-->

ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية .. وضرورة تحصين الثورة بالمنطلقات والاسس التي اندلعت من اجلها


يأتي العاشر من ماي هذه السنة مع عودة استئناف الكفاح المسلح ومعه العودة للمنطلقات الثورية غداة التأسيس وشعار المؤتمر الاول "بالبندقية ننال الحرية" واعتماد الكفاح المسلح اسلوبا لمقارعة التواجد الاستعماري الاسباني والاستعداد لمواجهة الغدر المغربي الداداهي والغزو العسكري وحرب الابادة ضد الشعب الصحراوي، وقد عمت الثورة ارجاء الساقية والوادي بعنفوان التضحية والبذل والعطاء واقتران الممارسة بالشعار واعتماد ذلك في تقييم الاشخاص وعمل المناضلين وقد ساهمت تلك المنطلقات في صناعة جيل التضحية والمكاسب التي تحققت في خضم حرب مريرة وواقع بالغ الصعوبة والتحديات  ،امام قلة الامكانيات المادية وندرة المؤهلات والكوادر البشرية  ولكن بعزيمة فولاذية وإرادة لا تعرف المستحيل رسمت الثورة طريقها نحو النصر، ووحدت الشعب في ملتقى عين بنتيلي 12 اكتوبر1975م واعلنت الجمهورية في 27 فبراير1976م وكسبت الاعتراف الدولي والانضمام لمنظمة الوحدة الافريقية... الثورة التي اعطت قائدها شهيدا في ميدان العز والشرف وجعلت للشهادة رمزية يتسابق اليها المخلصون ويظفر بها الابطال ورسخت في النفوس حب الوطن والدفاع عنه بالغالي والنفيس وتسخير الروح لخدمة الجماهير.

وفي ظل استحضار الحدث المفصلي في تاريخ الشعب الصحراوي تبرز ملامح مرحلة جديدة سمتها الاتكالية وتراجع الوازع الوطني واتساع الهوة بين القمة والقاعدة واستئثار البعض بمكاسب الثورة وخوض معارك جانبية على مستوى الهرم في تجليات لخلافات اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي نهاية حرب التحرير الاولى، وهو ما يستوجب على الجميع التسامي عن الخلافات ورص الصفوف وترميم الانسجام التنظيمي والهيكلي باحترام الاسس والمنطلقات و القانون الاساسي للجبهة وبرنامج عملها الوطني المنبثق عن المؤتمر الاخير، واحترام إرادة الجماهير  وتطلعاتها.

وتعويض حالة الغياب لرئيس الجمهورية والامين العام للجبهة الذي يخضع للعلاج ـ شفاه الله وعافاه ـ بالالتصاق بالقواعد الشعبية والنزول اليها لمرافقتها في تنفيذ البرامج والتعبئة الشاملة بما ينسجم وحالة الحرب التي يخوضها الشعب الصحراوي وفرض هيبة التنظيم ووضع حد لممارسات التسيب والفوضى وإنفاذ سلطة القانون لتنعم عائلات المقاتلين في الجبهات الامامية بالراحة والطمأنينة وتحظى بالرعاية والخدمات الاساسية التي يجب ان تصونها الدولة وتسهر على حمايتها باستمرار.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *