-->

توضيح هام .. لا وقف للعمليات المسلحة قبل انسحاب المغرب من الأراضي المحتلة


 تناولت وسائل الاعلام الاجتماع المزمع عقده لمجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقي يوم الثلاثاء المقبل، الموافق لـ 09 مارس الجاري، في جلسة على مستوى رؤساء الدول تحت رئاسة الرئيس الكيني “أوهورو كينياتا” لدراسة الوضع في الصحراء الغربية.

ومن السابق لاوانه القطع بالتوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار قبل استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية التي تبقى اخر مستعمرة في افريقيا.

حيث سيناقش الاجتماع الذي يعتبر الأوّل من نوعه منذ اندلاع الحرب في الصحراء الغربية 13 نوفمبر 2020، تقييم مدى تنفيذ قرار قمة اسكات البنادق المنعقدة شهر ديسمبر 2020، والتي طالبت في قرار صادقت عليه بالإجماع، مجلس السلم والأمن الأفريقي بتقديم مساهمة الاتحاد الأفريقي المتوقَّعة دعما لجهود الأمم المتحدة، والاتصالات بين  الطرفين-المغرب والجمهورية الصحراوية، والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، من أجل معالجة تطورات الوضع الذي تشهده الصحراء الغربية، وتهيئة الظروف والمقررات لوقف إطلاق النار من جديد والتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع، بما يتيح لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره وفقًا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وأهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي.

كما سينظر الاجتماع البند المتعلّق بمقترحات للآلية الأفريقية حول الصحراء الغربية، المعروفة سياسيًا “بالترويكا الأفريقية”، التي تأسست من قبل الاتحاد الأفريقي بموجب قراره المتخذ في الدورة العادية الواحدة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، التي جرت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط جويلية 2018.

الرئيس الصحراوي يحذّر من تمادي المغرب في انتهاكاته

حذّر الرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، من مخاطر تمادي المحتل المغربي في انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في الصحراء الغربية مع كل احتمالات اشتداد حدة التوتر والاحتقان في كل ا لمنطقة،  حاثا الأمم المتحدة على التعجيل بالإيفاء بتعهداتها بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، انسجاما مع ميثاقها وقراراتها  الخاصة بتمكين الشعوب المستعمرة من استعادة حريتها واستقلالها.

وأكد الرئيس الصحراوي، بمناسبة مرور  45 عاما منذ الإعلان عن قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بمخيم اوسرد للاجئين الصحراويين تحت شعار "الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل" على أنه لن يكون هناك حل واقعي للنزاع في الصحراء الغربية على أساس مصادرة حقوق الشعب الصحراوي المشروعة ومعاكسة إرادته في التمتع بوطن حر مستقل على غرار كل شعوب العام. وتأسف الرئيس، غالي الذي أكد أن الصحراويين هم دعاة سلام وليسوا دعاة حرب، بدليل صبرهم، طيلة 30 عاما، لعل المجتمع الدولي ينصفه ويمكنه من ممارسة حقه الطبيعي في الحرية والاستقلال، ولكنه مع مرور الأيام والسنوات تأكد من تنصل الامم المتحدة من تعهداتها بتنظيم استفتاء تقرير المصير بل عدم تحركها الجاد إزاء العراقيل المتواصلة لدولة الاحتلال المغربي ومن التزاماتها رغم أنها كانت شاهد عيان على التعنت والتماطل المغربي ورغم تحذيرات جبهة "البوليزاريو" المتكررة من تبعات ذلك في مناسبات كثيرة. وطالب الرئيس الصحراوي، الهيئة الأممية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليتها ووضع حد للغطرسة العدوانية المغربية على الشرعية الدولية، كما طالب فرنسا باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وإسبانيا الدولة الاستعمارية السابقة لهذا الإقليم.

وبينما سجل الأمين العام لجبهة البوليزاريو، الموقف المبدئي للاتحاد الإفريقي المصر على استكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، طالب المنتظم الإفريقي بالتحرك الصارم ووضع حد للانتهاك المغرب لميثاقه التأسيسي الذي يطالب باحترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، في نفس الوقت الذي دعا فيه الصليب الأحمر الدولي وكل المنظمات الحقوقية بتحمّل مسؤولياتها إزاء حماية المدنيين الصحراويين في منطقة النزاع المسلح جراء هذه الحرب التي فرضها الاحتلال العسكري المغربي غير شرعي لأجزاء من اراضي الجمهورية الصحراوية العضو المؤسس للاتحاد الإفريقي. وقال الرئيس الغالي من جهة أخرى، إن الطرف الصحراوي ينتظر بأن لا ينجر الاتحاد الاوروبي نحو مواقف بعض الاطراف وخاصة فرنسا وإسبانيا اللتين تدوسان، جهارا على قيم ومبادئ الاتحاد وقرارات محكمة العدل الأوروبية من خلال الانحياز للسياسة الاحتلالية التوسعية المغربية أو من خلال التوقيع معها على اتفاقات بشكل غير قانوني وغير أخلاقي.

ورغم الموقف الفرنسي الذي عرقل كل تسوية للنزاع في الصحراء الغربية، إلا أن الأمين العام لجبهة البوليزاريو عبر عن أمله في أن تساهم فرنسا في تبني الاتحاد الأوروبي توجها واضحا على أساس القانون الدولي في الصحراء الغربية الذي يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره، معبرا أيضا عن أمله في أن تساهم إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن بالتعجيل في إيجاد حل عادل للنزاع في الصحراء الغربية في إشارة صريحة إلى التراجع عن قرار سابقه، دونالد ترامب. وذكر الرئيس إبراهيم غالي، بتكريس الوحدة الوطنية كخطوة جبارة وحكيمة ومتلاحقة جاءت كرد على المخططات الرامية إلى وأد المشروع الوطني وقطع الطريق، أمام كل المؤامرات والدسائس الاستعمارية، والتي تبقى إطارا جامعا لكل الصحراويين أينما كانوا في إطار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والمجلس الوطني الصحراوي المؤقت، ثم جاء الرد الوطني الحاسم والصارم بالإعلان عن قيام الجمهورية الصحراوية في 27 فيفري 1976.

 لا وقف للعمليات المسلحة قبل انسحاب المغرب من الأراضي المحتلة

وفي سياق اخر أكد ممثل البوليساريو الدائم لدى الأمم المتحدة، د. سيدي محمد عمار، أن مطلب الأخيرة الأول والأهم لوقف التصعيد الميداني هو الانسحاب الكامل واللامشروط لأي تواجد مغربي من جميع المناطق المحتلة من الأراضي الصحراوية، مؤكدا في حديثه مع صحيفة "الخبر" الجزائرية  أن الشعب الصحراوي لم يعد له أي ثقة في جهود الأمم المتحدة لحل قضيته العادلة.

مع اتخاذ البوليساريو خيار الكفاح المسلح، كيف سيكون مستقبل تنسيق الجبهة مع الأمم المتحدة في سبيل حل القضية الصحراوية؟

في البداية يجب التأكيد على أن حقيقة الوضع الحالي وما يتبعه من استئناف للكفاح المسلح من طرف الشعب الصحراوي بقيادة البوليساريو، يأتي كرد فعل مباشر على العمل العدائي والخرق السافر الذي قامت به قوات الاحتلال المغربي يوم الجمعة 13 نوفمبر وذلك بمهاجمتها لمجموعة من المدنيين الصحراويين الذين كانوا يحتجون سلميا على وجود الثغرة التي فتحها جيش الاحتلال المغربي في جدار الذل والعار، وهذا هو سبب ما نحن فيه اليوم، لأن الطرف الصحراوي كان قد حذر من أن خروج أي جندي أو عنصر أمني مغربي من وراء جدار الذل والعار سيكون بمثابة النهاية المطلقة لوقف إطلاق النار، وهو ما حدث الجمعة الفارطة، وبطبيعة الحال ستكون له انعكاسات على علاقاتنا وتنسيقنا مع الأمم المتحدة وخاصة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية "المينورسو" لأنه نشرها في الإقليم عام 1991 كان من أجل إجراء استفتاء عادل وحر ونزيه لكي يمارس من خلاله الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والاستقلال، وكانت المهمة التي أنيطت بالمراقبين العسكريين، هي مراقبة وقف إطلاق النار الذي يعد جزءا لا يتجزأ من خطط السلام الأممية الإفريقية واليوم بعد قرابة ثلاثة عقود ولم يجر أي استفتاء، وبالتالي نحن أمام واقع جديد ميزته استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المسلح، ولقد أعلنا في 14 نوفمبر أننا أصبحنا في حل تام مع أي اتفاق له صلة بوقف إطلاق النار، وبالتالي لم يعد هناك أي مهمة على الأرض لبعثة المينورسو.

نستمر في التواصل مع الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وكنا قد طالبنا وبإلحاح مجلس الأمن من خلال رسالة إلى الأمين العام والرئيسة الدورية للمجلس، بإدانة الخرق العدائي الذي قامت به قوات الاحتلال، والقيام بإجراءات عاجلة للتعاطي مع الوضع الجديد، ولكن للأسف مجلس الأمن لم يقم بأي تحرك وهو ما قاد الشعب الصحراوي إلى التصميم من جديد على مواصلة كفاحه التحرري واسترجاع السيادة على كامل تراب الجمهورية الصحراوية.

وهل يمكن أن يشكل خيار الكفاح المسلح ضغطا على الأمم المتحدة لتكثيف جهود حل القضية الصحراوية؟

نحن نأمل في ذلك، ولكن الشعب الصحراوي ظل ينتظر لما يقارب ثلاثة عقود أن تقوم الأمم المتحدة بتطبيق قراراتها وتمكينه من حقه في تقرير المصير لكنها لم تفعل لحد الآن، وبالتالي لا يمكن لأي كان أن يتوقع من الشعب الصحراوي أن يظل في مرحلة الانتظار والأمل في قيام الأمم المتحدة بأي تحرك، فالشعب الصحراوي قالها جهارا يوم 13 نوفمبر للعالم وللأمم المتحدة إن 30 سنة من الانتظار تكفي وقد آن الأوان ليقرر مصيره بيده من خلال العمل بكل الوسائل على تحقيق أهدافه المشروعة في التواجد الحر والسيد على أرضه داخل إقليم الجمهورية الصحراوية كدولة كاملة السيادة، قائمة في إطار الاحترام المتبادل مع جيرانها بما فيهم المملكة المغربية.

وماذا عن تأثير الكفاح المسلح على موقف المغرب دوليا؟

موقف المغرب صعب جدا، فالمملكة المغربية قامت بمغامرة خاطئة وهي دليل على تهور النظام المخزني المغربي الذي قام بهذا العمل العدائي وهو يظن أن جبهة البوليساريو لن ترد عليه بهذه القوة، في حين أن الأخيرة أثبتت العكس وتحدت القوات المغربية ببسالة.

يحاول النظام المغربي حاليا بدعم من بعض الأطراف الخليجية إعطاء انطباع بأن كل الأمر لا يعدو أن يكون عملية عسكرية قامت بها قواته لفتح الطريق التجاري في المناطق المحررة من الجمهورية، وأعتقد جازما أنه لولا الدعم السياسي والمادي الذي يعول عليه المغرب من بعض الأطراف، لما تجرأ نظامه الغازي على دخول هذه المغامرة الخاسرة، ونحن نعلم أنه كان ومازال يعول على بعض الأطراف في مجلس الأمن، بالإضافة إلى أطراف خليجية دخلت على خط القضية بهدف زعزعة منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا.


نعلم أن دويلات الخليج التي تكونت من لا شيء هي مماليك لديها علاقة شخصية مع المملكة المغربية، وما تقوم به ليس بالجديد فقد ساندت حربه التوسعية من خلال الدعم المالي السخي وغيرها من الوسائل، وخاصة ما يسمى بالإمارات العربية المتحدة التي تستعمل بيادقها لتحقيق أجندة المساس بالأمن الإقليمي، ولكن الشعب الصحراوي لا يأبه بالنظام المغربي ولا بمن يقوم بمساعدته خاصة تلك الدول المعروفة بخيانتها لقضايا الأمة العربية ولا يرجى منها أي شيء.

هل يمكن القول إن ما يحدث في منطقة الكركرات هو بداية لحرب شاملة لتحرير أراضي الجمهورية؟

ليس فقط ما يحدث في منطقة الكركرات، بل كل المواجهات المباشرة مع قوات الاحتلال المغربي تأتي في إطار استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه من أجل دحر قوات الاحتلال من أراضي الوطن، فهذه حرب تحريرية لن تتوقف إلا بعد اكتمال تحرير كامل ربوع وطننا واسترجاع سيادتنا على كامل الجمهورية الصحراوية.

وبطبيعة الحال ما يحدث من توتر ستكون له تأثيرات كبيرة على السلم والأمن الإقليميين في المنطقة، وكما قلت سابقا هذا من بين الأهداف التي دفعت الاحتلال المغربي للإقدام على هذه المغامرة، لأن هناك أطرافا تدعم المغرب ولا تريد الخير لمنطقتنا ولا أن يتم استثباب الأمن، مع العلم أن الأخير لن يكون إلا بعد إيجاد حل عادل لقضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ولن يكون ذلك إلا بخروج كامل ولا مشروط للوجود العسكري والأمني والمدني المغربي واسترجاع كامل السيادة على الأراضي الوطنية.

في ظل التصعيد العسكري، هل مازال هناك آمال لحل القضية الصحراوية سياسيا؟

طوال عدة سنوات كان الجهد الأممي يصب في إطار العمل على تجسيد خطة التسوية التي رعتها كل من الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية من خلال استفتاء حر ونزيه يقرر من خلاله الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والاستقلال، لكن المملكة المغربية ولخوفها من نتيجة الاستفتاء قامت بعرقلة العملية بدعم من بعض الأطراف على مستوى مجلس الأمن وغيره، وهذا يعتبر فشلا تاما للمساعي الأممية السلمية لحل النزاع في الصحراء الغربية على أساس تقرير مصير الشعب الصحراوي، ما أدى إلى ما نعيشه اليوم.

كنا مازلنا متشبثين بالخيار السلمي لحل هذه القضية من خلال تمكين شعبنا من حقه غير القابل للتصرف، ولكن بعد ما يقارب ثلاثة عقود من التزامنا بوقف إطلاق النار ها هو النظام المغربي يستهتر هذه المرة من خلال عمل خطير جدا عبر التخلي عن وقف إطلاق النار، مما أجبرنا على استئناف كفاحنا من أجل تحقيق أهدافنا المشروعة في الحرية والاستقلال

إذا، ما هي شروط الجبهة للتفاوض على حل القضية الصحراوية؟

أعتقد أنه مازال من المبكر الحديث عن شروط لوقف العمليات العسكرية التي تقوم بها وحدات الجيش الصحراوي ضد القوات المغربية، ولكن البوليساريو تقول الآن إن مطلبنا الأول والأخير هو الانسحاب اللامشروط لأي تواجد مغربي من جميع المناطق المحتلة من الأراضي الصحراوية، وسنواصل كفاحنا من أجل ضمان خروج الاحتلال من أراضينا المحتلة وما تبقى هي شروط تفصيلية تعتمد على التطورات القادمة على الميدان.

وقال إن الجمهورية الصحراوية، التي تأسست في أجواء التكالب الاستعماري الحاقد، ظلت تتعزز في خضم الحرب التحريرية، لتتبوأ مكانتها الجهوية والقارية والدولية وتمضي بإصرار في تكريس مؤسساتها وهيئاتها وبسلطاتها التنفيذية والتشريعية والقضائية، مشيرا إلى التجربة الفريدة والمتميزة التي صنعها الشعب الصحراوي في كنف دولته الفتية وتحقيقه مكاسب متنوعة والاستثمار في العنصر البشري باعتباره الأولوية والضمانة الحقيقية لبلوغ الأهداف الوطنية، وصولا الى بناء مجتمع عصري منفتح على العالم ومتمسكا بهويته، مسجلا التحوّلات النوعية التي شهدها المجتمع الصحراوي بقيادة جبهة البوليزاريو خلال فترة وجيزة.

Contact Form

Name

Email *

Message *