مرحلة الرئيس محمد عبد العزيز ، تجربة في خضم التحرير والبناء ( ندوة فكرية )
استعرض الكاتب يحي احمدو اليوم الاثنين خلال ندوة فكرية نظمتها وكالة الانباء المستقلة في مداخلة حملت عنوان "مرحلة الرئيس محمد عبد العزيز ، تجربة في خضم التحرير والبناء" جوانب من مسيرة الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز في إدارة وقيادة المشروع الوطني الصحراوي .
وفيما يلي ابرز النقاط التي تطرق لها المحاضر :
استلم الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز رحمه الله تعالى مقاليد الحكم في الدولة اواخر شهر اغسطس ١٩٧٦ بعد انتخابه امينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في المؤتمر الثالث للجبهة خلفا للشهيد الولي مصطفى السيد رحمه الله تعالى.
وكان ظرفا حساسا وعصيبا على الصحراويين بسبب ظروفهم العامة شديدة الصعوبة وبسبب رحيل مفجر الثورة وقائدها.
ولكنه كان ظرفا ايضا يتميز بكثير من الحماس والتضحية والاستبسال في سبيل كسب المعركة .
تنقسم الفترة قيد الدراسة الى مرحلتين :
-الفترة من اغسطس ١٩٧٦ الى سبتمبر ١٩٩١:
تميزت هذه الفترة باشتعال الحرب مع الغزاة على كل الجبهات. وقد تخللتها الهجمات الكبير ة مثل هجوم الشهيد الولي الذي استمر حتى نهاية ١٩٧٩ ليبدأ هجوم الشهيد هوراي بومدين حتى سنة ١٩٨٤ وهو هجوم كاسح نضج خلاله جيش التحرير الشعبي كثيرا واشتد عوده، وعرفت هذه الفترة تاسيس مدرسة الشهيد الولي العسكرية المعروفة بالمقاطعة سنة ١٩٨٠ وتاسيس قاعدة الشهيد هداد العسكرية للمدرعات سنة ١٩٨٢.
وفي سنة ١٩٨٥ بدا هجوم المغرب العربي الكبير الذي زلزل فرائص العدو، يقدم السفير والمقاتل مصطفى الكتاب حفظه الله تعالى في كتابه القيم : جيش التحرير الشعبي الصحراوي ،في ملحق عمليات شهر يناير ١٩٨٧ : يقدم جردا لما يزيد على ٣٥٠عمل عسكري ، بمعدل ١٥ هجوم يوميا .
لقد كانت فترة انتصارات ومكاسب عسكرية كبيرة جدا جعلت المغرب يهرع الى المجتمع الدولي من اجل وقف الحرب ويقبل الاستفتاء .
كانت المكاسب العسكرية خلال هذه الفترة من الضخامة بحيث صرفت الانظار عن الجوانب الاخرى التي كانت فيها مكاسب كبيرة مثل الجانب الدبلوماسي الذي ابلى فرسانه البلاء الحسن فكانت الاعترافات وكان ابو المكاسب الدبلوماسية طرد المغرب من الوحدة الإفريقية وانضمام الجمهورية الصحراوية يوم ١٢ /١١/ ١٩٨٢.
كما كانت نهضة كبيرة في التعليم والصحة والادارة والتسيير .
--الفترة من سبتمبر ٦ /١١ / ١٩٩١ الى ٣١/ ٥/ ٢٠١٥ :
تميزت هذه الفترة بالكثير من الاكراهات الوطنية والإقليمية والدولية.
وطنيا:
مرحلة لا حرب ولا سلم تحتم بعض المرونة وبرامج جديدة تناسب المرحلة .
اقليميا :
بروز الحركات الارهابية وسنوات العشرية السوداء في الحزائر الحليف والحاضن .
دوليا :
مناخ من التوتر والحروب والافلاس الاخلاقي في السياسة الدولية وارتهان المنظمات الدولية لاجندات الاستعمار والمصالح .
وبالرغم من كل هذا ظل الشهيد صامدا بين شعبه يقوده في هذه الظروف الصعبة فوطد ومتن التعاون مع الامم المتحدة في حين كان يبحث عن اوراق ضغط تكون بيده عند الحاجة .
كان يؤمن ان صمود الشعب وتماسكه هو اقوى ورقة فكان يعمل على ذلك باسلوبه الحكيم في التعامل الحسن مع الشعب معتمدا مبدا الليونة في محلها والقوة في محلها ، إلا ان انتفاضة الاستقلال ٢٠٠٥ كانت بالنسبة له عملا غاية في الاهمية واعتبرها الورقة الاساسية التي يجب العمل عليها فاولاها كل طاقته ووقته وفكره ومن خلالها عمل سنواته الاخيرة على الملف الحقوقي بصورة عامة عملا جادا وقويا.
لقد بادر عند توقيف الحرب الى تعزيز بنية الدولة الديمقراطية الحديثة ذات السلط الثلاثة :التنفيذية والقضائية والتشريعية فعمل على تطوير العمل البرلماني واعطائه كل الصلاحيات لدرجة حجب الثقة عن الحكومة مرة ، كما استكملت السلطة القضائية كل ميكانيزماتها الاساسية .
وعمل بنظرته الثاقبة الى اعمار الاراضي المحررة وجعلها جزءا بارزا من مكونات الدولة له اداراته وهيئاته وكان نقل الاحداث الكبيرة اليها فكرة مهمة جدا وفي هذا الاطار شكل انعقاد المؤتمر الثاني عشر باتفاريتي حدثا بارزا حينها حضره سفراء بعض الدول المعترفة بمن فيهم سفير الجمهورية الاسلامية الموريتانية المعتمد في الجزائر، ووفد من السنغال احدث حينها سوء تفاهم عميق بينها والمغرب .
كما عمل على خلق وسائط اعلامية مهمة مثل التلفيزيون الصحراوي الذي كان حلما بعيد المنال .
ويعتبر انجاز بطاقة التعريف لبيومترية هو الآخر عملا رائعا ينم عن بعد نظر ذلك ان بعض الدول المستقلة لم تستكمل هذا الاجراء الضروري الا منذو سنوات قليلة .
علينا جميعا التاسي والنهل من معين فكر وممارسة الشهيد محمد عبد العزيز رحمه الله واستحضار همته وقوة وترفعه في كل اعمالنا النضالية.
تصدق فيه كلمة الشهيد الولي رحمه الله تعالى:" اذا اردات القدرة الخلود لانسان سخرته لخدمة الجماهير ."
اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك و انزل عليه سحائب رحمتك وجميع شهدائنا الابرار.