رئيس الجمهورية ينبه الاتحاد الأفريقي للوضع الكارثي في المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية ويطالبه بالتدخل العاجل لحماية المدنيين الصحراويين
وجه رئيس الجمهورية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد ابراهيم غالي، رسالة إلى الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية والرئيس الدوري للإتحاد الأفريقي، نبهه فيها للوضع الكارثي الذي يعيشه أبناء الشعب الصحراوي في الأجزاء المحتلة من الجمهورية الصحراوية، داعيا الإتحاد والمنتظم الدولي للتدخل العاجل لحماية المدنيين في البلد.
وذكر رئيس الجمهورية بتفاقم الوضع الذي تعيشه المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية هذه الأيام، بفعل تصعيد دولة الاحتلال المغربي لحربها العدوانية والانتقامية ضد المدنيين الصحراويين، مشيرا إلى أن "مسؤولية المجتمع الدولي بشكل عام والإتحاد الأفريقي وآلياته بشكل خاص تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الأبرياء العزل من القمع وسوء المعاملة وإنشاء آلية دولية مستقلة مكلفة برصد حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية والتقرير عنها".
ولفت رئيس الجمهورية انتباه الرئيس الدوري للإتحاد الأفريقي إلى أن الإتحاد الأفريقي وهيئاته المعنية بالسياسات تتحمل "مسؤولية قانونية وأخلاقية تجاه شعب الجمهورية الصحراوية”، معتبرا أنه ونتيجة لذلك "ينبغي للاتحاد الأفريقي والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، فرادى وبشكل جماعي، اتخاذ جميع التدابير اللازمة لإجبار المغرب على الالتزام الكامل بالقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، الذي وقّعه وصدق عليه دون أي تحفظ، وذلك بإنهاء احتلاله العسكري غير القانوني لأجزاء من تراب الجمهورية العربية الصحراوية العربية واحترام سيادتها وسلامتها الإقليمية".
وفي هذا السياق، شدد الرئيس الصحراوي على أن "النزاع بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية هو قبل كل شيء قضية أفريقية، وبالتالي فإن الاتحاد الأفريقي هو المعني الأول وينبغي عليه مضاعفة جهوده لإيجاد حل سلمي لهذه المشكلة الأفريقية بإنهاء آخر مظاهر الاستعمار في القارة".
من جهة أخرى، أشار رئيس الجمهورية إلى "أن وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، بما فيهم مجموعة أگديم إزيك، ماتزال تنذر بالخطر نتيجة للظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربي والممارسات المهينة والانتقامية التي تمارس ضدهم من قبل الإدارة السجنية المغربية"، مجدداً دعوته للاتحاد الأفريقي "بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة كل السجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم وضمان إطلاق سراحهم الفوري، بدون قيد أو شرط، لكي يتمكنوا من الالتحاق بوطنهم وجمع شملهم بذويهم".
جدير بالذكر أن رئيس الجمهورية وجه رسالتين مماثلتين إلى كل من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، ورئيس اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، سولومون أييلي ديرسو.
وكان رئيس الجمهورية قد وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وأخرى مماثلة لها إلى الرئيسة الحالية لمجلس الأمن الدولي، الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة باربرا وودوارد، مذكرا إياهما أن الطرف الصحراوي كان قد حذر من أن دولة الاحتلال تشن حملات انتقامية واسعة النطاق ضد المدنيين الصحراويين العزل والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين، في أعقاب العمل العدواني المغربي الذي نسف به المغرب يوم 13 نوفمبر 2020 وقف إطلاق النار، فارضا يومها على الشعب الصحراوي استئناف كفاحه التحريري المشروع.
وفي هذا السياق، عبر رئيس الجمهورية عن أسفه لكون "تقاعس الأمانة العامة ومجلس الأمن وصمتهما المخجل أمام العمل العدواني المغربي الجديد هو ما شجع دولة الاحتلال على التمادي في ممارساتها القمعية والترهيبية والهمجية الممنهجة في المناطق الصحراوية المحتلة التي تعيش هذه الأيام وضعاً غير مسبوق في إطار الحرب العدوانية الانتقامية التي تشنها سلطات الاحتلال المغربي بكل أجهزتها الأمنية على المدنيين الصحراويين العزل وعلى مرأى ومسمع من الأمم المتحدة وبعثتها في الإقليم"