية التطبيع أكل القصر اشواكها بفم حزب العدالة والتنمية المغربي وجرت عملية تغطية محمومة لفضيحة التطبيع من خلال إبراز المخزن للبيدق سعد الدين العثماني بجانب فرقة التصفيق الخاصة بالملك. 

إبراز العثماني في مشهد التطبيع وتقديمه في الواجهة هدفه تحميله ألعبئ الأكبر لصفقة الفضيحة ومن خلاله استهداف دكان البيادق الإخوانجية، وفيما بعد يتم التخلي عن الحزب بما يتماشى مع تغيير اللعبة الداخلية المتازمة، وخارجيا يتم الاستثمار في ايجابيات الصفقة بما يناسب المخزن. 


قضية القدس بالنسبة للقصر توظف للاستهلاك الخارجي والداخلي، وحسب الظروف والمتطلبات، والقصر لا يريد أن يحدث قطيعة ولا فقدان صفة رئاسة لجنة القدس، لانه سيفقد مناوراته التي يجيد من خلالها التربح السياسي.

وفي ظل تصدر المغرب لزراعه وتصدير  حشيش القنب الهندي، يبقى السؤال المطروح؛ هل يؤجر المغاربة على تدخين واستهلاك مخدر القنب الهندي دفاعا عن فلسطين، وفق فقه المخزن و على سنة"أمير المؤمنين" . ؟

محمد لمين عبد الرحمان 

📍المصير نيوز ٢٠٢١

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *