-->

ملگ لحكامة و اتفاق الهدنة مع المستعمر


بعد استحالة القضاء على المقاومة الصحراوية التي روعت المستعمر الفرنسي، لجأت اسبانيا إلى أسلوب المهادنة مع الصحراويين، في بداية للتنسيق الذي توج ترسيم الحدود مع فرنسا، والتفرغ لتفكيك المقاومة الصحراوية، وتثبيت التواجد الاستعماري، وشكل العام 1934 المعروف بعام ملگ لحكامة او ملتقى الحكامة توقيع اتفاق الهدنة الذي أبرمه المستعمر الإسباني مع بعض شيوخ واعيان القبائل الصحراوية والذي دخلت معه المقاومة مرحلة جديدة من الفتور والتراجع.
طمأنة اسبانيا الصحراويين بانها ستساعدهم وتقدم لهم الحماية من التوسع الفرنسي الذي احتل المناطق المجاورة بالقوة واحكم سيطرته العسكرية عليها.
ومقابل هذه التطمينات الاسبانية وضع الفرنسيون حدًا لهجماتهم داخل الصحراء الغربية كالتزام باتفاق ملگ لحكامة الذي نص على احترام الخصوصية الاجتماعية والدينية للصحراويين وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية أو إعاقة حرية حركتهم والتنقل في ارضهم مع احتفاظهم بأسلحتهم وعدم فرض ضرائب عليهم مقابل الحماية الاسبانية وضمان عدم مهاجمة القوات الفرنسية للمناطق الصحراوية.
وفي 15 ماي 1934 وصلت الوحدة العسكرية الاسبانية الى مدينة السمارة، وقامت بإنشاء اول قاعدة عسكرية بالمدينة للجيش الاسباني، وبسطت سيطرتها على كامل الصحراء الغربية بحلول العام 1936، بعد التمكن من إخماد جذوة المقاومة.
وبالرغم من بروز حركات التحرر خلال هذه الفترة في مختلف بقاع العالم، إلا ان المقاومة الصحراوية شهدت خلال الفترة من 1935 و 1957،هدنة مع المستعمر تطبيقا لبنود اتفاقية ملكى لحكامة وبعد يسط اسبانيا سيطرتها على مدينة السمارة سنة 1936م التي كانت المركز والقلعة العسكرية التي تضم كبار قادة المقاومة وكانت آهلة بالسكان
وكان من الاهداف الخفية لهذه الهدنة، تفكيك المقاومة من خلال مضايقات استهدفت تمركزاتها وتهجير العديد من العائلات الصحراوية خارج الاقليم شمالا وجنوبا بعد التوزيع الاداري الجديد الذي عرفته المنطقة ونكث اسبانيا للاتفاق في ممارسات ضاق بها السكان درعا وادت الى إذكاء روح المقاومة من جديد بعدما ظهر الوجه الاستعماري الحقيقي لاسبانيا، بعد اكتشاف مناجم الفوسفات في منطقة بوكراع قرب العيون من قبل الجيولوجي الاسباني، مانويل اليامدنيا سنة 1947م و اكتشاف المقدم الاسباني ديل اورو مصدرا ضخما للمياه بمدينة العيون وبدأت تبرز الاهمية الاقتصادية للمنطقة كواحدة من اغنى المناطق في العالم بثروة سمكية تعد أهم حوض سمكي في إفريقيا، تقدر مساحته بـ 150 ألف كيلومتر مربع ومعادن باطنية غنية ومتنوعة، وقد مهدت هذه المعطيات لزيارة الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي حكم إسبانيا بقبضة من حديد الى مدينة العيون 20 اكتوبر 1950م وهو العام المعروف في الذاكرة الشعبية بعام الريح الحمراء، وانصب اهتمام الزيارة على توسيع الاستثمارات وارباح الشركات الإسبانية المتواجدة في المنطقة وتكريس السيطرة عليها كجزء من الامبراطورية الاسبانية.... يتبع
ـ حمة المهدي

Contact Form

Name

Email *

Message *