-->

حرب التحرير و سؤال دلالات الترقيم!!


"الحرب حرب أجيال" شعار الثورة الصحراوية الذي رافق البدايات عبر مراحل تطورها يجد اليوم  تجلياته ضمن الحروب الكونية بأجيالها وترقيماتها المختلفة.

ومنذ ١٣ نوفمبر ، يجنح البعض منا إعلاميا ، إلى استخدام الترقيم وربطه بالمرحلة الجديدة من حرب التحرير ، و يطفو على سطح  قاموس الفاعل الإعلامي/السياسي  في وسائل التواصل الاجتماعي مصطلح "الحرب الثانية"..

واذا كان الحديث عن الموضوع ذا حمولة  غير أخلاقية و انكفاء على الذات ، باستحضار المرحلة الزمنية التي يمر بها كفاح الشعب الصحراوي؛ إذ لا صوت يعلو فوق زخم التضحيات. فإنه لا غرو من الإشارة للمسألة من باب التوضيح، لما للتأريخ من اهمية في مسارات الشعوب.


فالتاريخ كان ولا يزال ملعب المحتلين لإغتصاب الحقيقة، وتدنيس المشترك و ثوابته، وقد كان عرضة لمحاولات عبث متواصل لإثبات باطل، كحق تاريخي مزعوم. ومنه يتم توليد التلويث الاصطلاحي الممنهج الذي تسرب إلينا في الآونة الأخيرة، و نكاد نصبح والحال هذه ضحية استهلاك مكشوف لقاموس العدو. 

فعلى أي عامل تم تقسيم المراحل، هل هي باستمرارية العمل المسلح، انقطاعه أو توقفه؟ 

الى اي مدى، هل هو بالهدنة و بمستوى الصدام و الوسيلة أو في المواجهة ام في حجم  وكم الفاعلين فيها؟ 

هل أساليب المقاومة والنضال السلمي و الصمود الاسطوري و مسارات تعزيز بناء الدولة الصحراوية ليست جزءا من حرب التحرير؟ 


لقد خاض جيش التحرير الشعبي الصحراوي حربا عسكرية تحررية ، تكللت بطرد الاستعمار الاسباني، ثم بعد ذلك مواجهة الغزو المغربي الموريتاني المشترك.


وعلى مدار ١٦ سنة قدم الشعب الصحراوي قوافل من الشهداء،  و إذا ما دعت الضرورة اليوم - ونحن نخوض حربا تحريرية-  للترقيم ، إلى نحت مصطلح متصالح مع التاريخ قريب من الأهداف، فتقفز لنا  مصطلحات اكثر دقة من قبيل؛ "المرحلة العسكرية الثالثة من حرب التحرير" أو "المرحلة الجديدة من الكفاح المسلح" والتي تهدف الى إستكمال السيادة وتحرير الجزء المحتل من الوطن..


و مادام الموضوع عد وتعداد لفعاليات من ذات النسق (العمل العسكري )أرقام الحروب، وأرقام البيانات وصلاتها فيما يمكن أن تحيل إليه من فهم ووعي سليم  لتاريخية الأحداث والوقائع التي ما فتئت تصيغ المشروع في راهنه دون إغفال ماضيه ولا مآلات مستقبله . ومع شبه غياب لفعل جماعي يحفظ التاريخ بما يصون مفردات خطاب المشروع الوطني  من الضياع والتدنيس، يصبح كل صحراوي معني بمرافقة المسيرة الوطنية بما يمتلك من إمكانية معرفية وعلمية، وفي حدود ما يستطيع ، ولكن بوعي متجذر متشبع بالقيم الوطنية، و بعقل جيلي متجدد يستوعب رهانات المرحلة، ويصنع منه جيلا رابعا ومابعد الرابع  بالاصطلاح الكوني للحروب؛ جيل مدرك لكل المخاطر والمحاذير، كي لا يصبح فعلنا، ذخيرة مجانية نمنحنها لعدو متربص، ماكينته الدعائية  تقوم على تزوير الحقائق الموضوعية للصراع،  ومابالنا بالهفوات الذاتية التي يمكن أن يجترحها الخطاب ..

رجال نساء أطفال..الحرب حرب أجيال...

بقلم : محمد الفاروق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *